الخميس: 06/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

أمريكا وحماس، والوضع الداخلي الفلسطيني والإسرائيلي

نشر بتاريخ: 06/03/2025 ( آخر تحديث: 06/03/2025 الساعة: 10:12 )

الكاتب: رأي مسار

-1-

لفت نظرنا الاهتمام المبالغ فيه لما نُشر عن اتصالات مباشرة بين أمريكا وحماس، حتى أن العناوين الرئيسية للصحف الفلسطينية أجمعت على ذلك.

أمريكا وهذا ما عُرف عنها، تفعل كل شيء سراً أو علناً، ليس لبلوغ حلول وسط مع من تعتبرهم خصومها، بل من أجل تحقيق أهدافها دون التزامات سياسية من جانبها.

كانت فعلت ذلك مع منظمة التحرير سراً عبر مبعوثين أمريكيين من المستويات البرلمانية والاستخبارية، وكانت تسرّب الأخبار حسب الحاجة وهذا ما تفعله الآن مع حماس، من أجل موضوع واحد.. استعادة الرهائن الأمريكيين الموجودين في أقبية حماس، وذلك دون التخلي عن أجندتها المشتركة مع إسرائيل بشأن إنهاء وجود حماس في غزة، حتى لو أدّى ذلك إلى استئناف الحرب، وهذا ما لا يكف ترمب عن التهديد به وبلهجة أعلى نبرة من لهجة نتنياهو.

الخلاصة: لا مدلولات سياسية تستحق البناء عليها، وفي اعتقادنا أن المستوى السياسي في حماس يعرف ذلك.

-2-

الوضع الداخلي الفلسطيني ليس سليماً وهذا وصفٌ مخففٌ للحالة، فلا تقدم بشأن استعادة النظام السياسي الواحد، ولا تهيئة جدية مقنعة لإجراء انتخابات، وحتى الحديث عن تسميات جديدة في البناء القديم، فهي أقل بكثير مما يلزم، لاعتبارها بداية لإصلاحٍ شامل، يحتاجه الشعب الفلسطيني أكثر بكثير مما تدعو إليه دول العالم.

الترتيبات المؤقتة ربما تثير إشكالات أكثر بكثير مما توفر حلولاً، أمّا ما هو شرعي وفعّال ومقنع فهو إعادة الأمانة لأصحابها، وأصحابها هم الشعب الفلسطيني الذي فُرض عليه أن يعيش حالة انقسام عميق طويل الأمد، دون أن يرى ولو خطوة واحدة للخروج منها، فإن لم يكن ممكناً إجراء انتخابات اليوم، فالتحضير الجدي لها ينبغي أن يبدأ.

-3-

الوضع الداخلي الإسرائيلي يشهد صراعات محتدمة، بعضها ظاهر على السطح، والبعض الآخر كامنٌ في انتظار ظرف مواتٍ للانفجار.

القنبلة الكبرى التي تثير رعب الائتلاف الحاكم ونتنياهو بالذات، هي المطالبات الملحة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في التقصير الفادح الذي حدث بزلزال السابع من أكتوبر 2023، ومن حول هذه القنبلة الموشكة على الانفجار قنابل موقوتة متعددة، يحاول نتنياهو تأجيل بعضها وتفجير البعض الآخر إذا ما أدى ذلك إلى خدمة همه الأول والأخير وهو بقاءه في السلطة، حتى آخر يومٍ في ولايته.

سلاح نتنياهو المركزي في هذه الحالة هو الحرب، وسنده الاستراتيجي والمصيري فيها هو دونالد ترمب، وإلى أن يصل إلى نقطة الحسم فإن البحث جارٍ عن أكباش فداء تقدم كجدران حماية مؤقتة من إدانة نتنياهو.

مثلاً.. يجري الآن تهيئة لتقديم رونين بار رئيس الشاباك ككبش فداء، بعد أن أطاح نتنياهو بأركان المؤسسة العسكرية واحداً تلو الآخر، وهذا التكتيك يمكن أن ينفع بصورة مؤقتة، إلا أنه لن ينجي نتنياهو من المسائلة الصعبة والحاسمة.