نشر بتاريخ: 16/05/2011 ( آخر تحديث: 16/05/2011 الساعة: 18:28 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - في كل عام ومنذ عشرة اعوام ، يعقد منتدى الاعلام العربي في دبي بحضور اكثر من الف صحافي في العالم العربي ومن المهتمين بشؤون العرب ( المستشرقين ) ، ويعتبر هذا المنتدى من اغنى المؤتمرات العربية الاعلامية على كثرة عددها ، ولمن يذكر فقد توقّع هذا المنتدى قبل عام ان حراكا هائلا سيحدث في العالم العربي ، ففي دورته السنة الماضية استضاف القائمون عليه العالم المصري الدكتور احمد زويل ، وكنا نشرنا ارقاما واحصائيات تشير الى حجم الخلل في الجسم العربي والخلل في العلاقة بين الاعلام والشعوب ، بل ان الدكتور زويل انتقد الصحافة بشكل لاذع وحينها كتبنا في معا ( عالم يساوي الف اعلامي ) ورغم ان العنوان كان قاسيا الا انه كان يعبر عن اجواء المؤتمر نفسه .
وهذا العام يستضيف المنتدى اكثر من 1200 من الاعلاميين العرب بينهم رؤساء تحرير وكبار الاعلاميين والنجوم . كما يلقي كلمة الشرف رئيس الوزراء المصري الى جانب حضور اعلام التواصل الاجتماعي . ويحمل المنتدى عنوان " الاعلام العربي وعواصف التغيير " في اشارة للثورات التي تحدث في العالم العربي وسقوط بعض الانظمة وهل كان الاعلام الفضائي سببا في ذلك ام انه ركب الموجة وحاول استغلال الفيس بوك والتويتر لصالحه حتى لا يجلس مشلولا مثل الاعلام الرسمي ؟
اول جلسة ستتناول الاعلام الاكثر قربا ومعناه ان الجمهور لم يعد يرغب ببرامج تأتيه من بعيد بل يريد ان يعرف ماذا يحدث في حديقة بيته وهو ما يعزز المبادرات الفردية وظهور شركات الانتاج .
كما خصّص المنتدى ورشة عمل خاصة للحديث عن الاعلام الاردني !! واختار عنوانا ( الاعلام الاردني مخاض ولادة ام عسر هضم ؟ " حيث شهد الاردن مؤخرا زيادة غير مسبوقة في عدد الصحف والمجلات والاذاعات والفضائيات والمواقع الالكترونية ، وتقدمت الصحافة لتلعب دورا مهما في صياغة مستقبل الاحداث . وتقول اوراق المؤتمر ان اجواء الاردن اعلاميا لا تزال تسمح للشائعات ات تصبح اخبارا .كما نا هناك ورشة عمل حول الاعلام المصري وتجربته المنفرده في ثورة يناير وهل يمكن نسخها في دول عربية اخرى ام انها نكهة مصرية خالصة لا يمكن استنساخها وان كان من الممكن التعلم منها .
موضوع ثالث هو العيادات الطبية على الهواء مباشرة حيث تستضيف الفضائيات اطباء يصفون الدواء للمرضى بمجرد ان يستمعوا الى المريض عدة دقائق ؟ وهل هذا جيد وافضل من عدم المعرفة اساسا ام لا ؟ ولماذا تقوم نقابات الاطباء العربية بمقاضاة بعض الفضائيات على ذلك بتهمة انها تهدد حياة الناس للخطر . وان هذه الفضائيات لا يهمها سوى نسبة المشاهدة والدعايات .
كيف ستكون ملامح الوطن العربي الجديد بعد الثورات ؟ هل ستكون افضل ؟ وما هو دور الاعلام ؟ ومن هم هؤلاء الصحافيون والاعلاميون الذين صاروا يتحكمون بحياتنا ، بعد ان اصبحت الذبذبات اقوى واخطر من الدبابات ؟
وهل انتهى عصر الاسرار ؟ بعد ان اطلق موقع ويكليكس ملايين الصفحات عبر الانترنت وراحت تقلّده مواقع ومؤسسات عربية اعجبتها الفكرة .وبصرف النظر عن دقة المعلومات واذا كانت " ملغومة " ام لا . فانها تعجب الجمهور الذي يطلب المزيد والمواقع العربية تنشر وتنشر وتنشر !
هل كانت قصة ويكليكس عملية اختراق امريكية ناجحة للوطن العربي ؟ ام انه اساسا مخترق ولا يحتاج الى اختراق ؟ هل تلاشى الخط الفاصل بين الحرية والمسؤولية ؟ ومن الذي يحدد خطورة المعلومة على امن المجتمع بعد ان صار ضباط المخابرات يخافون من الصحافي وليس العكس ؟وهل الخط الاحمر الى زوال حيث ان كل وسيلة اعلام تستطيع ان تبث ما تريد وقتما تريد وكيفما تريد واين تريد ؟ وما العيب في ذلك ؟ علما ان الاصدار الثالث لتقرير نظرة على الاعلام العربي 2009- 2013 يقول ان اخبار الترفيه لا تزال تحظى بحصة الاسد من المشاهدين العرب يليها الرياضة والسياسة في المرتبتين الثانية والثالثة .
الشباب يشكّلون ما نسته 70% من المجتمعات العربية فهل الثورات جعلت صورة العربي افضل امام ذاته وامام العالم ؟ ام ان هؤلاء الشباب منغمسون في عالم افتراضي لا اساس له من الواقع ؟
والاخطر والاهم من كل ما ذكر / كيف بات العالم ينظر للمواطن العربي ؟ حيث قامت شركة ابكو العالمية المتخصصة في مجال استشارات الاتصال والعلاقات والسياسات العامة باعداد استطلاع رأي دولي استهدف 300 شخصية مؤثرة وسألتهم عن رؤيتهم وانطباعاتهم عن صورة الانسان العربي بعد التظاهرات الاخيرة ، وسيقوم المستشار الاستراتيجي لشركة ابكو بالكشف عن النتائج خلال المنتدى . علما ان صورة المواطن العربي ترواحت بين شعوب العالم في وسائل الاتصال من صحف واذاعات وتلفزة وكتب ومسرح وفن انه يحمل صفات العنف والتخلف والهمجية وهضم حقوق المرأة والغدر وقلة الوفاء والنفور من الحداثة والعصرية .
ولا تزال بعض الجهات تعتبر العربي انه سوقي همجي لا يقبل الحضارة ويحب العيش في التخلف ومتشرد ومتسول ومدّعي ومزايد على الشعوب الاخرى والحضارات الاخرى .
منتدى الاعلام العربي منتدى علمي عصري هام ، ومن المؤتمرات التي لا يندم اي كاتب او صحافي على قراءة اصداراته واوراق بحثه لانه بكل بساطة مجهود عقلاني هام لنخبة من قادة الاعلام ومريدي التغيير البناء . مع ملاحظة انه وللسنة الثانية على التوالي لم اجد اي مسؤول اعلامي فلسطيني يجلس على المنصة ويتحدث عن تجربة الاعلام الفلسطيني الغنية جدا في هذه المضامير ، وان وجود الصحافيين الفلسطينيين كان في الحضور ... والحضور بحد ذاته ، بل ان الاستماع بحد ذاته فرصة نادرة ، حتى لو كان عبر قنوات الامارات التلفزيونية التي تبثّ ورشات العمل .