الكاتب:
نبيل عمرو
ومع أن القمم العربية لم تتوقف عن الانعقاد بصورة عادية أو استثنائية، وكان يتخللها قمم مصغرة، ناهيك عن القمم الثنائية والثلاثية، إلا أنها جميعاً لم تحظى باهتمام شعبي أو رهانات عليها، إذا ما نُظر للأمر من زاوية الإنجازات الملموسة، غير أن القمم جميعاً حققت الحد الأدنى المطلوب منها وهو الحفاظ على النظام العربي، الذي تجسد صورته جامعة الدولة العربية، وبالنسبة للفلسطينيين أصحاب القضية المركزية، فقد كانت القمم تقدم دعماً معنوياً وسياسياً ومالياً استفاد منه الكفاح الوطني الفلسطيني وعنوانه منظمة التحرير التي منحها العرب صفة الممثل الشرعي لهم ولقضيتهم.
الآن يعدّ العرب لقمتين واحدة مصغرة في المملكة العربية السعودية وأخرى موسعة في القاهرة، وقبل جدول الأعمال الذي بات معروفاً وهو إقرار خطة لإعادة إعمار غزة، ومنع التهجير منها وتجديد الدعم لمشروع قيام الدولة الفلسطينية، الذي أسست المملكة العربية السعودية حشداً عالمياً من أجله، إضافة لكل هذه المهام الكبيرة والملحة فهنالك المهمة الأكبر وهي إعادة الاعتبار للقمم على نحو تستعيد فيها ثقة الجمهور العربي، ويوفر قوةً جديةً للعرب في الزمن الذي لا وزن أو تأثير فيه لغير الأقوياء.
لا يوجد ما يمنع العرب من جعل قممهم أكثر فاعلية وعلى نحو يضعهم في مصاف القوى المؤثرة في هذا العصر، فهل نرى في القمم القادمة المصغرة والموسعة الاستثنائية والعادية ما يعيد للقمم اعتبارها أولاً في نظر مواطنيها وثانياً في نظر وحسابات العالم؟