الإثنين: 24/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

أحد فرسان الكلمة خالد الدباس

نشر بتاريخ: 24/02/2025 ( آخر تحديث: 24/02/2025 الساعة: 17:49 )

الكاتب:

خالد صيام

التحق الشاب الجميل بعد تخرجه من الجامعة الأردنية حديثاً للعمل في الإذاعة بأريحا عام 1995 كمعد ومقدم للبرامج نظراً لامتلاكه حنجرة ذهبية وصوتاً رخيماً أهلاه ليكون نجماً من نجوم دائرة البرامج في الإذاعة. مضى في مسيرة العطاء كمذيع للأخبار إضافة إلى تقديمه العديد من البرامج المختلفة على مساحة أثير صوت فلسطين.

تقلد موقع سكرتير التحرير في دائرة الأخبار ومن ثم قائماً بأعمال مدير عام البرامج والتنسيق الإذاعي في رام الله. أثناء تطوير عمل الإذاعة وافتتاح شبكتها في المحافظات، تقلد مسؤولية مدير الإذاعة في بيت لحم. كان حريصاً كل الحرص على بناء علاقاته الإنسانية مع كافة زملائه بمفاهيم أخلاقية عززت من دوره المهني.

لم أذكر يوماً أنه اختلف مع أحد في إطار المنافسة المعتادة بين زملاء المهنة، بل كان ودوداً دمثاً بأخلاقه الرفيعة وعلى مسافة واحدة من الجميع. كما كان مهنياً لدرجة الاحترافية في عمله. فوجئت اليوم بخبر رحيله فكان وقعه كالصاعقة، ما أفقدني ضبابية المشهد كغيري، لا سيما وأننا كنا على تواصل دائم نتلمس وجع وألم شعبنا الذي يتعرض للمذبحة في قطاع غزة وامتدادها للضفة.

كان دائم السؤال عن الأهل والزملاء في القطاع، يحزن لحزنهم ويتألم لألمهم، وهو المطل من جبال الخليل شرقاً على غزة غرباً، واصفاً المشهد النازي للعدوان بمشاعره الرقيقة.

خالد الدباس، الأخ الإنسان والصديق والزميل، يترجل باكراً عن صهوة الكلمة الصادقة والأمينة، تاركاً بصمة ناصعة على مساحة أثيرنا الوطني وإعلامنا الرسمي.

ستبقى ذكراك الجميلة والعطرة يتناقلها محبوك في أروقة الإذاعة وأنت أحد أعمدتها المؤسسين، يتلمسون خطواتك وصوتك الندي... بأنك جلست هنا... وخاطبت جماهير شعبك من هناك خلف الميكروفون.

لقد نجوت بأعجوبة من موت محقق عندما اقتحم الغزاة بدباباتهم وجنودهم لتفجير مقر الإذاعة والتلفزيون في أم الشرايط عام 2001 إبان الانتفاضة الثانية لشعبنا. وأنت القائل بأنه ما زال في العمر بقية.

تغادرنا اليوم يا صديقي دون أن تقول لنا وداعاً، وتترك في أعماقنا وجع الفراق الذي لا ينتهي. لروحك الرحمة والمغفرة، ويلهم محبيك جميل الصبر.


إنا لله وإن إليه راجعون