الكاتب:
السفير حكمت عجوري
اسوأ ما شاهدته من مقابلات متلفزة كانت مقابلة اسامة حمدان على قناة الجزيرة ولولا انها وصلتني عبر الواتس لما كنت شاهدتها لانها كانت مقابلة مثل القناة التي بثتها تبعث على الغثيان اذ وبعد ان افلس حمدان سياسيا وجدته يستعين في شعر المتنبي "من يهن يسهل الهوان عليه ..." بقصد الاساءة الى الرئيس الفلسطيني الامر الذي اثلج صدر المذيع وكانه حصل على سبق صحفي.
وبغباءه المعهود استخدم حمدان شعر المتنبي في غير موضعه تماما لان الهوان بعيد كل البعد عن الرئيس الفلسطيني الذي بدأ حياته النضالية والمذكور حمدان كان ما زال في اللفة ولكن ما لا يفهمه هذا المذكور وامثاله هو قدرة الرئيس على الاحتمال والصبرعلى الاحتلال الصهيوني وافرازاته وهو ما جعله يستحق لقب ايوب فلسطين وبجدارة خصوصا وان الرئيس يوظف هذا الصبر كوسيلة دفاع في وجه الاحتلال مكنته من انتزاع الصمود له ولشعبه من بين انياب الوحش الصهيوني وذلك حماية لشعبه في زمن الردة الصهيو- امريكي الذي يتزعمه الان الثنائي ترمبياهو بعد ان ثبت بان الصمود على الارض هو الوسيلة الواقعية والوحيدة الممكنة لمقاومة الغول الصهيوني الجاثم على ارض وشعب فلسطين كما هو جاثم على مفاصل العديد من الانظمة الرسمية الغربية والعربية التي وبسبب عجزها عن مواحهة تغول هذا الوحش اصبحت تشاركه في جرائمه اما بالصمت واما بتقديم العون له.
للاسف هذا الصمود صار يُفِسر على انه هوان في قاموس الاخوان الذي ينهل منه المذكور اسامة حمدان ومن هم على شاكلته من قادة حماس الذين يختبأون في الانفاق التي بنوها تحت الارض على حساب اهل غزة حماية لذاتهم ولايدولوجيتهم الاخوانية العدمية ويتركون اطفال ونساء غزة في العراء فوق الارض بدون ملاجيء ولا طعام في مواجهة الالة العسكرية لهذا الغول الصهيوني وهل هناك هوان اكثر من ان يترك حكام غزة من الاخوان اهل غزة يواجهون بصدورهم العارية القنابل الذكية والغبية الصهيوامريكية كدروع بشرية يقتلون بسببها او تبتر اطرافهم كقرابين حماية لهؤلاء الحكام.
لاسامة حمدان نقول بان الهوان في الحقيقة صفة لا تليق الا بامثاله وقادة حزبه الذين تكرشوا في اوتيلات الخمس نجوم بتوصية وبطلب امريكي في قطر وفي تركيا كما قال ابومرزوق وهو احد قادة حمدان مع ان حمدان اصبح لا يعير اي اهتمام لما تقوله قيادته على الرغم من انه اخر العنقود في بيت الزعامة الحمساوي وكانه اصبح "يتعربش" على سلم الزعامة للوصول الى حياة الترف التي يعيشونها خارج فلسطين اما من هم داحل فلسطين من هؤلاء القادة وتحديدا في غزة فقد كانوا يتنعمون الى عهد قريب بالدولارات القطرية التي كانت تصل لهم بشنط ممهورة بختم الموساد وتُحمل اليهم تحت حماية الموساد وبقرار من نتنياهو والذي على ما اتضح لاحقا بان هذه القيادة وبغباء منقطع النظير في الادارة والحكم والمقاومة ردت لنتنياهو الجميل في السابع من اكتوبر بعد ان كان على وشك الدخول الى السجن بسبب ادانته باربع جرائم ولكن قيادة حماس بغبائها كما اسلفت مكنته بدلا من دخول السجن الاسرائيلي ليصبح ملكا على اسرائيل بعد ان فتحت له قيادة حماس في السابع من اكتوبر باب مملكة اسرائيل الكبرى على مصراعيه من الفرات الى النيل بعد ان استباح جيشه غزة ودمرها كما دمر اخر قلاع المقاومة في لبنان ودمر اخر جيوش المواجهة في سوريا التي انقلبت عليها قيادة حماس كعادتها كفصيل انقلابي وذلك بعد ان كانت تتربع في حضن رئيسها السابق بشارالاسد.
لم يستكفي اخر العنقود حمدان بالتطاول على الرئاسة الفلسطينية الشرعية وانما تطاول ايضا على بيت لاهيا واهلها الذين فتحوا قلوبهم وبيوتهم لحماس التي خانت بعد ذلك الامانة التي وضعها اهل بيت لاهيا وباقي بيوت اهل غزة فيها الى ان تكشف لاهل غزة امر هذه الحماس التي لا يعنيها تدمير كل فلسطين وشعبها ان كان في ذلك خدمة لاهداف حزبها الاخواني العدمي وامثال بن حمدان لا يخفون رغبتهم على العودة وحكم غزة والجلوس ولو حتى على ركامها لان جروح غزة التي تسبب فيها السابع من اكتوبر لا تؤلمهم تماما وكما ولم تؤلمهم جروح الغزيين التي تسببت فيها كل الحروب التي سبقت السابع من اكتوبر كونها تعتبر في قاموسهم تكتيك فداء لحزب الاخوان العدمي الذي لا يمت لفلسطين بصلة كما قال الزهار في سابق الايام.
اهل غزة اهل عزة وكرامة ومن بين ظهرانيهم انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة وذلك قبل عقود من ولادة حركة حماس الاخوانية بشهادة ميلاد اعتمدها رابين لتكون حماس بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية الا ان الغزيين وبعد ان نفذ صبرهم خرجوا يتظاهرون الى الشوارع شيبا وشبانا وطفلة غزية على راس احدى هذه التظاهرات رفعت على الاكتاف لتصرخ وتقول "يا حمدان ويا زهار احنا اصحاب القرار" بالاضافة الى غيرها من ابناء غزة الذين خرجوا الى الشوارع منددين بحماس وبامثال اسامة حمدان وهم يصرخون "يا حمدان يا هلفوت الشعب ما بده يموت" كما ويطالبون حماس بالرحيل "حماس برة برة".
ما سبق يخثني على طرق باب العقلاء في قيادة حماس وذلك حقنا للدماء الفلسطينية الطاهرة التي ما زالت تنزف وحماية لارواح الغزيين الذين نراهم يرتقون بالعشرات في كل يوم يمر وحماس تحكم غزة ولهؤلاء العقلاء اقول بان رحيل حماس بالحسنى عن حكم غزة واعادتها الى الشرعية اصبح ضرورة اخلاقية ووطنية وانسانية ويكفي مكابرة بعد ان اصبحت حماس قميص عثمان الذي ما زال نتنياهو يلبسه منذ السابع من اكتوبر والى يومنا هذا لتبرير ما يرتكبه من حرب ابادة جماعية وتطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني الذي يحب الحياة كما باقي شعوب الارض ، وكما يقول رئيس الشرعية الفلسطينية " نحن شعب يحب الحياة ويتوق الى الحرية ويدافع عن الكرامة والوطن وسنبقى كذلك ابدا".