الكاتب: د. محمد عودة
فإن كبر أطفال فلسطين فانهم سيسهمون في بناء كوكب أفضل وأكثر انسانية ومن اجل ذلك لا بد من مخاطبة قامة بحجم رونالد لامولا وزير خارجية جنوب افريقيا العزة.
في البداية لا بد من رسالة شكر اوجهها لمعالي السيد رونالد لامولا وزير الخارجية في حكومة جنوب افريقيا الصديقة، ولد لامولا في ترانسفال، وهو عضوٌ في المؤتمر الوطني الإفريقي ومن خلاله الى شعب جنوب افريقيا الشقيق، كما أن في رسالتي رجاء له لكي يواصل ومن خلال طواقمه المهنية مساعدة الشعوب المقهورة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني على التخلص من قاهريها عبر انفاذ القوانين الانسانية والدولية،
معالي السيد رونالد لامولا المحترم
في بداية رسالتي اسمح لي ان أقدم لك نفسي اولا (فأنا مواطن فلسطيني مقهور واسمي محمد رغم أنني لست نبياً) وان اعتذر لكم على مخاطبتكم دون سابق معرفة ثانيا، ان هول ما ساقول ربما يشكل عذرا لاقتحام خصوصيتكم.
في هذا الظرف الدولي الصعب حيث غابت الكثير من القيم والمباديء وأصبحت نصرة الظالم تحل مكان انصاف المظلوم، ومساعدة المعتدي تحول دون الاكتراث بالمعتدى عليه، انني ومن منطلق معرفتي بانكم من اوائل المدافعين عن القيم والاخلاق ناهيك عن الدفاع عن الحقوق الجمعية والفردية وفوق كل ما سبق انتماء سيادتكم الراسخ للإنسانية، كل هذه العوامل شجعتني على الكتابة لانني اعلم علم اليقين أنك لن تتوانى في نصرة الحق منطلقا من القيم والمباديء والاخلاق التي تحملون وفوق كل ذلك انتمائكم الصادق للإنسانية.
معالي الاستاذ رونالد لامولا، لقد فوجئت صباح هذا اليوم بما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية حول قيام عائلات 245 اسرائيلي قتلوا في اعمال فلسطينية داخل الاراضي المحتلة برفع دعاوى على السلطة الوطنية الفلسطينية مطالبين بتعويضات تصلالى ثلاثمائة وخمسون مليون وستمائة ألف دولار (350559000)، بمعدل مليون ونصف المليون دولار تقريبا لكل قتيل،
معالي الوزير صاحب السبق في الدفاع عن الشعب الفلسطيني
بالرغم من ان مقاومة المحتلين مكفولة بكل الشرائع الالهية وبكل القوانين والاعراف الدولية الا ان الوقاحة وصلت الى الحد الذي يطالب فيه الجلاد ضحيته بدفع كلفة تنظيف ثيابة ويديه من دمها.
اكتب لك مستصرخا انسانيتك بان تستثمر خبرتك عبر الايعاز لطواقمكم برفع المزيد من الدعاوى على الاحتلال الاسرائيلي وامام كل المحاكم الدولية من اجل وقف الابادة الجماعية من جهة وتعويض الشعب الفلسطيني عن كل ما لحق به منذ مئة عام اضافة الى جبر الضرر الناتج عن هذا الاحتلال.
قد تكون البداية برفع دعاوى تعويض على قتلة اطفال ونساء وشيوخ فلسطين، خاصة خلال آخر حلقات هذا العدوان الهمجي لان دماء اطفال فلسطين ضحايا هذه الحلقة لم تجف بعد والاجرام موثق ومن على شاشات التلفاز في بث حي ومباشر لكل الموبقات التي ارتكبها بحق الفلسطينيين والمستمرة منذ مئة عام، الحلقة الاخيرة والتي بدأت قبل خمسة عشر شهرا ولا تزال أثزهقت خلالها ارواح ما يزيد على سبعين الفا من الاطفال والنساء والشيوخ ناهيك عن عشرات آلاف الجرحى وآلاف الاسرى مضاف الي تدمير شامل لقطاع غزة وشمال الضفة الغربية.
معالي الاستاذ الكبير، انا لست خبيرا بالقانون، لكن ومن خلال مقارنة بسيطة أستطيع ان استنتج ان رفع دعوى قضائية ضد اسرائيل وجيشها تطالبها بدفع تعويضات مالية مشابهة لما تطالب به عائلات قتلاهم فان ذلك يعني ان على اسرائيل تعويض ذوي الضحايا الفلسطينيين من جولة العدوان الحالية (أعنى الشهداء فقط) ان كان قد بقي لهم اهالي، قد تصل هذه التعويضات الة ما يزيد عن واحد ترليون دولار امريكي رغم قناعتي بان اموال الكون لا تعوض حياة طفل غزّي حر.
سيدي معالي الوزير، لقد قام أحد صحافيي قطاع غزة باجراء مقابلة عفوية مع طفل من اطفال غزة الناجين من المذبحة الى حينه عبر سؤاله عن ماذا يريد ان يصبح عندما يكبر؟ يعتبر السؤال عادي والاجابة كذلك في كل دول العالم الا في فلسطين، كان السؤال عاديا لكن الاجابة كانت صاعقة، بكل بساطة اجاب الطفل نحن لا نكبر حتى نصبح شيئا لأنهم يقتلوننا صغاراً.
يا معالي الوزير قبل ردكم اناشدكم ومن خلالكم كل اصحاب الضمائر الحية ان يضغطوا على هذا الكيان من اجل ان يكف عن قتل اطفال فلسطين وان يتركهم يكبرون، فان كبروا سيسهمون في انسنة الكون وفي بناء صرح الانسانية الذي سيوفر الامن والاستقرار والازدهار لكل من على هذا الكوكب.