الكاتب: السفير حكمت عجوري
كما ذهبت صفقة القرن الى مزبلة التاريخ بفضل الابداع الفلسطيني والارادة الفلسطينية سيكون ايضا مصير الصفقة الجديدة التي طلععلينا فيها ترمب في اول ايام ولايته الثانية بصفقة تهجير الغزيين او بمعنى تطهيرهم عرقيا من اجل شراء المكان الذي يأويهم وذلك من اجل تحقيق اهداف بعضها معلن ارضاء للصهيونية ممثلة بضيفه نتنياهو واخرى غير معلنة وهي مصالح يغلب عليا الطابع الشخصي لترمب ونتيباهو وذلك على حساب 2.3 مليون فلسطيني سكان غزة وهو الامر يجعلني أُقر بانني اخطأت جدا عندما اعتقدت بان كره ترمب للحروب سببه انساني لان هذه الصفقة /الخطة هي خارج حدود الانسانية وهذه اصبحت صفة اصيلة بالرئيس ترمب الذي يقول بانه لا يهمه من يموت على حلبة المصارعة ولكن يهمه الربح لمن يراهن عليه وهكذا الحال مع صفقة غزة.
في نفس السياق اعتقد بان حرص نتنياهو على تنفيذ صفقة التطهير العرقي على اعتبار انها هدية لا ترد من اقوى رئيس فب العالم سببه انها وسيلة لو لا سمح الله نجحت فسوف تمكنه من التخلص مما علق به من جرائم من محاكم بلاده موزعة ما بين خيانة الامانة والرشاوى والفساد والبقاء في الحكم وذلك بعد ان نجح في تحويل معظم الشعب في كيانه الىفاشيين ومتطرفين حيث ان الجريمة في مفهومهم تُمحى بجريمة اكبر منها بدليل ما يظهره صهاينة اسرائيل من فرح في ابادة الشعب الفلسطيني دون تمييز وتطهيرهم عرقيا وبدون اي شعور انساني على الرغم من انهم اولاد واحفاد الناجين من محرقة هتلر.
الى ما سبق أضيف بما يخفيه ترمب وراء الغبار الذي اثارته خطته /صفقته حولها واولها سداد ديون المتبرعين الاشخاص اليهود لحملته الانتخابية من امثال ميريام اديلسون المليارديرة الارملة الاسرائيلية الامريكية التي غطت معظم تكاليف حملة ترمب الانتخابية الاخيرة اضافة الى ان هذا الغبارالذي اثارته هذه الصفقة ومنذ لحظة الاعلان عنها نجح في اشغال كل وسائل الاعلام المرئي والمقروء ووسائل التواصل الاجتماعي بحرف الانظار عن ما يفعله ترمب في الخفاء مع ايلون ماسك الذي اصبح اقوى شخص في ادارة ترمب واصبح يعيد ترتيب البيت الامريكي بما يتماهى مع احلامه من خلال تفكيك منهجي وسريع للحكومة الفيدرالية ولاجهزة الاستخبارات الامريكية وذلك بحسب ما ذكره الكاتب الاسرائيلي اورييل داسكال في مقال بموقع واللاه العبري .
ولو اضفنا الى ما سبق اعلان ترمب عن نيته في شراء غرينلاند وضم كندا وقناة بنما وابتزاز كل انظمة المنطقة ماليا ووجوديا لصالح كيان نتياهو الفاشي لاتضح اكثر كم اصبح عالم اليوم في خطر في ظل وجود هذا الثنائي ترمبياهو بتحديهما السافر للقوانين الدولية وتحديدا الدولي الانساني منها فيما يريدانه وبخطوات استباقية بقرارات الانسحاب من مجلس حقوق الانسان وتهديد المحكمة الدولية ومحاولة بناء ريفيرا على حساب شعب باكمله ومصادرة حقه في تقرير المصير دون اي اعتبار لهيبة المنظمة الاممية الحاضنة لكل القوانين الدولية وهيبة كافة دول العالمالاعضاء فيها الذين يحترمون ويلتزمون بكافة القوانين الدولية وكل ما يتعلق فيها وهو ما يعني ان ما يفعله ثنائي الشر هذا هورسالة لهذه الدول على انها دول فاشلة وعاجزة عن وضعها حد لهذا الاستهتار في مصائر الشعوب من قبل هذا الثنائي المشكوك اصلا في قدراتهم العقلية وهو ما يعني ايضا وبحسب لغتي المنطق والعقل بان المكان الطبيعي لهذا الثنائي هو مستشفى الامراض النفسية ان اردنا فعلا حماية الامن والسلم والدوليين من شرهماخصوصا وان ما يفعلانه هو بمباركة امريكا الدولة العميقة والحركة الصهيونية المسيطرة على العديد من مفاصل الحياة في الغرب
امريكا تبتز المنظمة الاممية وتتحكم في تطبيق القوانين الدولية بقوة الفيتو والسبب هو ما تدفعه من اموال تجاه ميزانية هذه المنظمة مع انها تجني اضعاف ما تدفعه من خلال تنصيب نفسها شرطي على هذا العالم وفي نفس الوقت تنصب نفسها قاضي وجلاد بصولاتها وجولاتها وحروبها التدميرية وسيطرتها على معظم دول العالم من خلال قواعدها العسكرية المتناثرة وبدون اي تكلفة والاهم تربعها على عرش الاقتصاد العالمي مع العلم ان الدولار الامريكي لا قيمة له ولا يساوي اكثر من ثمن الورق المطبوع عليه مقارنة مع العملات الاخرى.
