الكاتب: يونس العموري
هي كلمات أردتها أن تكون نابعة من صميم الضمير الحي، في الظرف الراهن ، وفي ظل حرب الإبادة المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وما يرافقها من قتل وتدمير وتهجير قسري من قبل دولة كيان الاحتلال برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وتبنيها مؤخراً مخطط التهجير، هي اللحظات الفارقة بحقيقة الموقف الذي لابد من المجاهرة فيه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على المستوى الوطني الفلسطيني، واعتقد أن حركة فتح تملك الكثير من خيوط اللعبة المحلية، وانجاز ما يمكن انجازه على صعيد المسألة الوطنية، وإعادة لملمة الشمل الفلسطيني، وتحقيق التفاهمات الوطنية إن كان ذلك ممكنا... إن أرادت قياداتها وبعض المتحكمين بمسارات قرارها .. وهنا لابد من المكاشفة والمصارحة.. والمكاشفة برأيي تتطلب الكثير من جرأة الموقف، والوقفة مع الذات، ومخاطبة العقل والوجدان الوطني، وتقديم المصلحة الوطنية العامة على كل المصالح التنظيمية والحزبية الضيقة، وقبل كل شيء نبذ المصالح الفردية والشخصية من حسابات كبار فتح وأمرئها .... وتحمل المسؤوليات الجسيمة، التي اضطلعت بها الحركة منذ البدايات... الأمر الذي يعني بشكل أو بأخر، أن على فتح أن تعي حقيقة المرحلة وما يتم الإعداد له في كواليس ودهاليز صناعة التأمر، على فلسطين وقضيها، بهدف إعادة شطبها سياسيا، كقضية وطنية شعبية عربية قومية، وتصفية مفاهيمها المتمثلة بالحقوق الوطنية التاريخية التي لا تقبل التأويل أو التفسير، بغير تفسيراتها الصحيحة والواضحة لكل قوى الشعب والأمة العربية.. وهنا أيضا لابد من التذكير أن فتح وحينما أعلنت عن انطلاقتها قالت أن لا بديل عن فلسطين العربية، كدولة بعاصمتها القدس، وان لا استسلام أو خنوع لإرادة المتآمرين والهادفين إلى تصفية هوية الشعب، وإعادته إلى مجرد شعب متسول للأموال والمستجدي لرأس المال السياسي ... المُستثمر في العواصم التآمرية على شعبنا وحقنا بالعودة وتقرير المصير...
إن فتح وهي تخوض اليوم صراعا من نوع أخر وعلى مختلف المستويات والجبهات أجدها تقف عند مفترق طرق حساس وخطير حيث تتنازعها وتتجاذبها الكثير من الأطراف وأصحاب المشاريع البعيدة عن أدبياتها وبرامجها، وعليها أن تقرر فأما أن تكون حركة جماهيرية نضالية شعبية ملتصقة بقضايا شعبها وهويتها الشعبية الخالصة كما كانت أو أن تكون حركة النخبة لزمرة من المنتفعين وأصحاب البزنس والمتأمركين والمتآمرين على شعبية الأداء وأهدافه الوطنية الحقيقية... وبمعنى أخر أما ان تكون فتح حركة الجماهير وان تعود لأن تأخذ موقعها الريادي والقيادي من جديد كحركة لها امتداداتها الشعبية عند الكل الفلسطيني تستوعب هذا الكل على مختلف مشاربه الأيدلوجية والعقائدية وبالتالي تكون قادرة على احتواء كافة التناقضات التي تعصف بالجسم الفلسطيني وهو الطبيعي الذي يعبر عن حيوية الشعب وقدرته على الإبداع من خلال تفاعلية التناقضات... الأمر الذي يعني إعادة فتح إلى حقيقتها من خلال ابتداع قدراتها ومقدراتها على صياغة منظومة المفاهيم الوحدوية والتوحيدية بين كل التوجهات السياسية وبالتالي صهرها في إطار برامج العمل والفعل السياسي والكفاحي النضالي المنطلق أساسا من فتح... وانجاز منظومة المفاهيم العمومية والعامة والمتفق عليها ما ببن كافة أقطاب الحركة الوطنية الفلسطينية وهو ما كانت تقوم عليه فتح خلال العقود المنصرمة.... وإما ان تظل فتح كما هي عليه الآن حركة نخبوية يعتلي سدتها بعضا ممن يتحكمون بمسارات قراراتها التي اعتقد أنها تصاغ أساسا وأولا وفق إرادة مصالحهم وأجنداتهم الشخصية وتوافق بزنسهم وإرادة سادتهم هنا أو هناك ...
لعل ثمة تحالف غير معلن وغير مرئي يلقي بنفسه وبثقله على الساحة الفلسطينية وقد بدا هذا التحالف بالظهور إلى العلن... وعلى فتح الكوادر والقادة المخلصين ان يتنبهوا لمثل هذا التحالف.. حيث انه وببساطة الأمور ثمة توافق غير معلن ما بين العقم السياسي والضجيج الإعلامي والصراخ على المنابر المثار هذه الأيام من قبل البعض وما بين الفساد الإداري والمالي وسياسات الإستزلام في فتح، بهدف عدم انجاز البرامج التوافقية الوطنية وهنا تكمن مصلحة كل طرف من أطراف هذا التحالف.. وعلى كوادر فتح المتجذرين بهويتها النضالية الكفاحية العمل على لفظ كل الطحالب التي علقت بجسم فتح ونفض الغبار عنها وأعادتها الى رونقها سيرة ومسيرتها الكفاحية النضالية وذلك من خلال:
• عقد المؤتمر الحركي العام وفقا للمعايير التنظيمية بعيدا عن سياسات المحاصصة ... وانجاز كافة أوراقه السياسية والتنظيمية والوطنية.
• انتخاب قيادة فتحاوية جديدة منسجمة وأدبيات فتح وبرامجها وخاضعة لجماهير فتح.
• حل كافة أشكال المليشيا الاستزلامية بكافة المواقع والمناطق.
• محاسبة كافة الفاسدين والمفدسين في صفوف الحركة.