الكاتب: نافذ الرفاعي
راهن الحال والتداعيات التي تعصف بالوضع السياسي الفلسطيني وتفرض تحديات خطيرة على منظمة التحرير الفلسطينية والقوى والفصائل؛ لتبقى في دفة القيادة إذا ما استجابت بشكل علمي وموضوعي لهذه التحديات، وخرجت من دائرة الروتين القاتل، وتحررت من بلادة الانتظار .
ابتداء بقراءة تداعيات المرحلة وأثرها في تضاؤل بل انتهاء كثيرا من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ونبدأ من الفصائل التابعة لسوريا مثل: منظمة الصاعقة وكذلك الجبهة الشعبية احمد جبريل، وجماعة الانشقاق بعد انهيار الحاضنة لهم وهي نظام الأسد وحزب البعث فرع سوريا، وبالتالي تسارع عملية التفكك والاندثار، وهذا ايضا أصاب كثيرا من فصائل منظمة التحرير وخاصة التابعة للبعث العراقي والتي تفككت وضعفت بعد إسقاط نظام صدام في العراق، ويتبع ذلك نفس القراءة لانشقاقات حدثت في فصائل ابو العباس و الجبهة الديموقراطية وفدا .
وبالتالي بقاء مسمى اللجنة التنفيذية ضمن نظام الكوتة فقد المعنى والمضمون ، واضحى من الضرورة المراجعة لهذه التشكيلة والتي لا شك يجب أن تضم فصائل أخرى غير منضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية بدءا من حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وزنهما في الساحة السياسية ، يتطلب صيغة لضمهم، وهناك أيضا تصاعد ثقل الشخصيات الوازنة والمستقلة على مستوى الشتات،
كل هذه المستجدات يجب التعاطي معها من خلال رؤية نهضوية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الصعيد البنيوي والذي يستند لضرورة عقد جلسة عاجلة للمجلس الوطني الفلسطيني ضمن عضوية متجددة. إن تأخر هذه التغيرات وعدم اخذها في عين الاعتبار من أجل انتخاب لجنة تنفيذية وحدوية تعبر عن التنوع الفلسطيني وتوحده وتقضي على لعنة الانقسام.
ولا شك أن المعالجة البنيوية اولا في انتخاب لجنة تنفيذية فاعلة وليست ضمن توزيع الكوتة المتكلسة تاريخيا والتي سلبت منظمة التحرير قوتها وفعاليتها ودورها كوطن معنوي لكل الفلسطينين في الوطن والمنافي والشتات ،
وان استعادة دورها التاريخي يحتاج إلى قوة ضغط فلسطيني من كل الشخصيات الفلسطينية الوازنة والتي يجب أن تحول أمام عقد مجلس باهت يعيد إنتاج نفس العجز في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من لجنة تنفيذية ومجلس مركزي واللجان المنبثقة عنها، وصولا إلى الاتحادات العمالية والطلابية والفلاحية والكتاب والفنانين والصحفيين والنقابات المهنية من اطباء وصيادلة ومحامين ومهندسين وغير ذلك.
لا شك أن الطوفان السياسي والمخاطر المحيقة ونتائج حرب الإبادة؛ تفرض استنهاض الحالة الفلسطينية.
مما يعني أنه هناك ضرورة حتمية لحراك سياسي شامل من أجل تجديد وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة خطوات ترامب والخطة الإسرائيلية التي لا تهدف فقط لحرب الإبادة بل إلى التهجير وأعتقد أن القيادة الحالية وهي مفرزات مراحل قديمة لا تتناسب مع المرحلة لا رؤيا ولا خططا ولا عزيمة ولا ارادة.
اخيرا لقد ظهرت مجموعة مبادرات فلسطينية من أجل لملمة الوضع الفلسطيني بما يتوافق مع مخاطر المرحلة، وتطورت إحدى هذه المبادرات من مجرد توقيع على نداء فلسطين والذي بطالب بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية ووحدة فلسطينية وانهاء الانقسام، إلى لقاء في رام الله لحوالي أربعين شخصية وازنة، وهذا الوصف للحضور لأول مرة ينهي قصة التمثيل الفصائلي بل يفتح المجال أمام الالتزام بالفكرة الوطنية، وتم اعتبار هذا اللقاء تأسيسا للجنة تحضيرية تبعها اجتماع لجنة تحضيرية في الدوحة من 76 شخصية فلسطينية من 55 دولة، وتم الاتفاق على عقد المؤتمر الفلسطيني الاول ودعوة 500 سخصية فلسطينية من الأرض المحتلة والشتات والمنافي ،
كانت حلما وأضحت حقيقة نحو اصلاح منظمة التحرير الفلسطينية كمطلب فلسطيني وطني،
ولم يلق التأثير كلاميا والغائب فعليا، ويعتبر المؤتمر الفلسطيني لبنة فعالة في حراك فلسطيني من شخصيات وازنة وجمعيات ومؤسسات ليشكل ضغطا من أجل إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية ويقوم بمهام الدعم واستثمار الجاليات الفلسطينية وفلسطينيي الشتات والمنافي وشخصيات الوطن في دفع القضية الفلسطينية إلى الامام وتقوم لاستخدام نفوذها لوقف التآمر ومشاريع التهجير .