الثلاثاء: 25/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

سقطة أم صحوة أم مرواغة من "أبو مرزوق" !

نشر بتاريخ: 25/02/2025 ( آخر تحديث: 25/02/2025 الساعة: 12:40 )

الكاتب: ربحي دولة

هكذا هم من يعتبرون أنفسهم خلفاء الله على الأرض، يحللون ويُحرِمون ما يشاؤوا ومتى شاؤوا.

مَن منا لا يذكر ردود فعل حماس من المواقف الوطنية، منذ أن تفرعتْ عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، زمن الانتفاضه الأولى وما قبلها، عندما انسلخوا عن الحالة الوطنيه حيث جانبوا مواقف وتوجهات القوى الوطنيه الموحده، عبر تشكيلهم برامج منفرده، وسياسات خاصة بهم، وكيف تعاملت دولة الاحتلال وقتها مع هذه الحاله بتعزيزها وتعزيز شرذمة الصف الوطني الذي كان متقدماً وهّاجاً بالنضالات التي سطرها المنتمون للفكرة الوطنية الفلسطينية، حين مدّت الجماهير حاضنةً متينة للقوى الوطنية الفاعلة في الميدان، بل وتعدى ذلك بأن أصبحت الجماهير هي المحرك الأساس للانتفاضة عبر الانخراط في فعاليات وبرامج القوى الوطنية، والتي كانت توقع بياناتها ب (ق.و.م) والتي اعتُبرت المحرك لمسار التصدي والمواجهات مع الاحتلال.

ولا ننسَ كذلك عندما شقّ تنظيم الإخوان المسلمين وحدة الصف المكافِح داخل المعتقلات ، وخلقوا حالة من الانفصال عن الواقع النضالي داخل قلاع الأسر، حتى أنها لم تكن ضمن اللجنة النضالية هناك، وكان لها الكثير من المواقف السلبيه من القرارات التي كانت تتخذها هذه اللجنه، وخاصةً تلك التي تتعلق بالتصعيد مع إدارة السجون.

ومع تأسيس السلطة الوطنية رفضت حركة حماس أن تنخرط ضمن مكونات السلطة الوطنية، حيث صنفوها بـ"المشروع الخياني" بل وحرّموا العمل في أيّ من مؤسساتها. كما أصدرت الفتاوي من شيوخها التي نادت بتحريم المشاركة في الانتخابات التشريعية، التي أجريت لأول مرة في فلسطين، كما شهدنا جميعاً على الدور العبثي الذي مارسته حماس ووضع القيادة الفلسطينية والرمز الخالد الشهيد "ياسر عرفات" في حرج كبير أمام العالم الذي كان يرعى عملية السلام التي كانت ستؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية.
هذه الممارسات منحت الاحتلال بمجملها الذريعة الأساس للتنصل من كافة الالتزامات، وهنا لا نبرّئ الاحتلال من حقيقة نواياه، لكن نستدل خبثه وسياساته البشعة، وتساوق هذه المواقف العبثية مع المحتل ما دفع بالشعب الفلسطيني نحو المآسي وهدم المقدرات الوطنية.
لكن؛ وبعد عشر سنواتٍ وأكثر أصبحت الانتخابات حلال شرعاً، ووجوب المشاركة فيها تطبيقاً للمنهج الرباني! حيث فازت حماس بأغلبية المقاعد في المجلس، وعلى الرغم من معرفة القيادة الفلسطينيه وتقديرها للموقف قبيل انعقاد الانتخابات، إلا أنها أصرت على إجرائها كاستحقاق قانوني للشعب الفسطيني.

فورها؛ شكلت حماس الحكومة الفلسطينية بطلبٍ من السيد الرئيس "محمود عباس" لكنها انقلب وبذات الوقت على نفسها، بل واستباحت الدم الفلسطيني وقتلت المئات من أبناء شعبنا بفعل شعارها "دعوني أدخل به الجنة"، كما وتسببت بإعاقة المئات وتعذيب الآلاف لاحقاً وسلب شعبنا في القطاع مقومات الحياة الآمنة. وسيطرت كذلك على القطاع عبر هدمه على رؤوس أهلنا فيه، عندما جرّت الويلات من خلال الحروب التي عاناها الشعب الفسطيني، حيث ارتقى منه عشرات الآلاف، ومئات الآلاف من الجرحى والمعاقين والآلاف ممن فقدوا منازلهم، بينما قادتها وعناصرها متحصنين كتنظيم داخل الانفاق، وفور كل عدوانٍ خرج علينا ناطقيها بقولهم نبشر الشعب الفلسطيني أن "حماس بخير ولم يستطع الاحتلال النيل منها" !

كما اليوم؛ حيث يخرج علينا أبو مرزوق بتغريده جديده يُصرح فيها بأنه لو علم بنتائج سبعة اكتوبر لما وافق عليه !!
ألا يعلم هذا (الخليفة وأمير المؤمنين) أن كلمة "لو" حرام شرعاً ! وأن العبث بدماء ومصالح الشعوب والعباد محرم وطنياً ودينياً ووفق كل الشرائع! ألا يكفي هذه الزمره رقصها على دماء ومصير شعبنا وتشويه عدالة قضيته !!

آن الأوان بأن يقدموا الاعتذار للشعب الفلسطيني، عما اقترفته أيديهم وحقدهم وتعصبهم الأعمى بحقه من ويلاتٍ، ويقرّوا بعبثيتهم وتنفيذهم لمخططات وأجندات محور الشر ولصالح كل طرفٍ بعيداً عن فلسطين ومصالح شعبها.

آن الأوان للشعب الفلسطيني أن يقول كلمته، وأن يُعزز التفافه حول قيادته الوطنية، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي تتناول قضايا شعبنا بمصداقيه مطلقة، والتي تُقرّ وتحذر دوماً من أن المواجهة العسكريه مع الاحتلال لن تجلب لشعبنا إلا الكوارث، وأن المقاومه الشعبية هي أنجع الطرق لاجتثاث هذا المحتل، ولأن الإنسان وحياته أغلى ما تمتلكه فلسطين، وحيث سبل التصدي الشعبي للاحتلال يحظى بالشرعية الدولية والإنسانية، عوضاً عن المواجهة التي "لو علم ابو مرزوق بنتائجها لما وافق عليها" !!