الإثنين: 10/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

المؤتمر الوطني الفلسطيني : بطاقة تعريف

نشر بتاريخ: 10/02/2025 ( آخر تحديث: 10/02/2025 الساعة: 10:47 )

الكاتب: عوني المشني



ينعقد المؤتمر الوطني هذه الايام ، والمؤتمر الوطني - لمن لا يعلم - هو مبادرة فلسطينية على شكل حراك مستدام . جاء هذا الحراك عبر بيان يحدد اهدافه وقع عليه اكثر من الفي شخص من كل ارجاء الوطن والشتات ، يمثلون فسيفساء الشعب الفلسطيني بكل ألوانه وأطيافه السياسية والاجتماعية من اكاديميين ومثقفين وسياسيين وأدباء ومفكرين ، توزع اعضاءه على تسع وستون دولة ، وابدى اكثر من خمس مائة شخص رغبة في حضور اجتماعه الاول .
المؤتمر الوطني انطلق من بيان يحدد هدفه الواحد الوحيد الاوحد : اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد لشعبنا على قاعدة ديمقراطية موحدة لكل ابناء شعبنا وقواه السياسية وإنشاء قيادة وطنية موحدة ، وعرف نفسه بانه حراك شعبي للحوار والضغط والتغيير ، حراك شعبي يعني انه ليس فصيلا او تنظيما سياسيا يضاف لسلسلة التنظيمات او الفصائل ، للحوار والضغط والتغيير بمعنى انه يسعى لتحقيق هدفه عبر الحوار مع الكل الفلسطيني دون استثناء والضغط على الكل الفلسطيني دون استثناء ويعمل على ازالة كل العقبات دون استثناء والتي تعرقل تحقيق هدفه الواضح وهو اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية .
المؤتمر الوطني ليس مع احد بعينه ولكنه مع الشعب الفلسطيني ، ليس ضد احد بعينه ولكنه ضد كل ما يعرقل الوحدة الوطنية الفلسطينية ، من يتفق مع المؤتمر يتفق مع وحدة شعبنا في اطار منظمة التحرير الفلسطينية ، ومن يختلف مع المؤتمر يختلف مع وحدة شعبنا في اطار منظمة التحرير .
المؤتمر الوطني ليس ورقة في جيب احد , لدينا من الالتزام ما يجعلنا فلسطينيين الشكل والجوهر ، لدينا من القوة ما يجعلنا مستقلين بارادتنا ، ولدينا من الحكمة ما يجعلنا نحافظ على المسافات بيننا وبين الآخرين ، نحترم الاخر المختلف ولكنا نحترم فلسطينيتنا اكثر ، نحب المتفق مع توجهاتنا لكنا نحب فلسطين اكثر ، نحاور حتى نجد القواسم المشتركة ولا نساوم او نخضع لاحد ، أنداد لغيرنا بلا دونية مع من هو اكبر شأنا منا ولا فوقية مع الاقل شأنا منا .
المؤتمر الوطني ليس اجتماع ولا وثيقة ، هو سيرورة لها بداية هو وثيقة ولها شكل هو مؤتمر ولها هدف هو وحدة شعبنا ، نبدأ بوثيقة وننتهي بوحدة شعبنا وما بينهما خطوة وخطوات ، فعالية وفعاليات ، سنكمل مسيرتنا بما يخدم شعبنا وبلا تردد وبلا توقف وبلا احباط .
ثقتنا اننا سنصل أهدفنا نابعة من ثقتنا بوحدة ارضنا ، وحدة شعبنا ، وحدة قضيتنا ، تلك الأقانيم الثلاث لن نقهر ولن تهزم ، سنصل عبر طريق امن ، طريق يحمي دمنا اولا ، ويحمي استقلاليتنا ثانيا ، ويحمي منظمة التحرير ثالثا ، طريقنا نحاور ما استطعنا ، ونضغط ما استطعنا ، وندلل الصعاب ما استطعنا ، وعندما نكون في طريق واضح فاننا نستطيع الكثير والكثير جدا
المؤتمر الوطني ليس ضد أحد إلا بقدر ما هو ضد وحدة شعبنا وليس مع أحد إلا بقدر ما هو مع وحدة شعبنا ، شخصيته هي شخصية شعبنا الموحد ، يستطيع ان يراه الجميع حليفا بمقدار سعي هذا الجميع للوحدة ، ويستطيع الجميع ان يعتبره شريكا بمقدار قناعة هذا المجيع بالشراكة الوطنية ، يستطيع ان يعتبر الجميع نفسه فاعلا أصيلا بما ما يعتبر هذا الجميع انه فاعلا لأجل تحقيق الوحدة .
المؤتمر الوطني لا يطالب بحصة في الوحدة لانه لا يؤمن بالمحاصصة اولا ولانه يعتبر كل من يشارك بالوحدة يمثل المؤتمر ، ويرى المؤتمر بان من يؤسس للحصص هو صندوق الانتخاب وليس صندوق الرصاص ، المؤتمر يؤمن ان شعبنا يصنع قياداته وليس القيادات هي التي تصنع شعبنا .
المؤتمر الوطني ليس غيمة عابرة ولا هو بجملة اسمية ، المؤتمر الوطني موسم عطاء وخير لشعبنا ، موسم يتجدد ، وبطرح ثماره كل موسم ، وهو مساهمة جادة ومسئولة لتجاوز الأزمة الفلسطينية المزمنة ، ان وحدة شعبنا ليست عمل إجرائي بقدر ما هي ضرورة وطنية وشرط لا بد من تحققه للوصول إلى الحرية والاستقلال ، والمؤتمر الوطني عندما يأخذ على عاتقه هذه المسئولية فهو يدرك اهميتها والجهد المطلوب لتحقيقها ومستعد لذلك .
لم يأتي المؤتمر الوطني في هذا التوقيت مصادفة ، بالأمس كان مبكر جدا ، وغدا سيكون متاخر جدا ، اما الان واما لا إلى الابد ، فهم المؤتمر الوطني هذه المعادلة وانطلق في مرحلة مصيرية تتشكل فيها مستقبل قضيتنا لا بل مستقبل الاقليم ، وبهذا تكون الوحدة الوطنية الان وفي الاطار الشرعي وهو منظمة التحرير هي التموضع في المكان الصحيح وبالطريقة الصحيحة لخوض التحدي الصعب وتجسيد الكيانية الفلسطينية ومواجهة المشروع التوسعي الصهيوني .
المؤتمر الوطني ليس اسير للواقع ، يفهم المؤتمر تعقيدات هذا الواقع ومعطياته ، ينطلق منها ، ولكنه يخلق عاليا في عالم الثوابت الوطنية الفلسطينية ، الفرق بين الاستسلام للواقع والعمل على تغييرة هو ان كلاهما ينطلقان من الواقع ولكن واحد يتماهى معه ويستسلم له واخر ينطلق منه ويعظم نقاط قوته ليغيره ، المؤتمر هو كذلك ينطلق من الوقع يعظم نقاط القوة ويسعى لتغيير هذا الواقع .