الثلاثاء: 15/04/2025 بتوقيت القدس الشريف

الجوع في غزة سبب في سوء التغذية

نشر بتاريخ: 14/04/2025 ( آخر تحديث: 14/04/2025 الساعة: 10:21 )

الكاتب: أمجد الشوا

في هذا المقال القصير لا أتحدث كخبير في مجال التغذية، ولكن في ظل حرب التجويع وما أعيشه، دفعتي ذلك للبحث أكثر عن مفهوم سوء التغذية التي حذرت وما زالت جميع الجهات الصحية والانسانية الدولية والفلسطينية، من تداعيات الكارثة الإنسانية الحالية والمستمرة منذ 19 شهراً في قطاع غزة على واقع الأطفال. والاثار الكارثية التي تسبب بسوء التغذية منذ الثاني من شهر مارس/ اذار الماضي، من تشديد الحصار والعقوبات الجماعية، واغلاق معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الانسانية والامدادات الطبية والصحية.
كما يواجه العاملين في المجال الإنساني نقصا في المعدات اللازمة لتنفيذ العمليات الخاصة، إضافة إلى نفاذا الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، وهو ما أدى إلى تعطل توزيع المساعدات الإنسانية.
ونفاذ الكثير من اصناف المواد الغذائية الأساسية، والصحية ومن بينها الحليب والبيض واللحوم، وغيرها من مواد تتضمن الفيتامينات والبروتينات والمواد الضرورية لنمو الأطفال بشكل طبيعي، إضافة الى صحة الأمهات المرضعات وكذلك الحوامل وتأثير ذلك على الأجنة.
حسب ما ذكرته منسقة الأمم المتحدة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية. وكل رقم في هذه الإحصاءات يمثل إنسانا وحياة، وكفاحا من أجل البقاء.
سوء التغذية هو مصطلح يُستخدم للتعبير عن وضع لا يحصل فيه الجسم على جميع المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها، أو على جزء منها. تتراوح حدة سوء التغذية بين الطفيفة الهامشية، وبين الحالات الشديدة التي تُسبب أضرارًا بالغه غير قابلة للإصلاح وحتى التعويض لاستعادة تمو الجسم، ولو كتب للشخص البقاء على قيد الحياة.
يتطور سوء التغذية للأشخاص وخاصة المرضى منهم تدريجيًاً، ويكون من الصعب في ظل هذا الوضع التشخيص في بدايته، ومن شأنه أن يزداد الامر سوءً إلى أن يلحق ويتسبب بإضرار جسمانيًة كبيرة، من أجل ذلك تُساهم المعرفة المسبقة بأعراض سوء التغذية المتفاقمة لدى أعداد كبيرة.
يحصل هذا النقص إذا لم يحصل الجسم على واحد أو أكثر من العناصر الحيوية والمطلوبة للقيام بوظائفه بصورة طبيعية، أو بسبب سوء امتصاص المواد الغذائية الموجودة في قسم من الطعام رغم توفر الكمية والعناصر المطلوبة فيه.
سوء التغذية الشديد الناجم عن الجوع أو نقص الغذاء هي ظاهرة تُميز الدول النامية، أما في الدول المتطورة ويظهر هذا النوع من سوء التغذية لدى الطبقات الاجتماعية الاقتصادية المتدنية، أو نتيجة إهمال طبي أو في حالة الأشخاص الذين يُعانون من نزوات غذائية (Food faddism) غير طبيعية.
وعلى الرغم من تناول كمية كافية من الطعام يُمكن أن ينجم سوء التغذية عن مرض مزمن صعب، أو نتيجة سوء امتصاص المواد الغذائية من الطعام في الجهاز الهضمي لسبب دائم أو مؤقت.
كما أن النقص بمادة غذائية واحدة فقط مثل فيتامين معين يُعتبر هو الآخر سوء تغذية.
وهذا يتطلب من الأطراف المعنية تدارك الوضع الإنساني الكارثي في ظل أن مؤشر الأمن الغذائي العالمي (IPC)، الذي يُستخدم لتقييم الأمن الغذائي في أنحاء العالم، وتشارك فيه وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية، حذّر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مراراً، من أن جزءاً كبيراً من سكان القطاع على عتبة المجاعة. وهي أخطر درجة من انعدام الأمن الغذائي.
القانون الدولي يُلزم إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضرورة إيصالها بشكل عاجل واجب قانوني واخلاقي على المجتمع الدولي للقيام بالتزاماته.
وتنفيذ ما قررته محكمة العدل الدولية في تموز/يوليو 2024، والتي رأت أن قوانين الاحتلال تسري على قطاع غزة، قبل وبعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبالتالي، تقع على عاتق إسرائيل التزامات واسعة تجاه السكان المدنيين.