الأحد: 30/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

المخيم وبنك الأهداف الإسرائيلي

نشر بتاريخ: 27/03/2025 ( آخر تحديث: 27/03/2025 الساعة: 10:05 )

الكاتب: رأي مسار

كل فلسطيني لا يمتلك حريته على أرض وطنه، ولا يمتلك حمل جنسيته وهويته وجواز سفره، ولا يستطيع الخروج من بلده بلا قيود، والعودة إليه وقتما يشاء.

كل فلسطيني يعيش في مخيم داخل وطنه أو خارج الوطن، وكل فلسطيني بلغ ما بلغ من مكانة بفعل كدّه واجتهاده في أي مكان على وجه الأرض فهو لاجئ.

أمّا المخيم الذي دمرته إسرائيل أكثر من مائة مرة وقتلت منه رجالاً ونساءً وأطفالاً منذ أقيم، فهو أحد عناوين اللجوء وليس كلها، وإذا ما تخيلت إسرائيل أن تدميره أو تغيير صورته ومعالمه سوف ينهي ظاهرة اللجوء التي هي جوهر قضية فلسطين، فهي واهمة تماماً بل إنها توهم نفسها قبل كل شيء.

لا شك أن لدى إسرائيل خبراء ومراكز بحث حول هذا الأمر، ثم إن لها تجارب قديمة وحديثة في حربها على المخيم، وكل ذلك أفضى إلى نتيجة واحدة، أن المخيم الذي دمر وأعيد بناؤه وهجّر ساكنوه وعادو إليه، وغُيرت معالمه بتدمير البيوت وتوسيع الطرق، لم ينهي قضية اللجوء وما أنتجت من مظاهر الكفاح نحو هدف إنهاء الظاهرة التي لن تنتهي إلا بالعودة والحرية والاستقلال.

إسرائيل تدرك ذلك ولكن إذا ما تسائلنا حول مضيها في هذه الحرب غير المجدية، فالجواب فيما يتصل بالمخيمات الآن هو تزويد بنك الأهداف بعنوان جديد هو المخيم، يضاف إلى عنوان التهجير، وكلا العنوانين لا إمكانية لإسرائيل في تحقيقهما.

قضية المخيم ليست قضية مكان، أو بؤرة زائدة تزعج إسرائيل، بل هي عنوان قضية ستة عشر مليون فلسطيني يعيشون حالة لجوءٍ دائم، ما دام الوطن ليس حراً وما دام أهله محرومون منه، سواء كانوا على أرضه أو في بلاد الله الواسعة.

إسرائيل تدرك ذلك ولكنها بحاجة إلى مواصلة الحرب على الفلسطينيين كهدف بحد ذاته.