الكاتب: رأي مسار
منذ بدء العمل بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ذي المراحل الثلاث، وإجراء عدة عمليات تبادل، لم يفارق الفلسطينيين القلق والتوجس باستئناف المقتلة، إن لم يكن بذات الكثافة التي كانت قبل الاتفاق، فبوتيرة أقل مع تصعيدٍ قويٍ في عملية خنق غزة، بإغلاق كل المنافذ التي كانت توصل بعض احتياجاتها، وتجفيف مصادر المياه القليلة أصلاً، وقطع آخر سلك كهرباء كان يوفر النذر اليسير من احتياجات غزة.
وفي هذه الأيام..
ومع المحادثات التي تجري حول الهدنة، وتمديدها أو الانتقال بها إلى المرحلة الثانية، تستأنف إسرائيل نوعاً من الحرب الانتقائية الأهداف في غزة، وتهدد بتصعيدها في سياق الضغط على المحادثات التي تدور في حلقة مفرغة، وتتعامل إسرائيل معها لمجرد كسب الوقت والتهيئة لعمل عسكري وشيك.
أمّا في الضفة حيث أخطر ما في الأمر، أن الحرب عليها أصبحت نمطية عادية لا تستدعي اهتماماً جدياً، فقد صارت عمليات التدمير وإحراق المنازل وتجريف البنى التحتية للعديد من المخيمات والمدن، وكأنها تجري في عالمٍ آخر أو كأن العالم لا يعلم بها.
الناس في الضفة يواصلون حياة تحت أقسى الظروف، ويمارسون صبراً وجلداً وصموداً لا نظير له في أي مكان على وجه الأرض، إنها جبهة منسية أو متجاهلة.. ولكن لا أحد يعلم علم اليقين متى يؤدي هذا الضغط إلى الانفجار.