الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعكس الاعلام العربي لم يحظ المؤتمر الصحفي الذي اداره ترامب في البيت الأبيض مع العاهل الأردني بإعجاب الأحزاب الصهيونية. ويرى الإسرائيليون ان الملك الأردني رفض خطط التهجير وأكد على وجود خطة عربية برئاسة مصر ، وترك ترامب يلف حول نفسه في زوبعة أفكار جامحة لا قيمة لها على ارض الواقع .
طريقة ترامب التي تشبه لغة عصابات الشوارع لا تنال اعجاب حاخامات الصهيونية ، فهي فجة وتثير ضجة كبيرة دون اية نتائج مضمونة ، وقد تشاجر ترامب حتى الان وفي اقل من شهر على وجوده في البيت الأبيض مع اكثر من خمسين دولة وولاية وهيئة دولية. ولو كانت إسرائيل تعتمد أسلوب ترامب لما صمدت حتى حرب السويس، ولكنها تعتمد المؤامرات الصامتة من دون استفزاز المحيط العربي.
يخشى مفكرو إسرائيل ان التقارب بين نتانياهو الاناني وترامب الهائج سوف تهدد مصالح إسرائيل بالخطر. ولذلك لهم ملاحظات على المؤتمر الصحفي مع نتانياهو في واشنطن والذي فاجأ خلاله ترامب نتانياهو وقال امامه انه سوف يشتري غزة ويحولها الى ريفيرا الفرنسية. ابتسم كبار المحللين في الاستوديوهات الإسرائيلية ساخرين وهم يعلمون ان ترامب قال كلاما طائشا وان نتانياهو اشتراه لأنه يخدم بقاءه في الحكم وليس اكثر .
فيروس الحماقة انتقل بالعدوى من ترامب الى نتانياهو وتسبب في خسارة إسرائيل للسعودية بعد الكلام الاهوج الذي قاله نتانياهو عن المملكة (لدى السعودية مساحات ارض واسعة ولتأخذ الفلسطينيين وتقيم لهم دولة هناك) ما دفع العديد من المحللين الإسرائيليين للقول : لقد اغلق نتانياهو بيديه بوابة التطبيع مع السعودية والتي توسل امامها لسنوات طويلة .
الموقف المصري حاسم، وخطير ، ومحوري . وقد اتخذت مصر موقفا حازما تجاه التهجير وحين تطاول ترامب على قرار مصر قام بمقامرة غير محسوبة سوف تدفع ثمنها إسرائيل طويلا . وأكثر ما تخشاه تل ابيب هو خسارة اتفاقية كامب ديفيد او خسارة محتواها. وبعيدا عن بعض ممثلي الذباب الالكتروني من اليهود الناطقين بالعربية والذين يتطاولون عبر مدوناتهم على الجيش المصري علانية. الا ان الغالبية العظمى من المفكرين الإسرائيليين توصلوا الى نتيجة ان نتانياهو سوف يدمر العلاقة مع مصر لصالح بقائه في الحكم وتحالفه مع المتطرفين اليهود في حكومته .
ترامب يشبه منطادا كبيرا امتلأ بالهيدروجين. وكلما امتلأ اكثر كلما طار اسرع .
اسوأ ما في الحال الفلسطيني بالإضافة الى ويلات الحروب هو عدم وجود موقف سياسي موحد ، وتوجيه سياسي موحد ، وتعبئة وطنية جامعة .