الكاتب: د. عدنان ملحم
▪️في العام 2048 ميلادي ، سيشرح معلم التاريخ في مدرسة الحرية ، تفاصيل حرب الإبادة التي ارتكبتها " مملكة إسرائيل الكبرى " بحق سكان جزيرة قطاع غزة و كانتونات " يهودا والسامرة " ، و سيقول :
▪️جيوش من كل صوب وحدب ، وأسلحة وصواريخ تصهر البشر والحجر ، وتذيب التاريخ والجغرافيا والذكريات والقانون والتحالفات السياسية والقومية والعقائدية ،ووطن ينوء تحت حصار وتجويع وقتل وحرق و تدمير و سجون و معتقلات احتلالية غاشمة ، مجتمع فلسطيني مفكك منقسم على ذاته ، وكيانات وهياكل سياسية ونضالية واقتصادية مشلولة ، تنخر في جسدها أمراض اللامبالاة والوظائف والترقيات والتعيينات والبيانات والمؤتمرات والتعديلات والتسويات والسباقات والقروض .
▪️وبلاد مستباحة من الألف إلى الياء ، استعمار ومستعمرات ومستعمرين وقوات عسكرية احتلالية تصول وتجول في كل مكان فيه ، تخطف المواطن من أحضان أسرته ودفء منزله دون حسيب أو رقيب ، وتهدم البيوت من أساساتها ، والمخيمات من جذورها ، وتسرق الأرض والتراب والشجر والهواء والماء وتزرع الذل والقهر والموت في كل موضع ، فقر وبطالة وضياع ، بحث عن لقمة عيش ووظيفة ومسكن واستقرار ، حواجز وبوابات وأبراج وكاميرات مراقبة ، وطرق يسكنها الرعب والظلم .
▪️أجيبوا يا " أهل الحل والعقد " يا أركان العاصمة المؤقتة : من يحمي الناس ويدفع عنهم غول العدو المرعب ؟ من يرفع عن كاهلهم وجع الحالة الوطنية والنضالية العليلة ؟ من يسد جوعهم وحاجاتهم المختلفة ؟ من يسمع لهم ويحاورهم وينصت لدقات قلوبهم ؟ من المسؤول عنهم في كل ناحية وموقع ؟.
▪️ يجب أن نصيح بصوت عال ودون خجل : نحن وطن محتل مقيد ! نحن سلطة وطنية محتلة ! نحن مؤسسات محاصرة لا حول لها ولا قوة ! نحن جماهير تائهة لا تعرف ماذا تعمل ! نحن مجتمعات ينخر الخوف في عظامها ولحمها وعقلها ! فلسطين ما زالت بقعة محتلة وليست حرة مستقلة ! هذه الوزارات والتسميات والمفاعيل والبسط الحمراء أحلام غير مكتملة !.
▪️الجماهير تعتقد أنها في طريق ورام الله في طريق آخر !
الناس ترى أن رجالات الحكم في عالم وهم في عالم آخر !.
فشل كبير واضح في مخاطبة الشعب والاستماع إلى واقعه ومستقبله وأحلامه ! أوسلو قتيل تل أبيب ، والسلام مجرد جثة محنطة في المحافل الدبلوماسية ، وقرارات المحافل الدولية والقمم العربية مجرد نصوص نثرية وصور جمالية .
▪️ ليس لنا سند في الكون غير شعبنا ، وليس لنا قوة في العالم غير وحدتنا أو الاتفاق على خريطة عمل ومسيرة نضال ، معركتنا الوحيدة والأخيرة التي يجب أن ننتصر بها هي الصمود في الوطن ، وغير ذلك استثناء . ويرى معظم الناس سرا وعلانية : أن البلد تنزف وعلى حفة الانفجار ، ويؤمنون أن فلسطين ليست لأحد أو لمجموعة بعينها ، بل هي ملك ووطن الجميع