الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتحدّى اسرائيل أن تلغي اتفاقية اوسلو

نشر بتاريخ: 27/07/2011 ( آخر تحديث: 27/07/2011 الساعة: 21:56 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - لكل واقعة في التاريخ بعدان اساسيان هما المكان والزمان ، واذا اردنا ان نقيّم اتفاقية اوسلو لوجب علينا الاخذ بعين الاعتبار الظروف المعيارية التي كان يعيشها الشعب الفلسطيني بداية التسعينيات ، والعوامل الدولية والعربية والمحلية التي دفعت القيادة الى توقيع الاتفاقية في تلك الفترة ...

اسرائيل ومن باب الحرب السيكولوجية على الشعب الفلسطيني قامت بتسريب تهديدات من مكتب نتانياهو ، وانها قد تلغي اتفاقية اوسلو اذا ذهبت قيادتنا الى الامم المتحدة ، ونحن نتحدّى اسرائيل ، ونتحدّى امريكا من ورائها ان تقوما بالغاء اتفاقية اوسلو . وحتى لا يتحوّل الامر الى مناكفات شفوية فان اتفاقية اوسلو لا تعدو الان عن كونها جبل ملح على ظهورنا ، فاسرائيل قامت بنزع دسمها وحوّلتها عن طريق المبعوثين الامريكيين الفاشلين الى مجرد اتفاقية أمنية لا ترقى الى مستوى طموح الشعب او تطلعاته . ما يأخذنا الى السؤال المباشر : هل نحتاج الى خارطة طريق جديدة ؟ ام نحتاج الى طريق جديد ؟

ويبدو اننا نحتاج الى طريق جديد ، فامريكا التي تقترب من الافلاس بعد ان وصلت مديونيتها الى 15 تريليون دولار ، تكاد ان تعلن افلاسها في الثاني من اغسطس القادم اي بعد اسبوع فقط ، وهي الان منشغلة بالهجوم على معمر القذافي ولن تتردد في استخادم اسلحة محرّمة دوليا وانتهاج كل السبل الشيطانية من اجل ذبح القذافي ونهب النفط الليبي بعد ان قام حلف الناتو بالتسبب في افلاس خزائن قطر والامارات في الاشهر الماضية بحرب ضد ليبيا .. ولذلك نرى امريكا لا تهتم بسوريا ولا بفلسطين ولا بالاردن ، وهي تهتم فقط بالدول الغنية بالنفط لانها تحتاج الى نقل خزائن هذه الدول الى واشنطن ، فعلاقة امريكا بالدول العربية هي علاقة الذئب بالغنم ، وسواء اراد الزعماء العرب ان يعرفوا او انهم يفضّلون اغماض عيونهم فان هيلاري كلينتون لا تحترم احد فيهم ولا تريد سوى خزائن المال العربي ... وهي تفضّلأ زوج ابنتها اليهودي على كل زعماء العرب .

واتفاقية اوسلو قامت على اساس الارض مقابل السلام ، وبعد نحو 20 عاما لا نرى ان اسرائيل اعطتنا الارض ولا أعطتنا السلام بل ان الاحتلال الاسرائيلي تحوّل الى ارخص احتلال في العالم ، واسرائيل ايضا منشغلة الان بأزماتها المالية ، وستثبت الاشهر القادمة ان هذا التضخم في الدول الرأسمالية وبينها اسرائيل مجرد وهم مالي بنكنوتي لا اساس له على الارض ، وان دخول اسرائيل في هاي تك والمضاربات المالية كان اكبر خدعة اقتصادية في السنوات العشر الاخيرة ، وكما تنوء امريكا الان تحت الديون فان اسرائيل تبلل سروالها من الخوف ومعها عدد من دول اوروبا الغربية بانتظار ان تصلها ازمة المالية .

ان الخدعة التاريخية الاكبر في العشرين سنة الماضية لم تكن اوسلو فحسب ، وانما خديعة حرب الكويت وتوريط صدام حسين فيها ومن ثم نهب خيرات الكويت وتدمير العراق ونهب خزائنه ، والمؤامرة التي جرت على اوروبا الشرقية الغنية بالخيرات والارض الخصبة والادّعاء ان اوروبا الغربية تريد مساعدتها على الانتقال من الاشتراكية الى الرأسمالية ، فترى شباب وبنات اوروبا الشرقية من رومانيا وهنغاريا وبلغاريا وغيرها يعملون في غسل الصحون في عواصم اوروبا الغربية ليأكلوا هامبورجر ويضعوا اوشاما على اكتافهم ويغرقوا في ديون البنوك الواوربية التي نهبت اروبا الشرقية ، نهب الزراعة والارض البكر والعلماء والاسرة الهادئة الوديعة التي كانت تفاخر بها .

والربيع العربي ، ليس ربيعا للعرب ، وانما تقصد امريكا انه الربيع الامريكي الذي سيمكنها من الدخول الى خزائن الدول العربية ونهبها ، وتجميد مئات مليارات الدولارات بحجة مكافحة فساد الزعماء .

نحن ذاهبون للامم المتحدة ،واذا لم تنجح هذه المرة ، سنذهب مرة اخرى واخرى ، ولن تجدي تهديدات اسرائيل وامريكا بثني الموقف الفلسطيني ، والخبر الاكثر ايلاما ان السلطة الفلسطينية تحظى بسمعة التسوّل وانها تطلب كل شهر عدة عشرات من الملايين لدفع الرواتب ، الا ان حقيقة الامر ان امريكا هي التي تشحد الان راتب رئيسها وموظفيها ، واسرائيل هي التي تشحد كل عام 12 مليار دولار للوقوف على رجليها . ولو ان الاحتلال ينصرف عن حدودنا وينقشع عن سمائنا لكانت فلسطين الان من الدول التي تساعد الدول الفقيرة وليس على حالها هذا .