امريكا وبسطوة الدولة العميقة مكنت ادارتها من سلب ارادة معظم شعوب العالم بحرمانها من ابسط حقوق العضوية بدليل ان هناك 140 دولة تعترف بدولة فلسطين ومع ذلك ما زالت عضو مراقب وما زالت محتلة من قبل كيانعضو في هذه المنظمة وهو كيان نتنياهو والمعروف بانه كيان صهيونيعنصري ومارق ومنذ قيامه على ارض فلسطينية مسروقة لم يسبق له مراعاة اي من مئات قرارت الامم المتحدة التي صدرت بحقه بدأ بالقرار الذي اقامهذا الكيان وهو قرار التقسيم الذي يحمل رقم 181 وقرار العودة ويحمل رقم 194 علما بان ضرورة احترامه لهذين القرارين هو شرط قبوله عضو في المنظمة الاممية وذلك بسبب العلاقة العضوية ما بين هذا الكيان وامريكا الدولة العميقة.
قيام منظمة الامم المتحدة في سنة 1945 لتحل مكان عصبة الامم التي كان يسيطرعليها بريطانيا وفرنسا ومن اجل ان تكون المنظمة الاممية اكثر تجسيدا حقيقيا لاحلام كل شعوب الارض في حفظ الامن والسلم الدوليين بحضانتها لكافة القوانين الدولية الملزمة لكافة الدول الاعضاء وبدون تمييزواساسها حقوق الانسان ولتكون ام بيولوجية للمحاكم الدولية والوكالات الانسانية مثل اليونسكو والانروا ومجلس حقوق الانسان وغيرها وهو ما يجعل من قيام المنظمة الاممية انجاز عظيم وثمرة انسانية من ثمار الانتصار الذي حققته البشرية على النازية وحلفائها في الحرب العالمية الثانية.
هذا الانجازات لم تعد ذات قيمة ازاء ما يفعله هذا الثنائي ترمبياهو وامام مرأى ومسمع العالم سواء بتحديهم للقوانين الدولية وضربها بعرض الحائط وليس ادل على ذلك كما اسلفت هو انسحابهم من مجلس حقوق الانسان بهدف شيطنته وتدميره ومعاقبة وكالة الاونروا الاممية كونها الراعي الحصري للاجئين الفلسطينيين من ضحايا الصهيونية في سنة 1948 والتهديد بفرض عقوبات على محكمة الجرائم الدولية بسبب اصدارها مذكرة اعتقال بحق المجرم نتنياهو ووزير حربه على ما ارتكبوه من جرائم بحق نفس ضحايا الصهيونية من الفلسطينيين بعد لجوئهم الى غزة اضافة الى ما نحن بصدده وهو خطة ترمب بممارسة التطهير العرقي لمن بقي من هؤلاء الضحايا بتهجيرهم من مخيمات لجوئهم وهو ما يعني وببساطة احلالهم لقانون الغاب بدلا من القانون الدولي والسبب في كل ذلك هو جهل الاول المدقع في السياسة والتاريخ وعنصرية الثاني وكرهه لكل من هو غير يهودي .
ممارسات هذا الثنائي ترمبياهو تؤسس لبيئة شهدها العالم قبل الحرب العالمية الثانية والسؤال لكل عقلاء العالم هل الواجب الانتظار الى حين اشتعال الحرب العالمية الثالثة التي لن تبقي ولن تذر وبعدها نعيد قيام منظمة اممية جديدة ام ان نستبق ذلك كله وهذا هو الحل الافضل باعادةتدوير المنظمة الاممية القائمة وتنظيفها من كل ما علق بها بسبب سطوة الفيتو الامريكي والعضوية غير الشرعية وغير المشروعة لاسرائيل الامر الذيسيعيد الهيبة لهذه المنظمة الاممية وتمكينها لتصبح اكثر عدلا واكثر انسانية وقدرة على انفاذ قراراتها لانه من غير الممكن ان يكون هناك عدل في عالم يتحكم في قوانينه ويضع قواعده مجرمين.