الثلاثاء: 11/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

الخليل ..... إلى أين؟!!

نشر بتاريخ: 10/03/2025 ( آخر تحديث: 10/03/2025 الساعة: 22:02 )

الكاتب: شحدة الخياط


مدينة الخليل تعتبر من اكبر مدن الضفة الغربية واعرقها، ولكن لسان حالها يقول اليوم بانها باتت مرهقة من كم المشاكل التي تتعرض لها، والتي تؤثر عليها بشكل مصيري ففي الوقت الذي نتطلع فيه نحو التقدم والتطور نجد انفسنا امام تحديات تهددنا بالرجوع الى الخلف والتعامل مع واقع ومشاكل كانت انتهت منذ عقود.

فمن يعيش في هذه المدينة ويهتم لشأنها ينتابه القلق حيال بعض الظواهر التي تبدو عالقة والتي تفرض على المواطن التعايش معها بدلا من التخلص منها وإيجاد الحلول.

فقد حان الوقت لقرع أجراس الخطر ونتكلم بجدية حيال هذه المهزلة ونضع يدا بيد نهاية لمأساة تضاف إلى مآسي الوطن والمواطن، ولنفتح المجال للحديث بدون قيود فمصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات.

"رئيس بلدية ناجح = قائد قوي + حلول إبداعية + شراكة مجتمعية + شفافية في العمل "

باختصار هذه هي المعادلة لإصلاح واقع أصبح تقبله امرا مستحيلا. فالمشاكل التي تعاني منها مدينة كبيرة مثل الخليل لا يجب ان تستمر ومن هنا أوجه رسالتي الحازمة لمجلس إدارة بلدية الخليل فإما ان تصلحوا او ان تغادروا فالمدينة ليست لعبتكم.

مدينة الخليل مدينة كبيرة وتحتاج إلى إدارة قوية وليست مجرد منصب وجاه، وإن لم تكن لديكم خطة واضحة لتطوير الخدمات فأنتم المشكلة ولستم الحل، وتذكروا دائما انكم خدام للمواطنين ولستم فوقهم وان خدمات البلدية هي حق للمواطن وليست رفاهية.

لست هنا بصدد تقديم خطة استراتيجية لحل مشاكل كبيرة، ولكن الحلول موجودة دائما فعلى سبيل المثال :

حل مشكلة الكهرباء يحتاج الى :

1. تعزيز الطاقة البديلة
o نشر مشاريع الطاقة الشمسية على أسطح المنازل والمدارس والمباني الحكومية لتخفيف الضغط على الشبكة.
o تشجيع السكان على تركيب الألواح الشمسية عبر دعم مالي أو تسهيلات بنكية.
o إنشاء محطات صغيرة للطاقة المتجددة على مستوى البلدية لتوليد الكهرباء محليًا.
2. تحسين البنية التحتية الكهربائية
o تطوير وصيانة شبكات الكهرباء القديمة لتقليل الأعطال.
o تركيب محطات تحويل جديدة لتوزيع الكهرباء بكفاءة أعلى.
o العمل على تقليل الاعتماد على الكهرباء القادمة من الاحتلال، والبحث عن بدائل من الأردن أو مصادر محلية.
3. نظام تخزين الطاقة
o الاستثمار في بطاريات تخزين الطاقة لاستخدام الكهرباء في أوقات الانقطاع.
o توفير مولدات احتياطية للمستشفيات والمؤسسات الحيوية.
4. تقليل الفاقد الكهربائي
o محاربة التوصيلات غير القانونية التي تؤثر على استقرار الشبكة.
o تحديث العدادات الكهربائية الذكية لضمان التوزيع العادل.

اما عن مشكلة انقطاع المياه في الخليل
1. زيادة مصادر المياه
o بناء خزانات مياه استراتيجية لتخزين المياه في فترات توفرها واستخدامها وقت الحاجة.
o توسيع مشاريع حصاد مياه الأمطار على الأسطح وفي الخزانات الأرضية.
o العمل على مشاريع تحلية مياه جوفية باستخدام الطاقة المتجددة.
2. تحديث شبكة المياه
o إصلاح الأنابيب القديمة وتقليل تسرب المياه الذي يسبب فقدان كميات كبيرة.
o تحسين كفاءة توزيع المياه من خلال تركيب محطات ضخ جديدة.
3. إعادة تدوير المياه
o إنشاء محطات صغيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامها في ري الأراضي الزراعية.
o تحفيز السكان على استخدام أنظمة إعادة التدوير في المنازل والمزارع.
4. الضغط السياسي والدبلوماسي
o مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف سرقة المياه الفلسطينية.
كما وانني أؤمن بأن لدى بلديتنا الموقرة موظفون خبراء أكفاء بحاجة لنفض الغبار عنهم وإطلاق العنان لإبداعاتهم الخلاقة، ونبتعد قليلاً عن المحاصصة والعشائرية وسياسة الاقصاء.

اعلم بان موظفينا في كهرباء الخليل على قدر عال من المهنية والقدرة على حل المشاكل التي تعترض طريقهم من الناحية الفنية، ولديهم ما لديهم من أفكار نيرة ستنير الخليل مستقبلاً، لكن قيود البيروقراطية تقمع ابداعاتهم وتفوقهم على نظرائهم في الشركات الأخرى.

حان الوقت لنواكب الأمم، فالعالم في تطور هائل والتكنولوجيا أصبحت امرا لا مفر من التعامل معه، فنحن لا نقف في مكاننا فحسب بل نرجع إلى الوراء لذلك وجب التعاون مع مؤسساتنا التعليمية من جامعات ومعاهد لاستغلال مثل هذا التقدم السريع واشراك فئة الشباب والاستنارة بعلمهم وافكارهم الإبداعية لتطوير الخدمات.

لا تلقوا اللوم على الاحتلال فقط، رغم تأثيره الملحوظ، ولنتعلم من المدن الفلسطينية التي كانت في سالف العصر تتعلم من بلديتنا، فالتعلم من الآخرين لا ضير فيه، لكن التخلف عن الركب هو الضرر بعينه.

أوقفوا الفساد والمحسوبيات فورا، وإذا كان هناك فساد داخل البلدية فهو سرطان مدمر يجب استئصاله فورا.


اسمعوا صوت الشباب
فالشباب هم مستقبل الخليل لكنهم مهمشون افتحوا المجال لمبادراتهم وادعموهم بتسهيلات اقتصادية وتمويل مشاريعهم الناشئة واستمعوا لأفكارهم في إدارة المدينة رقميا.

إذا كنتم لا تستطيعون الإنجاز .... اتركوها لغيركم وهم كُثر.. فالمناصب تكليف وليس تشريف والخليل تستحق الأفضل، فما نريده من إدارة البلدية هو حلول عملية + نزاهة + ميدان + تخطيط ذكي .

* رجل اعمال وناشط شبابي