السبت: 01/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

توبيخ ترامب لزلنسكي وما وراء المشهد

نشر بتاريخ: 01/03/2025 ( آخر تحديث: 01/03/2025 الساعة: 08:58 )

الكاتب: أمير مخول

• يشكل المؤتمر الصحفي بين ترامب وادارته من جهة وبين زلنسكي، محطة في تاريخ الدبلوماسية الامريكية الجديدة التي تحاول ان تفرضها على العالم.
• في اتفاقية تحويل ملكية المعادن الثمينة الاوكرانية لصالح الولايات المتحدة تسديدا لاثمان الحرب، فعليا يأتي زلنسكي الى البيت الابيض ليبيع خيرات بلاده والتي لا يملك رئيس اية دولة حق التصرف بها وكما لو كانت تحت تصرفه الشخصي وليست ملكا للدولة، ويطالب العالم الغربي بمواصلة هذه الحرب، وليخرج من البيت الابيض جالباً المهانة لبلاده التي خاضت حربا خاسرة مسبقا باسم الناتو واوروبا وبدعمهم الفائق مصورا نفسه على انه وكيلهم الاول وجبهتهم المتقدمة في مواجهة روسيا.
• الا ان اللافت في تصرف ترامب ونائبه فانس، وتحويل المؤتمر الصحفي المقصود علنا الى ما هو اقرب الى المستوى التهريجي، هو رسالة الى العالم بان الولايات المتحدة تسعى الى فرض نمط دبلوماسية عنيفة دون روادع وفي حل من المواثيق الدولية والمنظمات الدولية التي تلت الحرب العالمية الثانية، بل يعيد ترامب الامور الى معايير الحرب العالمية الاولى التي قامت على الاطماع والاستحواذ والنفوذ.
• شهد العقد الماضي تفككا لنظام القطب الواحد نحو نظام متعدد الاقطاب، وهو الواقع الجديد الذي عاد ترامب الى البيت الابيض في ظله، وهو ما يسعى كما يبدو الى استعادته بالدبلوماسية العنيفة، الا ان منحى التطورات العالمية والاقليمية يبدو اقوى من نوايا ترامب.
• فلسطينيا واسرائيليا قد يتيح نتنياهو لنفسه ولحكومته التعامل بذات المعايير التي اعتمدها ترامب اي الدبلوماسية العنيفة او ما يمكن تسميته "ما بعد الدبلوماسية"، اي ان يعتبر كل نواياه ونوايا سموتريتش وستروك وبن غفير تجاه الفلسطينيين متاحة وشرعية. ومن هنا تأتي مساعي التنصل من اتفاقية الصفقة ولو من باب التصريح. الا ان نتنياهو رغم خطورة ما يقوم به والذي يقع في حدود "اللعب بالنار" فإنه بخلاف ترامب لا يمكن اعتباره الرجل القوي او صاحب القول الفصل في قضايا المنطقة وفلسطين بما في ذلك الصفقة. الا ان نواياه وشعور حكومته بحلٍّ من الصفقة ينبغي التعامل معها على محمل الجد نظرا لخطورتها وذهنية الانتقام التي لا زالت تسيطر على المؤسسة الاسرائيلية بكل طبقاتها.