الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محمود عباس . نحن هنا

نشر بتاريخ: 18/08/2011 ( آخر تحديث: 18/08/2011 الساعة: 13:56 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - لا شكّ ان عملية ايلات ( او عمليات ايلات ) قد اربكت وفاجأت الامن الاسرائيلي من عدة نواحي ، وتثبت مرة اخرى ان العقيدة الامنية الاسرائيلية القائمة على اساس حماية الحدود بالقوة والغطرسة ، لن تنجح أبدا . فحتى اعظم الدول واكثرها سيطرة لا تستطيع حماية حدودها بالقوة بل بحسن الجوار والتنسيق . وان اشراف نتانياهو شخصيا على بناء جدار بين مصر واسرائيل مجرد هراء فارغ لا يستحق البحث ، فجدار شارون حول الضفة الغربية فاشل تماما وسبب عدم وقوع عمليات في تل ابيب والقدس هو ان الفصائل والتنظيمات الفلسطينية قررت منذ العام 2005 عدم تنفيذ عمليات وليس ان الجدار قادر على منع اية خلية فلسطينية من تنفيذ مأربها ان ارادت ذلك . ولا ان حواجز الامن الوطني الفلسطيني التي تمنع الاطفال من الوصول الى حواجز الاحتلال قادرة على منع عملية لو اراد المنفذون الوصول الى هذه الحواجز .

ان عملية ايلات تعلمنا الدروس الأمنية والسياسية التالية :

اولا : ان اسرائيل التي تدّعي ان ايلات مدينة محمية جيدا اكثر من تل ابيب وان الاسرائيليين يهربون اليها للاحتماء من صواريخ غزة ولبنان مجرد فرضية فاشلة وان ايلات لا تختلف عن اي مكان اخر ومثلها مثل نابلس والخليل وتل ابيب . وان الدعاية الاسرائيلية على مستوى العالم في الاشهر الستة الماضية والتي تقول ان ايلات اهدأ مكان في العالم مجرد وهم اسرائيلي مثل غيره من الاوهام .

ثانيا : ان الفصائل الفلسطينية اذا ارادت تنفيذ عمليات هجومية في اية مدينة كانت ، تستطيع ذلك اذا ملكت الارادة السياسية لكنها لم تقرر بعد العودة الى العنف وان العمليات التي نراها بين الفينة والاخرى هي مجرد عمليات موسمية من خلايا غاضبة .

ثالثا :ان ردة فعل اسرائيل على عمليةايلات - واية عملية اخرى - معروفة ولا تحتاج الى محللين بارعين ، ورد الفعل الاول والاخير من جانب اسرائيل هو الانتقام من الفلسطينيين ، وهو امر اعتدنا عليه واسرائيل تعرف انه لن يؤدي الى حل المشكلة .

اما من الناحية السياسية فالعملية في هذا الوقت بالذات ، تأتي لتقول لرئيس السلطة ورئيس حركة فتح محمود عباس ( احم احم نحن هنا ، وانت لست اللاعب الوحيد في غزوة ايلول القادمة . وان على الجميع ان يعرف ان هناك قوى وفصائل اخرى على رأسها حماس ستدلو بدلوها في الوقت المناسب وبالطريقة القاسية التي اعتادت اسرائيل عليها ) . تماما مثل عملة الخليل التي قتلت 3 مستوطنين في ايلول الماضي حينما كانت طائرة الرئيس عباس تحط في نيويورك .

وبالتالي فان شهر ايلول ، او معركة سبتمبر الدبلوماسية ،لن تكون سوى ضربة نرد ، ضربة حظ ، يمكن لها ان تؤسس لدولة وبالطريقة الدبلوماسية رغم انف الاحتلال ، او يمكن لها ان تؤسس لدولة فلسطينية بالقوة ، ورغم انف الاحتلال ايضا . واذا كان نتانياهو يعتقد ان محمود عباس هو اللاعب الوحيد في السحة وانها تستطيع ان تفعل به ما تشاء ، فهي واهمة ، حقا واهمة .