الكاتب:
حمزة البشتاوي
يعمل الإعلام الإسرائيلي في الحرب على ترويج سردياته وبناء تصورات مزعومة حول شرعيته، موظفاً نفسه خلال الحرب للعمل على طمس الحقائق وتحريق الواقع بما يتلائم مع المشروع الصهيوني وإخفاء الوجه الحقيقي لهذا المشروع عبر تلميع صورته وتشويه صورة المقاومة، وبأخذ الإعلام الإسرائيلي دوره في الحرب إستناداً إلى ما قاله ديفيد بن غوريون: إن الإعلام: إن الإعلام أقام دولتنا على الخريطة وساهم في تكريس وجودها، ويؤدي الإعلام الإسرائيلي دوره في الحرب باعتباره فرقة عسكرية مسلحة بمكياج زائف يخضع للرقابة الأمنية والعسكرية المشددة، ويمارس التضليل وتعزيز الشعارات الإسرائيلية في خدمة المشروع الصهيوني بإمكانيات كبيرة تعمل على تلميع صورة الإحتلال وإسكات التاريخ والحق الفلسطيني.
ومن أبرز سمات الإعلام الإسرائيلي في الحرب:
1- أنه دعاية منظمة ومخططة ذات أهداف إستراتيجية واضحة، تسبق الأحداث وتواكبها، ويضع لكل حدث ما يلائمه من الأساليب والمضامين، وما يتلائم مع الجمهور الذي يخاطبه والمرحلة التاريخية التي يقع فيها.
2- التركيز على تكرار مجموعة من القضايا والدعاوى الباطلة التي يتم الإلحاج عليها لترسيخها في الأذهان وتثبيتها في ذاكرة الإنسان حتى تصبح وكأنها حقائق يجب التسليم بها، خاصة عندما تطرق مسامعه عبر المذياع وتتجسد صوراً يراها على شاشة التلفاز ويقرؤها بعينيه مكتوبة في صحيفة أو مجلة حيث تقوم الدعاية الإسرائيلية بتكرار المصطلحات والعبارات الزائفة والمقولات الباطلة.
3- إعتماد أسلوب اثارة العواطف والإنفعالات التي تؤدي إلى إستجابة سريعة إستناداً لمنطق تشويه الحقائق والكذب للوصول إلى الجمهور المستهدف والقول بأن ضحايا حرب الإبادة على غزة هم مجرد أضرار جانبية لا أكثر ولا أقل.
4- بث الرعب والخوف عبر إستخدام فنون الحرب النفسية وخلق البلبلة وإثارة الفتن.
5- إستخدام أسلوب الإبتزاز والتهديد ضد من يفكر في تغيير ودحض الرواية والدعاية الإسرائيلية.
6- إستخدام لغة الإستعطاف وترسيخ الرواية الإسرائيلية التي تقول بأن الكيان الإسرائيلي مهدد دوماً من محيط معاد وأن أي تهديد له هو تهديد لمصالح الغرب.
7- إعتماد المرتكزات التاريخية والدينية في الخطاب الإعلامي أكثر من المرتكزات السياسية التي تتجاهل وجود الشعب الفلسطيني على أرضه.
8- العمل على تحويل كل المعارك حتى الخاسرة إلى معارك رابحة من خلال تكرار نشر الرواية الإسرائيلية في الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي.
9- السعي لتثبيت مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض في العقل الغربي وإظهار دور الحركة الصهيونية باعتباره إحيائي إعماري وليس أحتلالي إستعماري.
10- إستخدام شعار ومقولة يهودية الدولة باعتباره السلاح الإيديولوجي الذي يراهن عليه المشروع الصهيوني خاصة الإئتلاف اليميني الحالي بقيادة بنيامين نتنياهو.
وتشرف على هذه السمات كافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي توجه الإعلام الإسرائيلي للقيام بدوره أثناء الحرب عبر التحكم بالتغطية الإخبارية والرقابة المشددة عليها والعمل على تصوير الضحية جلاداً والقتيل قاتلاً، إضافة لاستهداف الصحافيين حيث أستشهد أكثر من 130 صحفياً فلسطينياً و 12 صحفياً لبنانياً، وهذه الأخبار لا يغطيها الإعلام الإسرائيلي كونه إعلام مجند مراقب وغير نقدي بل مجرد كلب حراسة للمستوى السياسي والعسكري وذراع دعائي يعمل خلال حرب الإبادة على تضخيم النجاحات المفترضة للجيش الإسرائيلي، ويدعو إلى مواصلة الحرب التي يمكن القول بأن الإحتلال الإسرائيلي خسر فيها على الجبهة الإعلامية أكثر بكثير مما حققه، وذلك من خلال ضرب السردية الإسرائيلية وظهور مؤيدين جدد للقضية الفلسطينية يشككون في الرواية والدعاية الإسرائيلية لحرب الإبادة على قطاع غزة.