الخميس: 06/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

ارتياح فلسطيني لتأكيد الرئيس عون الثوابت اللبنانية تجاه القضية المركزية

نشر بتاريخ: 06/03/2025 ( آخر تحديث: 06/03/2025 الساعة: 08:39 )

الكاتب: هيثم زعيتر



تركت كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، التي ألقاها في القمة العربية الطارئة، خلال انعقادها في القاهرة، ارتياحاً في الأوساط الفلسطينية، لما تضمنته بتوصيف دقيق لقضية العرب المركزية، فلسطين، التي عقد القمة تحت عنوانها.
فقد عبّر الرئيس عون، عن حقيقة شخصيته، وتربيته ومسيرته، وموقف لبنان، الداعم للقضية الفلسطينية.
كلمات أثلجت قلوب الفلسطينيين، كما اللبنانيين، وهم يستمعون إلى رئيس الجمهورية، في أول لقاء مُوسع له مع إخوته القادة العرب، في دلالات مُتعددة، للمُشاركة والزيارة والمواقف.
فقد شارك الرئيس عون إخوته الزعماء العرب، مع بدايته في شهر الصوم الكبير، بصيامهم شهر رمضان المُبارك، والأمل أن تكون تعاليم الرسالات السماوية، حافزاً لاستمرار المُخلصين، بمزيد من الاحتضان والعطاء، من أجل لبنان ومصالحه، واقتناع من يُغرد لحسابات خاصة، أو أجندات وارتباطات خارجية مُتعددة، بأن الأولوية هي التزام المصلحة الوطنية اللبنانية!
وجهة الرئيس اللبناني الأولى، كانت إلى المملكة العربية السعودية، ولقاء ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في تأكيد من الرئيس عون، أن انتماء لبنان هو عربي، وأن وجهته الأولى، أن وجهة لبنان هي عربية، إلى المملكة العربية السعودية، لما تُمثله من دور عربي وإسلامي وعالمي، داعمٍ أساسي للبنان، وعامل على الأخذ بيده، لإنقاذه من تداعيات الزلازل والبراكين، التي وقع بها!
تلك هي مسيرة المملكة، مُنذ المُؤسس المغفور له الملك عبد العزيز بن سعود، والمُستمرة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي يحفظ في قلبه مكانة خاصة للبنان، كما حبّه لفلسطين والمملكة العربية السعودية.
جاءت الترجمة السريعة، لمد يد الإنقاذ السعودية مُجدداً إلى لبنان، بعد الجهود التي بذلتها وأدّت إلى انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، بتاريخ 9 كانون الثاني/يناير 2025، لطي 800 يوم من الشغور الرئاسي، وما أعقب ذلك من تسمية القاضي الدكتور نواف سلام، لتشكيل الحكومة التي حملت اسم «الإنقاذ والإصلاح»، لتنطلق عجلة العمل بدعم سعودي، عبر توقيع أكثر من 20 اتفاقية دعم للبنان، انتظرت المملكة كثيراً حتى يكون لبنان جاهزاً للتوقيع عليها!
ومن ثم كانت الوجهة إلى العاصمة المصرية، القاهرة، لما تُشكله من قلب العروبة النابض، والمُشاركة في القمة العربية للمرة الأولى، مع أشقاء من القادة العرب.
فقد عبر الرئيس عون، في كلمته، بإحساس صادق، بأحرفها وكلماتها، وجملها ومضامينها، فهي نابعة من صميم قلبه، لأن والدته الراحلة هدى مخلوطة، أرضعته حليب حب فلسطين ونصرة المظلومين، وهو ما تربى عليه في منزل عائلة والده خليل يوسف عون، الذي أخذ بيد ابنه، قبل 42 عاماً، في زمن الانقسام والحرب البغيضة، إلى المُؤسسة العسكرية، بما تُشكله من نموذجٍ للانصهار الوطني، الذي سار عليه الضابط المغوار، في كل المحطات، وعمل عليه في عائلته مع زوجته نعمت نعمة، وولديهما خليل ونور.
بثقة، وانطلاقاً من حبه للبنان، كأولوية، «تعلم أن فلسطين هي قضية حق، وتحتاج دوماً إلى قوة، دفاعاً عنه».
وتكريس الثالوث، الذي تربى عليه في المُؤسسة العسكرية «شرف تضحية وفاء»، بأن «فلسطين حق وطني، وحق عربي قومي، وحق إنساني عالمي».
وكان الرئيس، الذي خاض المعارك دفاعاً عن لبنان، وأصيب خلالها، واضحاً بالتأكيد على أنه «علمتني حروب لبنان، أن البُعد الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبها أصلاً وفعلاً.. أي أن نكون مع خياراته، ومع قراراته، ومع سلطاته الرسمية، ومُمثليه الشرعيين، أن نقبل ما يقبله شَعبُها، وأن نرفض ما يرفضه، من دون مُزايدة على إخوتنا الفلسطينيين، ولا استغلالاً لعذاباتهم، ولا تجاهلاً لنضالاتهم».
وما تعهد به الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، في خطاب القسم، بأن يعمل من أجل إنقاذ وطن عانى الآلام والويلات، أكد عليه «بعودة لبنان إلى مكانه ومكانته، تحت الشمس.
وأن لا سلام من دون تحرير آخر شبر من حدود أرضنا (لبنان)، والمُوثقة والمُثبتة والمُرسمة أُممياً، ولا سلام من دون فلسطين.
ولا سلام من دون استعادة الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين.
وأن دور لبنان في منطقته، أن يكون وطن لقاءٍ لا ساحة صراع».
وقد ترجمت مواقف الرئيس عون في اللقاء الذي جمعه مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس في القاهرة، الذي وجه الشكر إلى الرئيس عون على كلمته تجاه فلسطين، ومواقفه الثابتة بدعم قضيتها، وما يُقدمه لبنان من احتضان للاجئين الفلسطينيين، الذين هم ضيوف على أرضه، ويحترمون سياداته وقوانينه.
مواقف الرئيس عون تجاه القضية الفلسطينية، هي تأكيد لمسيرته خلال قيادة الجيش، حيث كان واضحاً، بتأكيد التواصل والاستمرار مع الجهاتالفلسطينية الرسمية، من خلال استقبال وفود، برئاسة عضو اللجنتين التنفيذية لـ"مُنظمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، ومُتابعة مع سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، بما ساهم بتجاوز العديد من المحطات والأحداث، التي عصفت بالمخيمات ولبنان.
كما نجح العماد عون، في تفكيك الألغام في الجيش اللبناني، في أصعب الظروف وأحلكها، فإن بإمكان الرئيس عون، بفضل حنكته وحكمته، وقراراته الحاسمة، ونظرته الثاقبة، إبطال مفاعيل الصواعق الكثيرة، قبل انفجارها!