الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
إسرائيل اعادت الاحتلال العسكري بصورة خشنة وتدميرية على كامل الضفة الغربية، وصارت مناطق الف هي الأكثر عرضة للعدوان والهدم والتنكيل .
الأردن وبعد فك الارتباط عام 1988 يقتصر دورها الان على حماية الحرم القدسي والاوقاف الدينية في العاصمة المحتلة .
السلطة الوطنية الفلسطينية تكافح في غرفة الإنعاش من اجل البقاء على قيد الحياة بعدما نهب وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش أموالها وأرصدتها وارضها وكل ما تملك. وبعدما تم تجريدها من قطاع غزة ومن القدس ومن كل مقومات الحياة لدرجة انني أحيانا اعتبر ان مجرد قدرتها على البقاء في مثل هذه الظروف يعتبر معجزة سياسية سوف تتحدث عنها الأجيال .
التنظيمات حصرت وجودها في النقد الإعلامي الداخلي، وفي المقابلات التلفزيونية. ومقارنة مع قدراتها وامكانياتها في الانتفاضة الأولى مع أوضاعها اليوم تجد انها نجحت في تحويل دورها على التحليل السياسي فلا خلايا تجتمع ولا هيكليات تعمل ولا دوائر تشتغل ولا انتاج تنظيمي او مالي او اداري. ويجدر الاعتراف ان التنظيمات محترفة في التحليل السياسي والمداخلات والملاحظات على السلطة وعلى حماس وعلى كل من يتحمل المسؤولية !!
المنظمات غير الحكومية وعددها وصل فترة حكومات الدكتور رامي الحمد الله الى نحو 3500 منظمة غير حكومية، اختفت فجأة عن الرادار. ولم يبق يعمل منها سوى عدد محدود له دور محدود جدا والاهم ان قدرتها الإنتاجية وقدرتها الاستيعابية وقوة نفوذها لا يتعدى تغطية عشرات المثقفين المخمليين. فهذه المنظمات غير مشاركة في العملية الإنتاجية ولا في العملية الإدارية .
دور المؤسسات الدينية والمساجد والكنائس في الضفة ليس بأفضل حال، فهي تكون خاضعة بالكامل للسلطة (التي تحدثنا عن واقعها أعلاه) واما مفلسة وينحسر دورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي بشكل لم يحدث منذ السبعينيات .
النوادي الرياضية والنوادي الاجتماعية باتت انعكاسا مباشرا لباقي المؤسسات المذكورة. لها ما لها وعليها ما عليها .
ان الذي يقود الوعي في الضفة الغربية الان هو الاعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي. وهذا منطقي جدا لان عدد مستخدمي تطبيق واتس اب لوحده في العالم كله يبلغ نحو 2 مليار نسمة، ويبلغ عدد مستخدمي واتس اب في فلسطين يقدر بنحو 3.1 مليون مواطن. وعدد مستخدمي واتس اب في إسرائيل يبلغ نحو 5 مليون مستخدم .
النقطة التي استوقفتني هنا هي ان الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ليست انتاج وطني او محدود الجغرافيا (إسرائيل أعلنت الغاء وزارة الاعلام بداية الحرب والسلطة أعلنت الغاء وزارة الاعلام مع تشكيل حكومة د. محم مصطفى) بل هي تطبيقات عالمية تخضع لكارتيلات دولية. والأفكار تطير والافئدة تهفو لكل ما هو جديد .. ما يعني ان المستهلك الفلسطيني قد يتابع ادق احداث سوريا أكثر من ابن سوريا، وان طلبة جامعة كولومبيا في أمريكا قد يتابعون احداث غزة اكثر من سكان العواصم العربية .