الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ماذا يريد نتانياهو من غزة (ما يريده نتانياهو مختلف عما تريده إسرائيل)؟ انه يريد قطاع غزة مثل الضفة الغربية ومثل القدس ومثل سوريا ومثلهم لبنان ، وان يفرض امرا واقعا من دون الحاجة الى أي اتفاق او اية التزامات يترتب عليها استحقاقات سياسية وعسكرية وامنية امام العالم وامام الجمهور الإسرائيلي. وهذا ما يفعله أي قائد جبان ونذل حين يصبح صاحب القرار .
ونتانياهو لا يمكن تصنيفه جنرال حرب لأنه لا يمت للعسكرية بأية صلة، كما لا يمكن تصنيفه انه رجل سلام فهو لم يلتزم ولم يوقع أي اتفاق في حياته الا مجبرا حتى في اتفاقيات الائتلاف الحكومي مع شركائه . وغالبا ما يظهر للجمهور انه يعاني من عقدة التنصل من المسؤولية في كل حياته ، بينما ينسب لنفسه كل شيء يضمن له البقاء حتى لو كان لا علم له به .
في حادثة تفجير أجهزة البيجر لم يكن نتانياهو يعلم بما يفعله الموساد، ومع ذلك حمل معه جهاز بيجر مصنوع من الذهب واهداه للرئيس الأمريكي ترامب في محاولة لنسب الامر الى نفسه !
على عكس ذلك نجح الرئيس الأمريكي ترامب في ولايته الثانية في اضاءة الزوايا المعتمة وسحب فتيل الانفجار من ملفات كان بايدن يتعمد الفشل فيها. وان ما فعله ويفعله مع زيلينسكي قد ينسحب على زعماء الشرق الأوسط وعلى رأسهم نتانياهو شخصيا .
ترامب ماض في تفكيك حقول الألغام التي خلفها عن عمد الرئيس الأمريكي السابق الفاشل، ويحاول حتى الان بطريقة ذكية جدا ان يتجنب الصدام مع كارتيلات السلاح وكارتيلات الصناعة التي تحكم أمريكا، ولكن الامر لن يطول حتى يأتي دور اخماد النيران التي يشعلها نتانياهو كل يوم دون أي سبب سوى مصلحته الشخصية بالبقاء السياسي.
ولو نظرنا بهدوء الى ما فعله نتانياهو بإسرائيل وبالمنطقة لوجدنا انه انهى اكذوبة حل الدولتين التي لازمتنا لثلاثين عاما دون ان نشاهد أي نجاح لها .
كما انه اطلق سراح المؤبدات في 2014 وفي هذه الأيام لكنه حكم على الإسرائيليين والفلسطينيين بالمؤبد في هذا الصراع المجنون وأنشأ خط انتاج للكراهية سوف يبقى لأجيال قادمة .
قرار السلام لا يمكن ان يصدر عن نتانياهو ، وقرار الحرب لا يمكن لنتانياهو ان يتحمل مسؤوليته لوحده ولهذا السبب توسل لخصمه الجنرال غانتس وتوسل للجنرال ايزنكوت للدخول معه في حكومة الحرب بعد السابع من أكتوبر 2023 . ولولا حضر الرئيس الأمريكي شخصيا واحضر معه وزير الجيوش الامريكية ورئيس اركان الجيوش الامريكية لما دخل نتانياهو هذه الحرب .
القرار. قرار الحرب وقرار السلام بيد الرئيس الأمريكي ترامب .. وكل ما يفعله او يقوله نتانياهو لم يعد له اية قيمة .