نشر بتاريخ: 01/06/2011 ( آخر تحديث: 01/06/2011 الساعة: 21:54 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - عن احمد عن خالد عن وصفي عن حمدة عن مريم عن وائل عن سعاد عن عبد الباسط عن خلف عن سلامة عن جمعة عن خميس عن معالي رواد الفيس بوك عن سعادة رواد التويتر عن نيافة اصحاب التشات ان الحكاية بدأت بمكالمة هاتفية بين معلمة مدرسة من درعا وبين صديقتها في القاهرة وان المخابرات السورية حفظها الله قاهرة لشعبها كانت تتنصت على هذه المكالمة .
وعن شهود العيان وزرقاء اليمامة ، وشيوخ الكوبة والديناري في عالم الذبذبات ، ان اطفالا ابرياء بعمر عشر سنوات او اقل كانوا يكتبون بالطبشور على جدران درعا عبارات ( سياسية استراتيجية هامة) فانتفضت المخابرات السورية واعتقلتهم ... فاختلط الحابل بالنابل بالفستق مع بزر البطيخ فاندلعت ثورة في سوريا لها اول وما لها اخر .
وعلى ذمة الرواي يا كرام ، يا اهل الحق في كل مقام ، يا اصحاب الالباب والياقات النظيفة ، ان معملة من درعا ولا ضير ان نقول ان اسمها لطيفة ، كانت تتحدث مع صديقتها في مصر وريما كان اسمها عفيفة ، تتحدثان عن انتصار الثورة المصرية على حسني مبارك ، فخرجت من لسان لطيفة عبارة " مبروك وعقبال عندنا " . ولان المخابرات العربية تسمع جيدا ما تريد ولا تترك شاردة او واردة للصدفة او لزلات اللسان . استدعت المعلمة للتحقيق ورمتها في السجن العتيق ، وبدأ التحقيق معها بتهمة النوايا المبيّتة لقلب نظام الحكم الديموقراطي في سوريا . واشتد التحقيق ولم تنفع توسلات المعلمة ولا استغاثتها في العودة الى البيت وباتت سجينة في زنازين المخابرات السورية تحت طائل المسؤولية .
وعلى ذمة الراوي ، وربما يكون هذا هو بن عم الراوي الاول ، انه وفي نفس اليوم كان مجموعة من الاطفال والصبية "يخربشون " على جدران الحي ، وبتأثير من شاشات التلفزيون وثورات الفيس بوك التي هطلت علينا ، كتب الاطفال عبارة : اجاك الدور يا دكتور " . وبما ان المخابرات السورية لا تفوتها فائتة ، ولا تطير منها شاردة ولا واردة ، جرّت دورية ليلية لاعتقال الاطفال والتحقيق معهم ، وبعنف شديد ، اراد المحققون ان يعرفوا من اين جاء الاطفال بهذه العبارة ، ومن هي الجهة السياسية التي حرّضتهم ليكتبوها . ولم يخطر ببالهم ان تأثير البث التلفزيوني وما يشاهده الاطفال على شاشات التلفزيون اقوى الاف المرات من تأثير المحرّضين والاحزاب السورية المعارضة التي تنام منذ 30 عاما على وسادة واحدة !!
وعلى الفور تحرّك اهل الخير والمصلحين الاجتماعيين ورجال الصلح وشيوخ العشائر ، وجرّوا " جاهة " على مقر المحافظ هناك ، وبكل توسل مؤدب طلبوا منه التدخل للافراج عن الاطفال وعن المعلمة وان تكون الرحمة هي سيدة الموقف . لكن المحافظ ، كان محافظا جدا فصرخ في وجوههم وطردهم من المكتب شرّ طردة ما كسر بخاطرهم .
وامام بكاء امهات الاطفال ، وتوسل النساء عاد شيوخ العشائر مرة اخرى الى مقر المحافظ وطلبوا الرحمة للاطفال ، لكن المحافظ " النبيه " رفض الوساطات وطردهم بكل خسة من مكتبه .فراح شيوخ العشائر على مقر الامن يتوسلون ان تحفظ الدولة ماء وجوههم وان يطلقوا سراح المعلمة والاطفال . الا ان المسؤوليين الامنيين في درعا كانوا اكثر دناءة من المحافظ . فطردوا شيوخ العشائر ووجوه الخير .
وبعد ايام من تأزم الازمة . افرجت دولة سوريا العظيمة عن الاطفال واذا بهم قد تعرّضوا للتعذي وتحطيم الاظافر وقد شبع المحققون الساديون فيهم ضربا وعنفا . وحين اطلق سراح المعلمة كانت بحالة يرثى لها وقد تعرّضت للتعذيب والاهانة ما بعدها اهانة . فصاحت نساء درعا على رجال القوم بعبارة لها في نفوسهم وقع الخناجر وقالت النسوة ( يا حيف ) وهي عبارة ان قالتها نساء حوران فان رجال حوران يفضّلون الموت على عدم الرد فصاح الرجال على نسائهم : طاب الموت .
فخرج اهالي الاطفال واهالي عشيرة المعلمة في تظاهرة لرد الكرامة وهتفوا ضد المحافظ وضد التعذيب انتصارا لاطفالهم وللمعلمة المسكينة ... لكن المحافظ " الغبي " لم يفهم الصورة . ورجال الامن الاكثر غباء كانوا مثله ، ففتحوا النار على التظاهرة وسقط نحو عشرة قتلى وسال الدم واشتعلت النفوس بوقود الانتقام . ومنذ ذلك الحين وسوريا تشتعل وتغلي . فعرفت دمشق بالحادثة وارادت ان تدعو رجال العشائر لمراضاتهم على طردهم من مكتب المحافظ . لكن اهالي درعا كانوا نسوا قصة الطرد وعاشوا جنازات عشرة من ابناء البلد . وفي كل مرة كانت دمشق تتأخر خطوة في الاعتراف بالذنب والناس تتقدم باتجاه الرد على الظلم اكثر واكثر .
واللافت للانتباه ان المعلمة التي صاحت يا حيف .... سطرت دون ان تدري صفحة جديدة في تاريخ بلاد الشام ، فجاء سميح شقير وغنى اغنية يا حيف تيمنا بما حدث ودخلت سوريا منعطفا هزّ عرش الاسد .
امّا ما كتبه اطفال بعمر عشر سنوات ( اجاك الدور يا دكتور ) فصارت حقيقة ، ودخل الاطفال التاريخ وخرج المحافظ وضباط امن درعا من التاريخ .... وسواء اعجبت الرواية احد او لم تعجبه ، فهكذا هو التاريخ .لانها قصة حقيقية .