الكاتب: يونس العموري
وبأرض الكنانة ينتظرون ، والأسرى المحررون ضاقت عليهم جغرافيا العروبة ، والعواصم من المحيط الساكن الى الخليج الراكد ترفض استقبال عشاق الانعتاق من التوق للحرية هم الذاهبون الباقون ، والتاريخ يحترق بارض الكنانة ويسافر الغمام مهموما، والتين المكسور والزيتون المقلوع وهذا البلد المحزون، الذي ينكشف على الحقيقة بعد ان ساد الوهم بان سادة اللحظة وجنرالات الصدفة لهم ان يقولوا جملتهم وهم خارج سياق الفعل والتأثير، وهم المتحدون بأزقة الليل ، والمدائن الشاهدة الشهيدة على العبث بمصائر الصغار القابعون في الحواري الضيقة ، والكبار هم الكبار بعزتهم وبذوات كانت ان أمنت بأحقيتهم بالأدمية والحب وممارسة اللهو واللعب دون وجل او خوف يطارد احلامهم ومن حق الطيور ان تحلق فوق الغمام وان تهبط لالتقاط حبوبها بأمن وامان ربهم الذي اطعمهم من خوف واسقاهم من حيث اللا احتساب ..
وقد يكون الانتظار الطويل جزء من الفهم السياسي الجديد لترويض الأسود في العرين الجديد، وهم الشهداء مع وقف التنفيذ وان كانوا قد قالوا كلمتهم منذ البدايات بكل اللغات الممكنة والعصية على الفهم، والشهيد الكنعاني الاول رسول المحبة والسلام، له الكثير من الكلام في سفر التكوين، حينما نطق وهو بالمهد ووجه النداء لكل من لم يؤمن بالقدير الواحد الأحد.. وقال ما قال بوجه الخوف بلغة الحب والايمان وكان العشاء الاخير على تلك الروابي وتحدث عن يهوذا ودمه المسفوك على جلجلة القيامة ... بالحب كان يتحدى وبالسلام كان ناطقا ... هناك حيث تعانق الصليب طويلا بغمام بحواري الفقر مع معاناة هلال القهر والعذاب .... وبيوم مولد العدناني العربي محمد ابن عبد الله النبي العربي الأمين المؤمن بيسوع المحبة كان وبلحظة وباسم الاسلام المقهور والمطارد من ارهاب الليل كانت التفجير لبيت الرب، وكأن الرسالة التي لابد ان تصل بيوم مولد النبي العربي وهو البريء من كل تلك الحروف والابجديات ....
يا ايتها الشمس (هذه التي تجيء من الشرق بلا استحياء) لا وقت للبكاء ولا وقفة امام العرافة المقدسة للتعرف على القادم فقد جئنا اليك مثخنين بالألم والحزن بعد ان بانت عوراتنا جميعا في ظل عواصم الضاد وكانت الصحوة على الكابوس المرعب حيث ان تلك اليمامة الملقاة على الارض والمسحلوة قد كشفتنا جميعا بعد كنا بسبات وافقنا بعدها من السبات ولن يكون التصالح ما بين العصا والجزرة وان كانتا متحدتين في الكثير من الافعال، والفوضى قد غزت الأمكنة واختلط الباطل بصياغة النصوص الالهية وصارت المحرمات جزء من افعال السجد الركع العابدين الموحدين والعابثين بنصوص الألهة الكونية المتجمعة بثنايا الكتب المحترقة بأيقونة القداسة والمشهد يتراءى امام الجميع.
فتية جاءوا من خلف الستار متسللين وكأنهم ارادوا ان يمارسوا لعبة الحياة بعد سنوات الضياع بالعلب الأسمنتية ، ليتصدروا المشهد بعد ان ظلوا لألاف السنين منسيين مهملين وسخين من غبار الازمان، هؤلاء الذي لفظتهم البيوت والشوارع قد صاروا الآن سادة السادة ويمارسون نقش كلماتهم ويعتدون على الميراث والتراث وبطون الكتب وعقدوا العزم خلسة مع ابليس والشيطان واشعلوا النار بتواطئي ممن كان وما زال يدعي حمايته للجموع المتدفقة عند خوفو وخفرع متضرعين لأرباب الليل بقليل من الفتات ...
على ابواب الأحياء كان ان انتفض ممن يتوقون للحرية وممن ضاقت بهم الصحاري والتائهين الذين يبحثون عن اسماءهم وصورهم المبعثرة ... كانوا ان علقوا بصدروهم تعويذات جداتهم وحفظوا اهازيجهن وركضوا لاهثين خلف السراب وايقنوا ان الساعة قد ازفت التي قد تعلن الانتصار على التنين الذي ما انفك يبث الرعب بالمدائن المحتضرة وما كان منهم الا الاستسلام الدائم مقدمين قرابينهم في سبيل ارضاءه ورضاءه ... وزوج من الماشية يفي بالغرض وبليلة وعندما نفذت الماشية قاموا بتقديم الأطفال الذكور لهذا التنين ثم قاموا بتقديم الإناث حتى لم يتبقى الا اميرة حزينة وجاء قديس من بعيد فوجدها باكية شاكية لمن ينصر ليلها ويمحوا عنها عار كل سيدات الارض ... وهذه المرة انقلب القديس ليلبس ثوب الشيطان على عكس اسطورة الجدة وتعويذتها ... فالكل منقلب على حقيقته .....
وحيدة عمياء هي الحقيقة وللحقيقة وجهان المخفي منها والمزور وان كان المخفي سيظهر ويدحض كل الافتراءات التي من شأنها تزويرها، واشباه الرجال هؤلاء الذين يعتقدون انهم بالهراوات يفرضون سطوتهم .... وما تزال اغنيات الحب ممنوعة مطاردة ما بين عباءة التحريم والتحليل وذاك المنقلب على حقيقته برغم ارادته .... والسيد هنا واحد وللسادة حسابات اخرى في لعبة الفعل وردة الفعل والخافي لابد ان يكون الاعظم ....
ايتها الحكاية كم انت مثقلة بالحروف وبالجمل غير المترابطة والعصية على الفهم والاستيعاب ... والرواة مختلفون ومتبارون بسردها ... والكل يعلم اصل الرواية واقاصيصها وفصولها والتوقف عند فواصلها ...
وكان السؤال لماذا هذا الانقلاب في الموازيين ..؟؟ واختلاف فنون واساليب التعاطي والتعامل مع فقراء الازقة والميادين ... بعد ان قوبلت بنادقهم بالورد والياسمين ...؟؟ وبعد ان تبادولوا القبلات يوم ان تم الاعلان عن سقوط التنين ...؟؟ فهل لذلك علاقة بالسيناريو الذي رُسم منذ البدايات ..؟؟ ام انها النهاية للطفرة العربية ..؟؟ ام انها الاوامر العليا للمُستثمر في الأسواق العربية ....؟؟ ام هي الفوضى المبشر بها بنصوص فلاسفة رعاة البقر ...؟؟
مرة اخرى يكون العبث بالمصير... ونحن هنا الجالسين على ارصفة الانتظار بالأزقة ما بين معراج النبي العربي وقيامة يسوع المسيح نجدنا خائفين والخوف هذه المرة سقيم مرعب .... فحينما يكون انتظارهم هناك على ضفاف النيل يهتز البيت العتيق قبلة الله الاولى بايلياء المحبة ...