الجمعة: 21/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

ترمب... الانتقال من الوساطة، إلى قيادة الحرب

نشر بتاريخ: 20/03/2025 ( آخر تحديث: 20/03/2025 الساعة: 09:46 )

الكاتب: رأي مسار

سيناريو إنهاء الحرب، الذي صممته إدارة بايدن، تم إلغاؤه عملياً بعد أن استفاد منه ترمب، بالظهور بمظهر المقتدر الذي ينجح فيما فشل فيه منافسوه.

السيناريو الذي أُلغي بمجرد خروج بايدن من البيت الأبيض، جرى استبداله بسيناريو ويتكوف، الذي لا مراحل فيه، وإنما يطبق دفعةً واحدةً وبطريقة الإملاء مثلما وصفها نتنياهو ووزير دفاعه كاتس، بالتفاوض تحت النار، وبوتيرة أعلى بكثير من كل ما سبق.

إدارة ترمب أعادت العجلة إلى الوراء وكأن الحرب بدأت من جديد، ولكن مع تغيير في قواعد اللعبة التي كانت فيها أمريكا وسيطاً تحاذر بأن لا تبدو على أنها شريكٌ مباشرٌ فيما يجري من عمليات عسكرية، أمّا الآن فأمريكا – ترمب، التي لم تعجبها إدارة نتنياهو للحرب، بمعنى أنه لم يحسمها رغم كل ما وضع بين يديه من إمكانات أمريكية مالية وتسليحية وسياسية، فقد أخذت زمام المبادرة والقيادة بيدها، تحت مبدأ إمّا الإذعان لسيناريو ويتكوف، وإما فتح أبواب جهنم على غزة ومن يؤازرها، وضمن هذا السيناريو الذي بُدأ بتنفيذه بالمذبحة الكبرى التي ارتكبت في غزة مؤخراً، تتولى أمريكا ومن معها من قوى الأطلسي، إراحة إسرائيل من همّ الحوثي ومناوشاته والقيام بما كان صعباً على إسرائيل القيام به، فحاملات الطائرات الأمريكية القريبة من المكان تتولى المهمة، ووفق الإعلانات الأمريكية فسوف يتواصل القصف التدميري على اليمن، حتى القضاء على الحوثيين تماماً.

إذاً.. نحن لسنا حيال مجرد انقلاب على الصيغة القديمة، التي سُجّلت باسم بايدن، بل هو تغييرٌ جذريٌ في قواعد اللعبة، بمقتضاه أصبحت أمريكا -ترمب هي القائد المباشر للحرب وبكل ما يحيط بها من سياسة، ولكن دون الأغلفة التي كانت تستخدمها إدارة بايدن زمن الوساطة.

هكذا تطورت مجريات الحرب، وعلى المعنيين وتحديداً حماس والوسطاء، وضع التغيير الجذري في الاعتبار، والتصرف بحسابات مختلفة.