الأربعاء: 19/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

حماس والوسطاء... وانقلاب السيناريو

نشر بتاريخ: 19/03/2025 ( آخر تحديث: 19/03/2025 الساعة: 09:49 )

الكاتب: د.نبيل عمرو

ما كان قبل ترمب، لم يعد صالحاً في زمنه، والجديد الذي طرأ على اللعبة السياسية المبنية على الاتفاق الذي أنجزته إدارة بايدن، أن الذي أنجز تنحى عن العمل، ومن تولى التنفيذ بعده انقلب على كل ما كان قبله.

كانت إدارة بايدن تؤدي سياسة مزدوجة من خلال لعب دور الوسيط الذي يعد بالجزرة لحماس ويضع العصا بيد إسرائيل.

أمّا إدارة ترمب، وبعد مناورة لم تتجاوز أسابيع معدودة، فقد أغلقت ملف العصا والجزرة، لتفتح ملف العصا والعصا، وهذا ما استقرت عليه وكانت باكورته أفظع مذبحةٍ شهدها القطاع على مدى شهور الحرب.

التعامل مع المستجدات الكارثية التي أتى بها ترمب وينفذها نتنياهو بذات المقاييس والأسس التي كان يجري التعامل بها مع بايدن، فيه نوعٌ من اللعب خارج ملعب ترمب، والجري وراء هدفٍ مستحيل وهو إخضاع ترمب ونتنياهو بالعودة إلى تنفيذ الاتفاق الموقع، وخصوصاً مرحلته الثانية، التي يتفق الأمريكيون والإسرائيليون على تذويبها قبل أن يبدأ الحديث حولها.

حماس تصر على المرحلة الثانية وهذا منطقي وعادل وممكن التطبيق، لو أن بايدن ما يزال في الحكم، أما وأن الأمر بات بيد ترمب، فالمرحلة الثانية وإن كانت ملزمة للإدارة بمنطق التزامات الدول، إلا أنها بالنسبة لترمب لا وجود لها، بل إنه استبدلها صراحةًَ بأبواب الجحيم.

حماس والوسطاء الآن في الجانب الصحيح من حيث المطالبة بتنفيذ الاتفاق الموقع، أمّا ترمب ونتنياهو، فهما في الجانب الخطأ بشهادة العالم كله، إلا أن سياستهما تقوم على استبدال الاتفاقات المكتوبة على الورق، بالسياسة التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي، والقنابل الحديثة التي تزود بها، ذلك يعني أن كل حركة وسكنة في المفاوضات إذا استؤنفت، فستتم تحت النار، وفي هذه الحالة ماذا يفعل الورق أمام النار؟

حماس ومعها الوسطاء، يحتاجون إلى وقفة مع الحقائق المستجدة، ولأنهم أداروا اللعبة من بداياتها فهم أيضاً بحاجة إلى جديدٍ يبادرون به مقابل الجديد الكارثي الذي أتى به ترمب وابتدأه بمذبحة، فما هو هذا الجديد المنشود؟ حماس والوسطاء سوف يجيبون.