الكاتب: ربحي دولة
بعد سلسلة من التهديدات التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو ووعيده واستهدافه للكل الفسطيني عبر عدوانه المجرم على المحافظات الفلسطينية، سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية يطل علينا اليوم بمشروع تهجير طوعي كهدية منه إلى الشعب الفلسطيني، حيث صرح ان الفلسطينيين في قطاع غزة دفعوا الرشاوى من اجل الخروج من قطاع غزة واليوم سنمنح هؤلاء المواطنين الحرية بالهجرة مجاناً، وقد نسي في الوقت نفسه أن الشعب الفلسطيني مهما كانت حجم التضحيات التي يقدمها ومهما كانت قوة وجبروت العدوان سيبقى صامداً على أرضه متمسكاً بحقوقه ولن يتخلى عنها ،
نسي أيضا أن من قدم ابناءه وأمواله وكل ما يملك مقابل تمسكه بفلسطينيته قادر على الاستمرار في أصعب الظروف.
الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى مكرمات من محتل ولا يحتاج إلى هبات من أحد؛
هذا الشعب يحتاج إلى حرية واستقلال وكرامة ودوله ودفع ويدفع مقابلهم الغالي والنفيس .
في العام ١٩٤٨ استولت العصابات الصهيونبة وقتلت ما قتلت وهدمت المئات من القرى والمدن وشردت عشرات الالاف من هذا الشعب صاحب الأرض وبقي مابقي منه ليومنا هذا مئات الالاف الذين رفضوا التهجير وبقوا في بيوتهم وقراهم ومدنهم وأصبحوا مواطنين في دولة الاحتلال بحكم الواقع الذي فرض عليهم ، لكن مازالوا متمسكين بهويتهم الفلسطينية رغم كل محاولات انتزاعهم من فلسطين او انتزاع فلسطين منهم ، وفي العام ١٩٦٧ واحتلال ما تبقى من فلسطين وهدموا القرى الثلاث يالو وبيت نوبا وعمواس لكنهم لم يستطيعوا هدم فلسطين في نفوس شعبها هدمت القرى.لكنها بقيت حاضرة في عقول ونفوس كل أبنائها .
عاش الشعب الفلسطيني كل أصناف العذاب تحت الاحتلال وفتحت أبواب الهجرة بمغريات كثيرة لإفراغ هذا البلد من أهله،
نعم هناك من خرج من أرضه بحثًا عن تحسين الظروف المعيشية نتيجة ما فرضه الاحتلال عليهم من حصار وإغلاقات ومنع من العمل ومصادرة الأراضي التي كانت مصدر للكثير منهم لكنهم لم تهاجر فلسطين منهم وبقوا على العهد وعادوا إلى أرضهم وأهلهم.
بعد سنة ونصف من العدوان والتطهير العرقي عاش الشعب الفلسطيني وبقي صامداً متمسكاً بأرضه على الرغم من حالات التشريد والإجلاء القسري التي مورست بحقه إلا أن كل من تابع عمليات العودة نجد ان رائحة المكان الذي ابعدوا عنه تبقى رغم الفقد رغم الخسارة الكبيرة ، حيث من شاهد كل هذه الصوره يعرف تماما مدى تمسك هذا الشعب بأرضع وان كل محاولات التهجير فشلت وستفشل اقتلاع اصحاب الدار من ديارهم
نعم مره هي العيشة التي خلقها الاحتلال نتيجة عدوانه غير المعهود لكن حلاوة الوجود على هذا التراب غطت على كل مرارة العيش .
سيفشل النتنياهو كما فشل أسلافه من قادة الاحتلال وسيبقى الشعب الفلسطيني مزروع في أرضه متمسكاً بحقه يعيش على إيمان راسخ بأنه صاحب الدار والغزاة سيرحلون يوما ما .
هذا هو الشعب الفلسطيني تقلب عليه الكثير من الغزاة الذين اندثروا وبقي شامخا وسيرحل هذا الغازي كغيره وسيبقى طائر الفينيق الفلسطيني ينبعث من بين الركام.