السبت: 01/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

لن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن بجاحة دونالد ترامب

نشر بتاريخ: 01/02/2025 ( آخر تحديث: 01/02/2025 الساعة: 11:24 )

الكاتب: د. محمد عودة

يقول المثل الشعبي إن لم تستحي فافعل ما تشاء،كأن من وضع المثل الشعبي صممه خصيصا لدونالد ترامب ،بالامكان استيعاب بجاحة شخصية عامة حتى وان كان ترامب نفسه لكن من غير الممكن استيعاب ان تكون البجاحة احدى معايير الانضمام للادارة الامريكية ،من الواضح انها الصبغة الشاملة لغالبية اعضاء الادارة الامريكية.

منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني خاصة مذبحة قطاع غزة ،لم تكتفي الولايات المتحدة بتبني الرواية الصهيونية بل ذهبت بعيدا في الترويج لها اضافة الى المشاركة الفعلية في العدوان،ليس من خلال التزويد بكل انواع الاسلحة ولا بتشكيل شبكة امان للكيان في مؤسسات الامم المتحدة ولا حتى المشاركة بجيشها ، بل تريد انجاز ما عجزت عن انجازة اسرائيل بعدوانها الهمجي غير المسبوق والذي ممارست خلاله ولا زالت كل اشكال التوحش و الابادة الجماعية والتطهير العرقي.

لم تتوانى اسرائيل في التلميح حيناً والتصريح احياناً كثيرة عن نيتها تفريغ قطاع غزة عبر تهجير سكانه الى مصر وتهجير سكان الضفة الغربية الى الاردن ،وبما انها عجزت عن التهجيرالقسري ولا حتى الطوعي ظاهريا والقسري في المحتوى، فقد لجأت الى حليفتها الولايات المتحدة الامريكية فعملت الدولتان على تهيئة الظروف من اجل ان يصبح التهجير ضرورة انسانية مقبولة ،كان ذلك من خلال حجم الدمار لكل المرافق والمساكن من جهة ومنع ادخال ما يلزم من غذاء ودواء وخيام قبل عودة المهجرين من جهة اخرى ،حيث أن هكذا ظروف قد تدفع البعض في وقت ما لطلب الهجرة طوعاً.

لم ينتظر ترامب طويلا ، فقد نَصب نفسه وصيا على كل الدول العربية فيطلب من الاردن ومصر استقبال الفلسطينيين في الوقت الذي يعمل على طرد كل اللاجئين خاصة اللاتين من الولايات المتحدة .وفي نادرة جديدة يقول مستشاره وهنا اقتبس (قال آدم بوهلر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص لشؤون الرهائن، خلال مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، الأربعاء، إنه "يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا تعتقدان أنه سيكون أفضل" إذا لم ترغبا في استقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة وأضاف بوهلر: "أنا متأكد من أن الرئيس ترامب سيستمع، إنه منفتح دائمًا على الحلول المختلفة، لكن يجب أن تكون حقيقية)انتهى الاقتباس،يعني اذا الاردن ومصر ما بدهم يستقبلو لازم يلاقوله حل ويصبحوا شركاءه في التهجير.

في ذات الوقت يصرح بان اسرائيل مساحتها صغيرة ويجب توسيعها حتى تتسع لمن يرغب بالهجرة الىها من يهود العالم ،انها العنجهية التي لن تجدي نفعاً مع الشعب الفلسطيني فنحن لن نكون هنود حمر المنطقة ،فيا سيد ترامب من لم يتخلى عن فرشة مهترئة اثناء عودته الى شمال قطاع غزة قبل بضعة ايام فلن يتخلى عن وطن حلم به منذ ما يقارب ثمانية عقود.

اما فيما يخص مقترحات تهجير الفلسطينيين المنتظرة من الاردن ومصر فانها لن تصلك ابدا،لقد قدمت لحضرتك ايها المتكبر مبادرة باسم عشيرتي قبل يومين عليك ان تقبل بها ،تقوم المبادرة على اعادة كل الفلسطينيين الى وطنهم ، القرى التي هُجر منها لاجئي قطاع غزة اقرب لهم من مصر والاردن،وان تعذر فالنقب ايضا اقرب من اي مكان آخر.

نصيحة من الاعماق سيد ترامب خد هليهود المساكين عندك واعمللهم دولة يهودية او حتى امبراطورية، إن تهجير الفلسطينيين سواء الى لسوريا او الى الاردن او الى مصر اوحتى لامريكا لن يجلب لا الامن ولا الاستقرار ولا الازدهار للدولة لمصطنعة.وان نجحت في تهجير الفلسطينيين فلن يطول النجاح وربما تصبح انت ودولتك اهم عوامل اندثار هذا الكيان.

بامكانك سيد ترامب ورغم بجاحتك ان تدخل التاريخ من اوسع ابوابة ان اسهمت في الحل العادل والدائم لمعاناة الشعب الفلسطيني منذ ستة وسبعون عام، اعمل على انهاء معاناة الشعب الفلسطيني اثناء ولايتك وقبل فوات الاوان فالحل الوحيد الممكن في المنطقة هو تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره واقامة دولته الديمقراطية ذات السيادة على كامل حدود الرابع من حزيران والقدس عاصمة ابدية لها. عليك ان تعرف ان فلسطين تشكل عامل حسم سواء للحرب ام للسلم ،فهي عامل التفجير وفي الوقت ذاته عامل الاستقرار ليس في المنطقة فحسب بل في العالم اجمع.