الخميس: 24/04/2025 بتوقيت القدس الشريف

ابن غفير يتحالف مع امبراطوريّة السكابيوس المظفّرة؟!

نشر بتاريخ: 23/04/2025 ( آخر تحديث: 23/04/2025 الساعة: 19:36 )

الكاتب:

وليد هودلي

بن غفير ومن معه من الزعامة الصهيونيّة اليمينية المتطرفة، فكّروا وقدّروا وقرّروا أن يتحالفوا مع إمبراطورية السكابيوس التي تقطنها حشرات السوس المرعبة، وهم بذلك على أمل أن يتمكنوا من هزيمة المعتقل الفلسطيني الذي عجزوا عن هزيمته منذ عقود من زمن الاحتلال الاسود. كان لا بدّ لهم من أن يوكلوا لهذه الامبراطوريّة كلّ المهام القذرة، وكان لا بدّ من هذا التحالف لإقامة خط انتاج قويّ يلحق بالعدوّ المشترك أشدّ أنواع الأذى، يدمّر مقوّمات قوّتهم ويشغلهم بحكّة جلديّة لا تبقي ولا تذر ولا تتيح لهم أيّ مجال للتفكير أو النظر.

واتفقوا على أن يدعوا الاخلاق البشريّة جانبا وحتى المشاعر الانسانيّة عليهم أن يتخلّوا عنها بالكليّة وأن يتحلّى الطرفان بقيم وأخلاق حشرة السوس، لأنها الأجدر والأفضل وهي التي من شأنها أن تكون خير تعبير عن مكنونات الطرفين المتحالفين، فالمطلوب من جماعة بن غفير ومن معه أن يتنصّلوا من كلّ القيم الانسانيّة وهم كذلك، إلا أنّ عليهم يتقنوا قيم الحشرات السوسيّة، وبهذا فقط يستطيعون إلحاق الأذى المطلق بالفلسطينيّ الذي لا يتعدّى كونه حشرة مارقة عدوانيّة، فلم إذا لا نحتكم إلى هذه القيم الشرنقيّة؟ بها فقط نحقّق أهدافنا الصهيونيّة العظيمة مع هذا الانسان الذي ضاقت معه كلّ الحيل!

لم يكتف ابن غفير بما تفتّقت عنه عبقريته من سوم المعتقلين سوء العذاب بكل صنوفه الغريبة من إذلال وضرب وتجويع وحرمان من أبسط الحقوق وضرب لكل التفاهمات المسبقة بعرض الحائط ، بل وصل إلى أن يتحالف مع جراثيم مرض السكايبس ليوظّفه في مصلحة السجون كفرقة إضافية من الفرق العاملة، ثم يطلق له العنان ليفتك بالمعتقلين وليكون أشدّ الفرق بأسا عليهم.

اتفق الطرفان أن يكونوا يدا واحدة وأن يحكموا الوثاق ويهاجموا بكلّ شراسة، خاطبهم بلغته العنصريّة الحاقدة، وطلب منهم أن يستحكموا ويزرعوا مستوطناتهم الجرثومية في كل مكان من أجسام المعتقلين كما يفعل المستوطنون بانتشارهم العظيم في الضفّة الغربيّة، يعربدون ويرهبون ثم يصادرون من الأراضي قممها وما يحلوا لهم فيها ، ليقيموا مستوطناتهم على أنقاض البيوت الفلسطينية. طلب ابن غفير من حشرة السوس أن تستفيد من تجربة حليفهم الاستيطانية، وأخذهم جولة في الضفة الغربيّة كي يجيدوا إقامة المستوطنات السكايبوسيةّ في أجساد المعتقلين، وأخذهم جولة على قطاع غزة وشمال الضفّة وأراهم كيف يدمّر حليفهم وكيف يصنع المجزرة والمقتلة والنزوح والتهجير وكيف يوسّع من مساحة المقبرة، وأراهم كيف يدمّرون المستشفيات ولا يتركون مجالا للصحة ومعالجة من نجى من الموت والقصف والحرق، وأراهم كيف لا يبقى أيّ اعتبار لرحمة بطفل أو مسن أو امرأة، هي الحرب دون شفقة أو مرحمة.

تعلّمت القوات الضاربة لحشرات السوس من حليفها كيف تكون المعركة، استأسدت وضربت أجسام المعتقلين لتقيم فيها كل ما فظّع حليفها في قطاع غزّة والضفة ولبنان وسوريا، هو هناك يقصف بصواريخه وهي في أجساد المعتقلين تنشب أنيابها وتضرب بمخالبها لتزرع آلامها بكل ما أوتيت من قدرات هائلة على التوحّش وصناعة المجزرة. وتعلّمت منه ضرب المشافي لتضرب كلّ إمكانات العلاج، ضربت الخلايا حديثة الولادة كما ضربت جذورها في الأعماق وراحت تدمّر كلّ مقوّمات الحياة لصغيرها وكبيرها.

وكان لحليفها أن يوفّر لها كل مقوّمات النجاح، حدّ من استخدام المياه وحجب عنهم المنظّفات ووفّر البيئة المكتظّة التي تساعد قوات حليفه في الانتشار السريع، وضرب كلّ محاولات وصول المساعدات من أغذية وطعام وشراب تماما كما يفعل في غزّة. وحتى اللباس وكلّ ما من شأنه أن يلحق أيّ ضرر في قدرات الانتشار لقوات حليفه السكايبوسيّة، الملابس الداخلية أوقفها ومنع وجودها بكلّ قسوة وإجرام، ومنع أيّ محاولة ذاتية لتفادي هذا الخطر الداهم من قبل المعتقلين وتعرّضهم للشمس أو التهوية الصحية، كل ذلك يحدّ من خطط حليفه فكان لا بدّ من منعها ووقفها وقوفا تام.

أقول: لا بدّ من فضح هذا التحالف المقيت بين بن غفير وهذه الحشرة المسعورة التي فتكت بأسرانا، ولا بدّ من المقارنة بين رعاية أسرانا ورعاية أسراهم رغم الفارق المذهل في الظرف، الا أنه الفارق المذهل بين أخلاقنا وأخلاقهم.

الامر جدّ خطير وفيه ما فيه من المعاناة القاسية والألم والجريمة الطبية التي تفضي إلى الموت أحيانا كما شخّصت تقارير التشريح لبعض من استشهد أخيرا في السجون، وحتى من اطلق سراحهم أصبحوا يعانون بشكل دائم لاستفحال المرض في أجسامهم وصعوبة العلاج حتى بعد اطلاق سراحهم.