الكاتب: رأي مسار
في المفاوضات سواءً جرت في ظل وقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار، أو تحت ضغطها، فإن عامل الوقت يظل مقرراً في مساراتها وخلاصاتها.
بالنسبة لإسرائيل وتحديداً نتنياهو صاحب القرار فيها، فهو يريده وقتاً مفتوحاً ذلك لارتباط مصيره به، فهو يدرك حقيقة أن إغلاق ملف غزة وفق السيناريو الأمريكي القديم الذي عمل على تفكيكه لإخراجه من الخدمة، سوف يفتح عدة ملفات كارثية عليه، وما يجري الآن من صراعٍ داخليٍ في إسرائيل، ما هو إلا البداية لصراع أشد يصل حد الإطاحة به، وقد يصل كذلك إلى خلخلة أساسات الدولة العميقة.
ومن أجل تأجيل هذه النتيجة، فلا مخرج له إلا بمواصلة الحرب على غزة وتوسيعها على جبهات أخرى.
مصر التي تتصدر الجهد وتؤديه بصبر ودأب قدّمت مبادرة لوقف النار والتبادل، ويبدو مبدئياً أنها مبادرة مقبولة من العرّاب الأمريكي ومن حركة حماس، ومع احتمال القبول بها من جانب إسرائيل، ووضعها موضع التنفيذ، إلا أن نتنياهو الغارق في المشاكل الداخلية حتى أذنيه، لن يعدم وسيلة للتنصل مما يضطر لقبوله، فعل ذلك في الماضي ولا يوجد ما يمنعه من فعله في الحاضر، ما دام مصيره معلقاً على الحرب واستمرارها.
حركة حماس بحاجةٍ لإدراك أثر عامل الوقت في المسارات وخلاصاتها، وعليها أن تضع في الاعتبار كيف تتعامل معه بحيث لا تضطر لقبول أمر رفضته في السابق، لما لذلك من ثمن باهظ يصل مئات الشهداء في اليوم الواحد.
نأمل أن يوفق أشقاؤنا المصريون في مبادرتهم الجديدة، لعلها تحقن دماء أهلنا الغزيين وتوقف تدمير ما تبقى من أملاكهم ومرافقهم، وتوصلنا أخيراً إلى إغلاق ملف الحرب، لينفتح ملف إعادة الإعمار وملف الأفق السياسي الذي يطالب به العالم كله.