الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في الأيام الماضية كنت اتابع الصحافة العالمية والعربية ، وبدا لي حتى الان ان خبر اجتماع المجلس المركزي للمنظمة في دورته ال32 لم يحظ باهتمام الصحافة العالمية ولا العربية بشكل لافت .
وباستثناء المقالات التي تعبر عن مواقف نمطية معروفة ، وباستثناء قلق بعض المثقفين الدائم من كل اجتماع للمنظمة في أي مكان وأي زمان . فان المشهد العام يوحي بعدم الاكتراث ، وهو تعبير مجازي يدل على الإحباط من الجو العام وقنوط من قدرة التنظيمات على تقديم أفكار جديدة ومفيدة للمسحوقين تحت الركام وتحت القصف .
رئاسة المجلس الوطني اختارت عنوان لاجتماع المجلس المركزي المقرر الأربعاء ( لا للتهجير ولا للضم – الثبات في الوطن – إنقاذ أهلنا في غزة ووقف الحرب – حماية القدس والضفة الغربية – نعم للوحدة الوطنية الفلسطينية الجامعة ) وهو عنوان يخلو من البلاغة ويفتقر للتركيز السياسي ويخلو من الذكاء ويفتقد لأساسيات الشعار السياسي . عنوان مرتبك ومتشابك تم تجميعه من عناوين الاخبار دون توجيه ودون دراسة !!
وعلى ما يبدو ان العنوان سوف يشبه الاجتماع ذاته ، وبعد ان تم إضافة عدد أعضاء للمجلس المركزي سوف يجتمع المركزي ليقرر استحداث نائب الرئيس وتسميته .
الجمهور الفلسطيني يراقب بحذر . هو لا يراقب ليعرف من هو نائب الرئيس فهذا امر لن يغيّر في حياة الموظف والمواطن أي شيء ، بل هو يراقب ليقرأ أداء ودور المؤسسات الشرعية في المنظمة وهل هي كفؤ لتحمل عبء المرحلة ام انها أصبحت نفسها عبئا على المواطن .
في كل العالم ، وفي كل الدساتير القانونية ان الرئيس يختار نائبه . الرئيس الأمريكي يختار نائبه وفي معظم الأنظمة " الديموقراطية " و" شبه الديموقراطية " من حق الرئيس ان يختار نائبه ، ليخلق معه تناغم في العمل وتكامل في الدور ... ولكن الفلسطينيين الذين لا يملكون دولة ، ولا نظام ، ولا حدود ، ولا يسيطرون على الموارد ، ولا الراتب ولا يستطيعون منع دوريات الاحتلال من اختراق مدنهم ومنازلهم ، والذين لم ينتخبوا برلمانا منذ 2006 قرروا ان يلعبوا دور ( الديموقراطية ) اشد من مؤسسي الدول الديموقراطية نفسها . وفي مثل هذه الظروف قررت المنظمة انها سوف تنتخب نائبا للرئيس !! على اعتبار ان مشكلة البلد تنحصر في كون نائب الرئيس منتخب ام جرى تعيينه .
الغريب ان عدد من الشخصيات والقوى " الديموقراطية " قررت مقاطعة الاجتماع ، على اعتبار ان حضورهم او غيابهم سوف يؤثر في عنوان الاجتماعي انف الذكر . وان غيابهم او حضورهم سوف يؤثر مباشرة في : التهجير والضم – الثبات في الوطن – إنقاذ أهلنا في غزة ووقف الحرب – حماية القدس والضفة الغربية – نعم للوحدة الوطنية الفلسطينية الجامعة .
أحزاب اليمين في إسرائيل تضغط على نتانياهو ليقوم بحل السلطة في شهر اب القادم قبل ان ينتهي العام وقبل ان تستحق أي انتخابات إسرائيلية جديدة قد لا يعود لليمين المتشدد غالبية فيها . والشعب الفلسطيني ب 14 مليون نسمة داخل الأرض المحتلة وخارجها ينتظر الخطوة القادمة من المنظمة ليقرأ من خلالها وجه المستقبل القريب .
تعالوا ننسى عنوان الاجتماع ، وننسى نائب الرئيس قليلا ، وننسى انتخابات إسرائيل للكنيست . ونسأل أنفسنا سؤال واحد فقط : البيان الختامي القادم بعد انعقاد المجلس المركزي هل يحمل أي جديد ؟
ما هو تأثير البيان على حياة المواطن ؟
ام انه سوف يطلب من المواطن في غزة وفي الضفة والقدس ان يصمد ويجهض مخططات الاحتلال ؟
المواطن صامد .. والمهم ان يصمد بعض المسؤولين قليلا في هذا البلد .