الخميس: 20/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

موقف مصر الصارم وإجهاض مخطط التهجير

نشر بتاريخ: 17/02/2025 ( آخر تحديث: 17/02/2025 الساعة: 21:42 )

الكاتب:

حسين يوسف

التاريخ سينحنى احتراما وتقديرا وإجلالا لموقف مصر الثابت والمُشرف في الدفاع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، والذى عبر عنه الرئيس السيسى عندما أكد أن الحل هو إقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الأمر الذى كان مفاجأة كبيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يرى مخطط تسويق مؤامرته لتهجير الفلسطينين من غزة ذهب أدراج الرياح، حيث كان موقف الرئيس السيسى الصلب والحاسم ضربة قاصمة لأحلام رجل الأعمال ترامب في فرض خطته لتحويل غزة إلى ريفيرا سياحية تدر عليه مليارات الدولارات.

فطنة الرئيس السيسى جعلته يصر على إلغاء زيارته إلى أمريكا للقاء ترامب، رغم أن وزير الخارجية بدر عبد العاطى كان موجودا في أمريكا لترتيب الزيارة، ولكن بعد أن أحرج ترامب الملك عبد الله الثانى ملك الأردن على الهواء بمحاولة توريطه وانتزاع ما يفيد موافقته على خطة تهجير الفلسطينين من غزة ، وهو ما أدى إلى لبس كبير ولغط ، اضطر الديوان الملكى الأردني إلى إصدار بيان لتوضيحه، والتأكيد على رفض الملك أي خطط لتهجير الغزاويين، قرر الرئيس السيسى تفويت الفرصة على ترامب، وألغى زيارته إلى واشنطن، حتى ينزع من يد الرئيس الأمريكي أي وسيلة يريد أن يضفى بها أي شرعية على خطته المجنونة.

ومنذ أن طرح ترامب خطته الخيالية، يحمل الرئيس عبدالفتاح السيسي على عاتقه قيادة معركة العرب ضد تهجير أهل غزة، وهى معركة سياسية ودبلوماسية شرسة، في مواجهة شطط ترامب وتطرف فكرته، من أجل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، ورفض أي مساومات أو حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في أرضه ووطنه.

وبرغم حدة المعركة التي يقودها الرئيس السيسى لإحباط مخطط تهجير أهل غزة، إلا أن ذلك لم يشغله عن ضرورة إكمال تنفيذ وقف إطلاق النار، كما تم الاتفاق عليه، وتدخلت مصر بكل ثقلها لإكمال تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، بعد أن هدد ترامب بإفشال تنفيذ باقى الاتفاق لو لم تسلم حماس باقى الأسرى في موعد أقصاه السبت الماضى، ولكن مصر لم تلتفت إلى هذه الترهات والفقاعات الهوائية التي يطلقها ترامب، ومارست دورها ونجحت بالتعاون مع شقيقتها قطر في تنفيذ المرحلة السادسة من تبادل الأسرى، وهو إنجاز كبير يضاف إلى رصيد مصر والرئيس السيسى.

ولم يكتف الرئيس السيسى بالرفض العربى لخطة ترامب، بل استغل علاقاته الطيبة بالكثير من رؤساء الدول لحشد رفض دولى كبير لخطة ترامب المجنونة، وهو ما تحقق بشكل كبير، حيث أعرب الكثير من رؤساء الدول عن رفضهم بخطة التهجير، بل وصفها البعض بأنها تطهير عرقى مرفوض، وهو انتصار كبير لجهود الرئيس السيىسى في هذا الإطار.

الرئيس السيسى يدرك أن ملف غزة متشابك، ومتداخل، وهناك مطامع كبيرة من إسرائيل وأمريكا في الاستيلاء على القطاع، ولذلك يتحرك بحنكة وحذر، وبخطوات محسوبة، ولذلك فإن أي قرار أو خطوة مصرية تتم في هذا الاتجاه، فهى خطوة مدروسة بدقة، وتتوافق مع كافة المعطيات على الساحة، وبالتالي ستحقق المرجو لصالح أهلنا في غزة والقضية الفلسطينة.

اليوم السابع