نشر بتاريخ: 30/06/2011 ( آخر تحديث: 30/06/2011 الساعة: 22:22 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - رغم انتقادي لشكل تعامل الحكومات الفلسطينية مع الخطاب السياسي الفلسطيني وطريقة تسويقه خارجيا بشكل جميل ، واهمال تسويقه داخليا بشكل لائق ، الا ان الامر لا يعدو عن كونه نقدا فنّيا لا يرقى الى مستوى الاختلاف في التفكير .
ولان "قصة سبتمبر" اصبحت الشغل الشاغل للكتّاب والمفكرين والسياسيين وعناوين الصحافة ، يلتبس الامر على البعض ، وما بين مفرط في التفاؤل ومغرق في التشاؤم . يصطدم الواقع الاحلالي الذي يمارسه الاحتلال بامال وطموحات الشعب الفلسطيني. ولذلك يجب تحديد الاطار العام لشهر سبتمبر قبل ان يتحوّل الى خيبة امل اخرى.
ان "حفلة سبتمبر" مجرد خطوة رمزية ستقوم بها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية امام الامم المتحدة من اجل سحب اعتراف بدولة فلسطين المستقلة . وسواء نجحنا من خلال التصويت في الهيئة العامة ، او فشلنا امام مجلس الامن بسبب الفيتو فان الامر لا يخرج عن هذا الاطار . وهي معركة سينمائية رمزية لا مندوحة عنها لكنها ليست " ام المعارك " ولا اّخر صولاتنا في هذا المضمار . ولن يصحو المواطن الفلسطيني فيجد الاحتلال قد انسحب عن الحدود او ان سيارات الامن الوقائي تقف باب العامود في القدس .
ان العالم الذي نعيش فيه ، يحكمه الاقوياء والتجّار واصحاب الكارتيلات الصناعية ، ونحن شعب صغير وفقير ومحاصر . وبالتالي فان الولايات المتحدة الامركية وربيبتها الدلّوعة اسرائيل ستحاولان الاستهانة بحقوق الشعب الفلسطيني، ولا نعتقد ان الكوري بين كيمون امين عام الامم المتحدة سيجرؤ على الوقوف في وجه امريكا لاعطاء الفلسطينيين حقوقهم. لكننا مؤمنون ومتأكدون ان التاريخ سيد نفسه ، وان كان لا يخلو من المؤامرات الا ان التاريخ ليس خادما عند الرئيس الامريكي .
ماذا سنكسب في سبتمبر وماذا ستخسر اسرائيل ؟
سنكسب انفسنا وارادتنا الحرة، وسنفاخر في كل مكان اننا فلسطينيون ونرفع رؤوسنا امام اطفالنا وامام العالم لاننا ثورة حق وارادة خير ، وسيخسر الامريكيون والاسرائيليون ذواتهم امام انفسهم وامام اطفالهم وستنزل عليهم لعنة التاريخ كاحتلال حقير يتحوّل الى كيان مخاطي مقرف لن يوفر الامن ولا راحة البال لليهود في هذه المنطقة حتى لو اعلنوا عن انفسهم امبراطورية يهودية وليس مجرد دويلة يهودية .
سنكسب ثقة اصدقائنا في العالم من امريكا اللاتينية وافريقيا واسيا واوروبا وجزر المحيطات ، وستعرف شعوب العالم بأن هذا الجيل الفلسطيني الذي رفض العنف ونبذ التفجيرات قد حاول كل جهده من اجل تحقيق دولة حضارية بأساليب حضارية لكن الخنزيرية الامريكية والاوتوقراطية اليهودية العفنة منعت ذلك .
سنكسب المؤسسات التي انشأناها على هذه الارض وتبقى للاجيال من بعدنا ، ونكسب براءة الاختراع لفكرة اننا شركاء في الحضارة الانسانية ومساهمون في حضورنا الراهن ولسنا متسولون على ابواب المانحين ،وليعرف العالم لولا الاحتلال لكانت فلسطيني من الدول المانحة للدول الفقيرة وليست من الدول التي تطلب الدعم .
سنسجل في دفتر التاريخ ، اننا سننتصر سواء اخذنا دولة من الامم المتحدة او دولة من خلال المفاوضات . وسيعرف كل اسرائيلي في بيته وهو يشاهد التلفاز ان القيادة الفلسطينية من مختلف الفصائل اوقفت منذ عام 2005 التفجيرات والعمليات بنسبة 100% تقريبا وان حكوماتهم هي التي أضاعت فرصة السلام والعيش الكريم . واننا لسنا جبناء بل ان ثقافتنا وحضارتنا هي التي تمنعنا من قتلهم ، واننا نعترف امام العالم أننا فشلنا في محاربتهم عسكريا لاننا نرفض في داخلنا ان نفجّر اسواقهم ومدارسهم وشوارعهم وحافلاتهم وتوجهنا الى الامم المتحدة نطالب بالعدالة المتأخرة والتي تحوّلت الى اسوأ من ظلم عاجل .
نحن المنتصرون ... سواء اقمنا دولة او لم نقم دولة ، سواء كان لنا حكومة يرأسها فياض او يرأسها هنية او يرأسها احمد سعدات ومروان البرغوثي ، نحن المنتصرون لاننا هزمنا اسرائيل ثقافيا وسياسيا ودبلوماسيا وحضاريا وعلميا وتاريخيا وجغرافيا وديموغرافيا وادبيا . وسنكتب في دفتر التاريخ ان الاسرائيليين يحاولون قدر الامكان ان يجبرونا على ان نقتلهم ونقتل اولادهم لكننا رفضنا ذلك وتوجهنا للامم المتحدة .