الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ولماذا لا ترشح فلسطين مروان البرغوثي لرئاسة جامعة الدول العربية ؟

نشر بتاريخ: 06/04/2011 ( آخر تحديث: 06/04/2011 الساعة: 10:39 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - كان جورج حبش في سجن المزة السوري عام 1969 حين انعقد المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية ، وكان انصاره يرشحون اسمه للامانة العامة للجبهة وسط استغراب الجميع ، وهم يتساءلون : كيف ؟ كيف يمكن وهو سجين ؟ الا ان رفيقه وديع حداد كان يصرّ على ترشيحه بكل ما في الكلمة من معنى ، وقبل اللحظة الحاسمة وانعقاد المؤتمر ، ذهب وديع حداد ومعه مجموعة كوماندو واختطفوا جورج حبش من السجن ، وحضر الى المؤتمر ورشح نفسه وفاز في الامانة العامة .

فهل يمكن تحرير الاسرى وبينهم مروان البرغوثي هذا العام ؟ وهل نحن متاكدون ؟ وفي حال اننا متاكدون فلا مانع اذن من ترشيح احدهم وليكن مروان البرغوثي لرئاسة جامعة الدول العربية !!


فهو اسير محكم القيد ، وفي زنزانة ضيقة ، امضى حتى الان نحو 20 عاما في السجون الاسرائيلية ، اخرها عشر سنين في انتفاضة الاقصى ، ومروان مثل غيره من الاسرى الفلسطينيين يملك الصفات اللازمة لادارة هذا الموقع العربي المتقدم ... فهو لن يستطيع ان يوحّد الموقف العربي ، ومثل اي رئيس لجامعة الدول العربية لن يتمكن البرغوثي من اصلاح شمال السودان مع جنوبه و، ولا البوليساريو مع المغرب و، لا حماس مع فتح ، ولا قبائل اليمن المؤيدة والمناوئة ، ولا الشباب الاسلامي في الصومال ،ولا منع زواج الاجانب العرب في قطر ، ولن يحلّ مشكلة الفقر في المغرب ، ولا مشكلة الماء في سوريا ، ولا مشكلة القلق الاسلامي في الاردن .
بل ان مروان البرغوثي هو الزعيم العربي الوحيد الذي لن يتهمه احد بالفساد ، فهو لا يأكل سوى 3 وجبات يوميا واذا سوّلت له نفسه وتناول وجبة رابعة فان كاميرات مصلحة السجون ستفضحه امام الرأي العام وسنتظاهر ضدّه حتى اسقاطه في داخل زنزانته النتنة المليئة بالرطوبة . ولن يملك اي امتيازات اخرى .

ولمزيد من الشفافية ، لن يقدم مرشحنا لجامعة الدول العربية اية وعودات قابلة للتحقيق للعرب ، وهو سيتعامل مع الدول الفقيرة مثلما يتعامل مع دول النفط الغنية ، ولن يزور امريكا ولا روسيا ، بل سيبقى في زنزانته راهبا مترعا بالخلوة الاجبارية من اجل التامل في الواقع العربي .

تعتقدونها مزحة وان عربيا مثل مروان البرغوثي لن يكون زعيم جامعة الدول العربية ،؟ حسنا وومن كان يصدق ان الاسير نلسون مانديلا سيكون رئيسا لجنوب افريقيا ؟ او ان لولا ماسح الاحذية سيكون رئيسا للبرازيل ؟

بل ان زعيم عربي اسير في زنزانة ، افضل من زعيم عربي يجعلنا كلنا اسرى للغزاة وللطغاة وللتجّار والفجّار ، نريد زعيم عربي روحه حرّة ، وليس جسده حرّ .