الكاتب: د. سعيد شاهين
يعمل باخلاص لصالح قضية شعبه ووطنه العادلة في أهم محفل دولي متصديا لسردية دولة الاحتلال التي مع كل أسف تلقى قبولاً لدى الكثير من الدول وبعضها وازنة وذات عضوية دائمة في مجلس الامن، حيث تتعامل هذه الدول بازدواجية معاييرمقيتة تساوي فيها بين الجلاد والضحية وتبرر كثيراً من جرائمه بحق الفلسطينيين ما يشجع الاحتلال على الاستمرار بانتهاك القانون الدولي وقراراته، وهذا ما يتطلب شخصية دبلوماسية هادئة ورفيعة تعرف كيف تخاطب هذه الدول وكيف تمثل أعدل قضية على وجه الارض..
ما دفعني للكتابة عنه الكلمات التي يدلي بها في كل مرة للرد على مندوب دولة الاحتلال والولايات المتحدة المنحازة بشكل أعمى لها في ترديد مجموعة من الاكاذيب والرويات الكاذبة لاستعطاف المجتمع الدولي لصالحها وآخرها جلسة مجلس الامن التي انعقدت بطلب اسرائيلي للنظر في قضيةالاسرى الإسرائيليين والتي استضافت فيه الاسير الإسرائيلي ايلي شرابي الذي تحدث عن الالم والفقد والجوع والتعذيب الذي تعرض له طوال فترة الأسر محاولا اقناع ممثلي الدول بعذابات اليهود واجترار ذات الرواية المتعلقة بالسابع من اكتوبر وما جرى مع توجيهات ممثل إسرائيل داني دانون البارع في التمثيل والتباكي والتهريج واجادة لعب دور الضحية واستمرار دعوة المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته اتجاه مظلومية الشعب اليهودي.
السيد منصور فجر مفاجئة للاسير المُحرر الإسرائيلي وللحضور وبالاخص مندوب دولة الإحتلال عندما بدأ حديثة بتقديم التعازي والتعبير عن الألم والحزن لمصاب الإسرائيلي الامر الذي أدهش وأسعد الحضور،لكن الدهشة التي اعترت وجه شرابي سرعان ما تلاشت هذه والمندوبين الإسرائيلي والامريكي بعد أن تحول الحديث من التعاطف مع الإسرائيليي الى توضيح سبب التعاطف قائلاً: "أكثر الناس إحساساً بما عاناه الاسير الاسرائيلي هم الفلسطينيون والسبب هو انهم يقتلون ويقصفون ويذبحون و...............الخ".!
ممثلي الولايات المتحدة وإسرائيل صعقا من اسلوب المندوب الفلسطيني وحنكته وذكائه الحاد في كيفية طرح طريقة التعاطف التي ابداها لعرض مظلومية الشعب الفلسطيني جراء انتهاكات الاحتلال الجسيمة وجرائمه الوحشية مؤكدا على أن السبيل الوحيد لوقف العنف والفقد ليس بقتل الفلسطينيين من اطفال وأسرى واخفاء جثثهم بل بصنع السلام، لان الفلسطينيين ايديهم ممتدة للسلام دوما وهم اصحاب الارض كما هي اشجار الزيتون. لكن الاحتلال بعنصريته واستعلائه لا يؤمن الا بالقتل.
في كل جلسة لمجلس الامن استمع للسيد رياض منصور ولا يمكن الا أن أثني على طريقة واسلوب حديثه وطريقة عرضه للقضية الفلسطينية باللغة التي يفهمها الغرب المتباكي على إسرائيل من خلال تميزه بالحزم والثبات في الدفاع عن قضية فلسطين وحقوق شعبها، ولم يتنازل أو يتراجع يوما عن المطالب العادلة والمشروعة لشعبه رغم كل الصعاب والتحديات والضغوطات الهائلة.
رياض منصور شخصية وطنية ودبلوماسية بارزة، يشغل منصب سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة منذ سنوات وله دور كبير في تمثيل فلسطين والدفاع عن قضيتها على المستوى الدولي و يُعتبر منصور صوتاً قوياً للعدالة والحقوق الإنسانية، ومدافعا عنيدا عن حقوق شعبه وآداة فاعلة في التصدي للظلم والاضطهاد الذي يمارسه الاحتلال عبر سياساته الفاشية بحق شعبنا، لذلك تركت جهوده الدبلوماسية الكبيرة أثرًا إيجابيًا في تعزيز إدراك المجتمع الدولي لقضية فلسطين وعدالتها ومظلوميتها.
كم نحن بحاجة لمثل هؤلاء الرجال في ساحات العمل الدبلوماسي والسياسي الدولي، والذي يتحلى بالعديد من الصفات التي جعلته شخصية مميزة ومحترمة في الأمم المتحدة والساحة الدولية من أهمها: الحكمة والدبلوماسية التي يتمتع بها في التعامل مع القضايا الدولية وبناء علاقات طيبة مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كما ويحظى باحترام و تقدير كبيرين من السلك الدبلوماسي العربي والاسلامي والمنظمات الدولية، نظرًا لشخصيته القوية وأدائه الرائع والمهارات الدبلوماسية والبصيرة الثاقبة والاستراتيجية الاتصالية الفاعلة التي يمتلكها في الدفاع عن قضية واهداف وطنه وشعبه.