الأحد: 13/04/2025 بتوقيت القدس الشريف

مروان البرغوثي وقارب النجاة للفلسطينين

نشر بتاريخ: 12/04/2025 ( آخر تحديث: 12/04/2025 الساعة: 22:29 )

الكاتب: نافذ الرفاعي

في عصر سقوط المؤسسات الدولية والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وانهيار الأيدولوجيات والأنظمة والحركات الانسانية.

تتواصل حرب الإبادة على غزة، وتقترب نهايات مرحلة وظهور أخرى ، ستضع الحرب أوزارها قريبا ، ويبقى حالنا في حطام البلد وتغول الاستيطان وضعف النظام السياسي ونحن بحاجة إلى تجديد ونهوض ولكن ليس بنفس الوسائل ولا نفس الأدوات،

في قراءة الواقع الفلسطيني وما حصل لقطاع غزة من هدم وتدمير وقتل وتجويع وتعطيش وحصار واستشهاد قادة الطوفان وتفكك منظومة الصحة والتعليم والبنى التحتية ، وما تواجهه الضفة الغربية من هجمة استيطانية وحصار وبطالة ،

في قراءة سريعة للمشهد السياسي وتراجع الحركات السياسية وسقوط الايولدجيات والأحزاب والحركات والتي لم تستطيع النهوض بالحالة السياسية، وهي ليست أكثر من تعبيرات لقبيلة جديدة يضحي رئيسها، اي شيخ القبيلة محاطا ببطانة تخبره بأنه نبي العصر، ومن ثم تعزز فرديته وصولا إلى الفساد والمحسوبية،

هذه الحالة تنطبق على الأحزاب العربية بدءا من الشيوعيين والقوميين والوطنيين والإسلاميين ، وتنسحب فلسطينيا.

وبالنسبة للإطار الجامع فلسطينيا وهي منظمة التحرير والتي ضمت فصائل كانت حركات ثورية تهدف للتغيير الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي والسلوكي،

اعتمد غالبيتها قواعد لمسلكيات الثورية في النزاهة ،

رسخت أهدافا تقدمية وتجاوز الموروث من عشائرية وقبلية وجهوية، حكمتها المبادرة والشجاعة والتنافس على التضحية

من اجل تحرير الأرض والإنسان .

السؤال: ما تبقى لنا من هذه الحركات العظيمة والتي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء في مسيرتها الكفاحية،

للاسف أرتدت إلى التخلف وتحولت إلى بنية قبلية أو إئتلاف قبائل صغيرة وسوء الأداء والمحسوبية والفساد الاداري والسياسي والمالي . حتاج لإعادة إصلاحها وترميمها وإخراجها من ثوب التخلف العربي،

وفي البحث عن الخلاص الفلسطيني والذي هو ليس فرديا بل جماعيا، لا ينحصر بالاتجاهات الوطنية والقومية واليسارية والإسلامية .

بل هو بحاجة إلى قراءة متعمقة، ومن حيث أن مجمل التيارات الفلسطينية تمر بمرحلة ضعف وتفكك وتراجع .

استثني القائد مروان البرغوثي والذي تصعد شخصيته وأفكاره ورؤيته نحو برنامج فلسطيني يستند لرسم السياسات وتجديد منظمة التحرير وإخراجها من حالة الضعف والترهل والفردية والعجز،

وفي قراءة الاستطلاعات من مختلف المؤسسات والمراكز البحثية، تظهر تأثير مروان البرغوثي على القطاع الطلابي والشبابي ، يحتل الصدارة بلا منازع.

وعليه ممكن طرح سؤال جوهري حول تيار مروان السياسي وأثره على الساحة الفلسطينية،

في تحليل استقصائي لتيار مروان الذي تمثل سابقا بمجموعة من الناشطين في إطار حملة إطلاق سراح مروان البرغوثي، تعرضت هذه الحملة لمد وجزر وغادرها البعض ودخلها آخرون وحاول البعض حصر مروان في هذا الإطار الصغير،

من الممكن ملاحظة أن تيار مروان يتجاوز الحملة وحدودها بل الضفة وغزة إلى المنافي والعالمية.

وما يحاول ترسيخه الخائفون من منافسة مروان البرغوثي، أنه في السجن.

والسؤال طالما في السجن إذن يجب تقييد الوعي داخل حدود سجن الاحتلال ،

تجاوز مروان جدران السجن ليصبح ظاهرة فلسطينية وحريته أجدى بكثير من وجوده داخل جدران السجن،

ولكن ما برز مؤخرا أن هناك تيارا يتشكل من كتاب ومنظرين وناشطين وأكاديميين التقيت الكثير منهم في الوطن وخارج الوطن وفي إطار النقاش والبحث عن مخرجات للأزمة الفلسطينية وأن الرئيس عباس على وشك مغادرة المشهد السياسي، يتضح من مرسومه بتعيين رئيس المجلس الوطني قائما بأعمال الرئيس وقريبا نائب رئيس.

هذه المؤشرات تفتح نقاشا حول اليوم الثاني والذي يجب أن يستند لانتخابات عامة رئاسية وتشريعية وحكم محلي، وهناك طبقة ترفض ذلك تحت دعاوى زائفة، بانه لا انتخابات دون القدس.

وهنا السؤال: هل يجب أن نستسلم لسياسة الاحتلال ؟

علينا تجاوز ذلك بعدة طرق إبداعية، اولا أن نضع للقدس كوتة ثلاث اضعاف ويترشحون ويتم الانتخاب سواء بالموبايل أو بالنت، أو من يفوز بالتشريعي من الضفة وغزة ينتخبون ممثلين عن القدس، وسيناريوهات عديدة تتجاوز الاستسلام للاحتلال.

لا يجوز أن تبقى أي حكومة أسيرة فرد بدون تشريعي ولا مجلس وطني، والخلاص الوطني يستند لشرعية منتخبة.

ونحن بحاجة لإشراك الشباب بعدما هرمت القيادة السياسية والطلابية ومؤسسات المجتمع السياسي والمدني.

مروان البرغوثي ملاذ وحل للخروج من المرحلة الصعبة، قائد ذكي وموثوق وطنيا، لا يكرهه سوى المنافقون والمسحجون والطبقة المستفيدة من هذه المرحلة.