نشر بتاريخ: 06/08/2011 ( آخر تحديث: 06/08/2011 الساعة: 13:19 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - في اطار جولاتنا حول العالم لنيل اعتراف الدول بدولة فلسطين ، قال لنا زعيم كبير في دولة اجنبية كبيرة : ان بلادي ستعترف بدولة فلسطين في الامم المتحدة وسنقف معكم ومع الشعب الفلسطيني ، لكنني لا افهم بعد كيف ان دولة عربية مثل لبنان لا تعترف حتى الان بدولة فلسطين !!!! واستطرد قائلا وهو يقلب الامر في رأسه " انا لا افهم الامر . انه امر معيب ان تكون دولة عربية لا تعترف بفلسطين وانتم تأتون هنا في اقاصي الارض تطلبون منا ان نعترف بدولتكم " .
وفي تلك اللحظة لم يكن اي مسؤول فلسطيني يملك اية اجابة مقنعة ، ولاذ الجميع بالصمت ، فلامر مخجل ومحرج ومعيب ، ولا يوجد اية مبررات يمكن ان نقدّمها للدول الاجنبية ، ولا يوجد اية اجابات يمكن ان نشرحها لابناء الارض المحتلة واهل القدس الذين يتعرضون للعذاب في كل يوم ويكافحون من اجل الدفاع عن عروبة القدس ويدافعون ضد التهويد المحموم في ارجاء المدينة .
وبغض النظر عن مواقف رؤساء لبنان الثلاثة - لبنان دولة لها 3 رؤساء هم رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس الدولة - فاننا لا نرى اي اجابة منطقية يمكن ان يقبلها العقل لتفسير الموقف اللبناني ، ونجد انفسنا في كل مكان في العالم محرجين من الموقف اللبناني ، وان كنا تغاضينا عن الظروف المزرية والا انسانية التي يعيشها اللاجئون هناك ، ولم نكتب عن حالة الهوان التي يعيشها اهلنا في مخيمات لبنان ، فاننا لا نستطيع التغاضي عن هذا الموقف الكارثي لحكومة لبنان .فهل نسألكم ام نسأل نهر العاصي ؟
ولبنان التي حررت نفسها من الاحتلال بدم الشهداء الطاهر ، لبنان التي تشتهر بالمثقفين واساتذة السياسة والمبدعين والثوار واصحاب المبادئ من كل الطوائف ، لا تحتاج الى تنبيه ، ولا تحتاج الى مقالات طويلة للتعبير عن حالة الصدمة التي نعيشها الان من موقفهم ، بل تحتاج الى كلمة عتب من اخ لاخيه ، من الاخ الفلسطيني الذي روى بدمه تراب كل ضيعة في لبنان وكل حارة من حارات بيروت ..
في السادس عشر من هذا الشهر سيتوجه الرئيس الفلسطيني الى بيروت لبحث الامر مجددا ، ورغم ان النقّاد هنا يؤكدون ان لبنان لا بدّ ستعترف بدولة فلسطين طالما ان سوريا اعترفت قبل اسبوعين بدولة فلسطين ، الا ان هذه الاجابة لوحدها لا تكفي ولا تشفي غليلنا ، فنحن لسنا بحاجة الى صوت لبنان في الامم المتحدة فحسب ، وانما نحتاج الى شقيق نشعر باخوته ومحبته وخوفه علينا وهو يسارع الى تضميد جراحنا حين يرانا ننزف .ونحن لا نرجو لبنان ان تعترف بنا بل نطالبها ذلك باسم الاخوة والعروبة .
عتبي على الروشة وقلعة الشقيف ، وعتبي على صيدا وصور وبعلبك ، عتبي على الشيخ والراهب والسني والشيعي والدرزي وعتبي على كل مثقف لبناني ، بل عتبي على نهر الليطاني والحصباني .
أخي، قُمْ إلى قبلة المشرقيْـن..لنحمي الكنيسة والمسجـدا
أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغمـار َ.. دمًا قانيًا و لظى مرعــدا
أخي، ظمئتْ للقتال السيوفُ.. فأوردْ شَباها الدم المُصعـدا
أخي، إن جرى في ثراها دمي.. وشبَّ الضرام بها موقــدا
ففتِّشْ على مهجـــةٍ حُرَّة.. أبَتْ أن يَمُرَّ عليها العِــدا
وَخُذْ راية الحق من قبضــةٍ.. جلاها الوَغَى، و نماها النَّدى
وقبِّل شهيدًا على أرضهـــا.. دعا باسمها الله و استشهـدا
فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبابُ.. وجلّ الفدائي و المُفتــدى
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ.. فإمًا الحياة و إمــا الرَّدى