نشر بتاريخ: 14/04/2011 ( آخر تحديث: 15/04/2011 الساعة: 09:36 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - في بحر العرب المتلاطم ، وصلنا الى مرحلة نسمع فيها ونرى ظاهرة " ثوّار الامبريالية " ، حيث يستعين الثائر بالدول الاستعمارية من اجل التخلص من حكومة بلاده ، و" عشنا وشفنا " البيت الابيض واعاونه من الحكّام المرتزقة يديرون الثورات الديموقراطية ويدعمون الثوار بالمال والرجال والسلاح ضد الانظمة المستبدة !!! وتقوم الدول الغنية بتجميد ارصدة الدول الفقيرة !!! والحق يقال انه لا فائدة ان فهمنا ، ولا ضير ان لم نفهم .
قلت لرفيقي الاردني الفنان فيصل الزعبي ( ذنب الكلب سيبقى اعوجا ولن يصح ابدا ) فقال ساخرا : ان العلم تطوّر وبامكان العلماء الان ان يضربوا ذنب الكلب ابرة فيصبح ذنبه مستقيما مثل قضيب الحديد ! فلا تنزعج اذا رأيت الذئب يحرس الاغنام ، ولا تستغرب اذا رأيت الحليم يغضب والجبان يتقدم والثائر يمتقع وجهه من الحيرة . سألته : وكيف نعرف الحقيقة : قال : استخدم قلبك .
وصديقي الاردني اسهب يشرح لي الفرق بين الدكتاتور وبين الطاغية ، فقال ان الدكتاتور شخص ذكي لم يعد يتحمل المستوى المنخفض لمن حوله فاخذ يمارس دكتاتوريته عليهم لانه يعتقد انه أذكى منهم ، مثل ادولف هتلر وجوزيف ستالين وغيرهما ، اما الطاغية فهو شخص غبي يشتري مستشارين مثقفين ويجعلهم مستشارين ويزني بواسطة افكارهم بالاخرين، يملك حظا اقل من ذكاء القطيع فيمارس القوة في فرض وجهة نظره على الاخرين بالقوة ، مثل جورج بوش الصغير ومعظم القادة السابقين في افريقيا والعالم الثالث .
ويرى صديق ثالث ان حبس الرئيس مبارك في مصر قد يدفع باقي الرؤساء للاستماتة على سدة الحكم ، وان يرفضوا بكل حال التنازل عن عروشهم طالما ان هذا هو مصيرهم المنتظر ، وان الثورة المصرية كان يجب ان تسامح وتتسامح لتكمل رسالتها للقادة العرب ان يقدموا استقالاتهم ويجلسوا في منتجعات استجمام ويتركوا الحكم للشعب ، من وجهة نظره .... واضاف : الان لن يقبل اي زعيم ان يترك الحكم طواعية ، وسيقاتل الرؤساء حتى اخر رصاصة عن عروشهم ما سيجعل الثورة اصعب واكثر تعقيدا مثل ليبيا واليمن والبحرين وسوريا . كما قال.
ولعلنا امام اسئلة نظرية صعبة جدا ، ولا نملك اجابات قاطعة عليها ، وليس عيبا ان لا نملك اجابات عليها ، بل العيب ان ندّعي اننا نملك اجابات عليها :
هل يجوز للثائر ان يطلب مساعدة الدول الاستعمارية والامبريالية ضد حكومته ؟
لماذا تقوم الدول الامبريالية بتجميد ارصدة العراق وليبيا وايران والبنوك الفلسطينية والمصرية بحجة مساعدة التحوّل الديموقراطي ؟ ومن سمح لهذه البنوك التي يملكها غالبا اليهود ان تمارس هذه القرصنة على اموال العرب ؟
لماذا لا يتعلم رجال الاعمال العرب " الاغبياء " والدكتاتوريون والطغاة من التجارب السابقة ، ولماذا يضعون اموالهم اصلا في بنوك الغرب التي لا أمان لها ؟ ولماذا لا يستثمرونها في البنوك الوطنية او في البنوك العربية ؟
هل تبقى الدول العربية الغنية ماليا تحكم وتتحكم بجامعة الدول العربية بأموالها ؟ ولماذا تتحكم الدول الغنية في السياسة والاقتصاد والمؤسسات الدينية والتراث والاعلام وكأنها عبودية من نوع جديد؟ على اعتبار انها نجحت في ادارة بلادها اصلا لتدير باقي مستقبل الدول الاخرى !
لماذا لا ينشر موقع ويكليكس اي اسرار عن اسرائيل ؟ ولماذا تغيّر كل شئ فينا ومن حولنا الا اسرائيل ظلّت هي دولة الاحتلال الوحيدة التي يسعى الناتو ودول العالم الغربي لحماية مؤخرتها ! وكيف لايخجل الرئيس الامريكي وهيلاري خارجيته عن التشدّق بحقوق الانسان والحرية في حين تحظى اسرائيل بالفيتو الامريكي ؟
هل يعقل ان يكون لتر البنزين في اسوقنا نحن العرب أصحاب النفط يساوي دولارين ويكون في بلادهم بعشرين سنتا ؟ ومن هو اللص ؟ هل حكامنا هم اللصوص ام ان قادة الغرب هم اللصوص الذين يمتصون دمنا ويدّعون مساعدتنا على الانعتاق نحو الحرية ؟
هل يصدّق العالم ان ثورة الجيل العربي الجديد يمكن ان تقف عند تغيير الرؤساء العرب وتجميد ونهب ارصدتهم على يد بنوك الغرب ؟ وانها لن تنقلب لتحرير فلسطين وانهاء الاحتلال وصفع سادة الغرب الغافلين على وجوههم مثلما حدث في جنوب افريقيا ؟
اذا كان بعض القادة العرب دكتاتوريون ، واذا كان بعضهم طغاة ، فان الاحتلال الاسرائيلي اسوأ من كل دكتاتوريات ومن كل طغاة العالم ، والنصر لنا ان اجلا ام عاجلا ، ولبعرف الرئيس اوباما انه اصغر من قضية فلسطين بكثير ، وان يعرف القادة العرب انهم مجرد مؤتمنون على فلسطين وليسوا قادرين على التنازل عنها ابدا .وسنرفع هذا العام علم دولة فلسطين فوق مساجد القدس وكنائس القدس ، وسنحقق ان اجلا ام عاجلا رؤية الزعيم المؤسس ياسر عرفات ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه لاول مرة وليتبّروا ما علوا تتبيرا ، ان الله لا يخلف وعده ) صدق الله العظيم .