الخميس: 20/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

نعم لإتفاق ( M.E.C.A ) عربي

نشر بتاريخ: 19/03/2025 ( آخر تحديث: 19/03/2025 الساعة: 14:42 )

الكاتب: د. محمد عودة

تعريف ( M.E.C.A ) هو الاتفاق المكسيكي الاوروبي الكندي للجارة الحرة الجانبية

قبل مجيء ترامب مجددا إلى البيت الأبيض في بداية العام الحالي كان اجمالي التجارة (سلع وخدمات) بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك نحو 855.1 مليار دولار في عام 2022. وبلغت الصادرات 362 مليار دولار، والواردات 493.1 مليار دولار. وبلغ العجز التجاري مع المكسيك 131.1 مليار دولار.ورغم ذلك يحاول ترامب منذ اليوم الأول فرض ضرائب على السلع المكسيكية اضافة إلى نيته الاستيلاء على جزء من اراضي المكسيك، لم يكتف بذلك بل اصدر قرارات تقضي بترحيل عشرات آلاف المكسيكيين إلى بلادهم، حتى وصلت به الوقاحة إلى تغيير اسم خليج المكسيك ليصبح خليج أمريكا.

ردا على قرار ترامب وفي خطوة استراتيجية وغير مسبوقة من اجل التصدي للرسوم الجمركية التي يريد فرضها على الكثير من دول العالم ومنها الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، فقد أعلن كل من الاتحاد الأوروبي، كندا و المكسيك عن إبرام اتفاقية تاريخية بينهم وفي هذا السياق أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن التوصل إلى اتفاقية شاملة تهدف إلى إزالة الحواجز التجارية وتعزيز النمو الاقتصادي للأطراف الثلاثة، ووصفت فون دير لاين الاتفاقية بأنها تأكيد على أهمية التجارة الحرة القائمة على قواعد واضحة لتحقيق الازدهار والأمن الاقتصادي.

تقضي الاتفاقية بإلغاء التعريفات الجمركية بنسبة تصل إلى 100% على منتجات تصدير أوروبية رئيسة، مثل: الجبن والدواجن ولحم الخنزير، والمعكرونة، والتفاح، والمربى، والشوكولاته، والنبيذ، حماية الأسماء التجارية المميزة للمنتجات الأوروبية، مثل الشمبانيا ومنتجات بارما وريوخا، ومنع بيع المنتجات المقلدة، يشار إلى أن الاتفاقية لا تقتصر على التجارة فقط، بل تنص أيضاً على التزامات قانونية تشمل حماية حقوق العمال الاجتماعية والاقتصادية، والالتزام بمعايير البيئة ومكافحة تغير المناخ، وتعزيز سلاسل التوريد للمواد الخام الأساسية.

من المتوقع أن ينمو الميزان التجاري بنسبة 75% بين الاتحاد الأوروبي والمكسيك ليناهز 150 مليار يورو بدل 82 مليار سنة 2022،أما بين الاتحاد الأوروبي وكندا فمن المتوقع أن يتضاعف الميزان التجاري ليرتفع من 30 مليار يورو الى ما يقارب 60 مليار خلال العام الجاري.

وإلى جانب التجارة، تعزز الاتفاقية التعاون في قضايا أخرى، مثل مكافحة الجريمة المنظمة، والمخدرات، والهجرة، ومن المقرر أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد التصديق عليها من قبل الأطراف الثلاثة.

أما حجم التجارة ين الدول العربية مجتمعه والولايات المتحدة الأمريكية فهي تقارب 150 مليار دولار تشكل صادرات لولايات المتحدة حواي 70 مليار دولار بينما تشكل صادرات الدول العربية بحدود 79 مليار دولار، وبما أن ترامب لا يتورع ولن يتوانى عن ابتزاز دول العالم خاصة الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج فان الدول العربية مطالبة اليوم قبل الغد لبحث عقد اتفاقيات تجارة حرة بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية كخطوة استباقية لما يمكن ان يفرضه ترامب مما سيتيح لدولنا العربية استقلالية اقتصادية وانعتاق من ألإملاءات الأمريكية، حيث يدعي ترامب انه حامي عروش وكراسي الزعماء العرب لذا عليهم ان يدفعوا الثمن، من اليوم الأول لتسلمه لمقاليد الحكم طالب السعودية بدفع ستماية مليار لتصل لاحقا إلى تريليون والحبل على الجرار بالنسبة للأخوة في باقي دول الخليج.

إن جنوح التكتلات ألإقليمية والدول بشكل فردي إلى اتفاقيات وعلى كل المستويات سيشكل عزلا تدريجيا للولايات المتحدة وسيحرمها من سيف الدولار الذي تسلطه على رقاب حكام العالم لتدفع الشعوب ثمن تلك الغطرسة والهيمنة.

إن إضعاف سطوة الولايات المتحدة على دول العالم بالتأكيد سيحرم إسرائيل من شلال الدولارات سواء الدعم المالي المباشر ام بواسطة تزويدها بكل اسلخه الفتك مما يمكن إسرائيل من المحافظة على تفوقها العسكري الذي تستخدمه في عدوانها على دول المنطقة خاصة على فلسطين من اجل تهجير الشعب الفلسطيني وتوسيع الكيان على حساب فلسطين ودول الجوار من اجل إنجاز مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

كما أن تقليص دور الولايات المتحدة كشرطي العالم بالتأكيد سيفسح المجال أمام عالم التعددية التي بدوره سيسهم في تعزيز الديمقراطية وترسيخ الأمن الاستقرار والسلم الدوليين، عندها لن تجد إسرائيل المعتدية من يتعامل معها على أنها فوق القوانين واظهراها بمظهر الضحية الوحيدة رغم انها الجلاد.

ندائي إلى كل دول العالم ان الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو من بين زعماء اخزين جعلوا مهمة مواجهة ترامب أسهل، فكم من كلاوديا وكم غوستافو نحتاج حتى نضع حدا لتسلط ترامب وفرض نفسه وصياً على الكون يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق، يتعامل مع الدول كصفقات تجارية فمن السيطرة على قناة بنما، ضم كندا وغرينلاند والاستيلاء على جزء من المكسيك وصولا إلى منح إسرائيل القدس والجولان وربما غدا الضفة الغربية.

ليقف العالم بشجاعة شينباوم وبيترو ويقول لترامب لسنا سلعا تشتري وتبيع كما لو كنا ملكا لك، فدولنا ومقدراتنا، مصر، الاردن، ارض الصومال دولا مستقلة ولا وصاية عليها أما فلسطين فهي ليست للبيع والفلسطينيين لن يكونوا الهنود الحمر في القرن الحادي والعشرين، لنقل وبصوت عالي لأمريكا خذي مواطني أمريكا من دولنا خاصة من فلسطين لأنهم محتلين إرهابيين وعندها سنكون بخير وستتعايش كل المشارب في عالمنا فنحن لسنا الشرق الأوسط، نحن مركز الكون ثم اننا لسنا طوائف وملل ولا قبائل بل نحن بشر وتفيض منا إنسانيتنا.