السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

امريكا هي الخاسر الاول من معركة سبتمبر .. والايام بينما

نشر بتاريخ: 04/09/2011 ( آخر تحديث: 04/09/2011 الساعة: 11:17 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - يشعر الشارع العربي بالارتباك في اعقاب دعم الولايات المتحدة الامريكية للثورات العربية ، وتوقفها عن دعم الدكتاتوريات الفاسدة . ولم يعد سرّا ان هناك من حمل العلم الامريكي وقام بتقبيله في بنغازي وطرابس ، وهناك من يشعر بالرضا من الموقف الامريكي في تونس ومصر واليمن ورام الله وان كان مشوبا " بالخجل الثوري ". فلم تعد امريكا عند العرب هي الشيطان الاكبر الذي يجب رجمه على يد كل مؤمن ، وقد تبخّرت مؤخرا خطابات بن لادن والظواهري في العديد من العواصم العربية حتى عادت امريكا هي الشقيقة الكبرى لدى البعض ، لكن .

لكن اقدام الولايات المتحدة الامريكية على اتخاذ قرار فيتو ضد دولة فلسطين في هذا الشهر سيعيد الامور الى مربعها الاول ، وسوف يؤدي ذلك الى موجة نقمة وغضب غير مسبوقين من جانب الجماهير الفلسطينية والعربية والاسلامية ، ولا مندوحة عن تخيّل تظاهرات عارمة يحرق فيها العلم الامريكي بكل تشفي ورغبة في الانتقام حين يعضّ الشباب العربي على النواجذ .

وقياسا مع خسارة امريكا لمصالحها وامن مواطنيها في المنطقة ، فان خسارة اسرائيل لا تذكر ، لان اسرائيل وفي أسرع رقم قياسي ، اثبتت للشعوب العربية ان محاربتها افضل واسهل بكثير من مفاوضتها وعقد صلح معها .. ولا يوجد دولة فاوضت اسرائيل الا وندمت على ذلك ، بدء من تركيا الى السلطة الفلسطينية الى الاردن الى مصر ... والايام كفيلة ان تندم دولة جنوب السودان ندما شديدا على فتح سفارة لها في القدس . فاسرائيل تستحق جائزة عالمية في مهارة صنع الاعداء ، حيث لم يبق قبيلة ولا شعب ولا امة ولا حزب ولا منطقة الا وصارت عدوا لاسرائيل .

ان الغضب المتّقد في عيون الجيل العربي الجديد لا يمكن وصفه ، ويبدو ان سفراء امريكا في المنطقة اعتادوا على بوفيهات فنادق 5 نجوم والاكتفاء بلقاء مسؤولي المنظمات غير الحكومية الذين يجيدون اللغة الانجليزية بطلاقة ، ويبدو ان سفراء امريكا والمبعوثين الامنيين لا يعرفون الان يماذا يفكر الجيل العربي الجديد ، وكيف يبدأ غضبه ، وكيف يعبّر عن ذاته .

ومن الواضح ان امريكا تنظر الى العرب على انهم شعوب متخلّفة وفاشلة ، وانها مجرد قطعان من المتظاهرين يمكن لها ان تقطع عنهم وسائل الاعلام والتكنولوجيا ، لكن امريكا لا تعرف ان العرب سينظرون الى امريكا بعد الفيتو على انها هي الشرّ المطلق ، وانها الساحرة البغيضة التي تطير فوق المكنسة وتزرع الموت والشر في كل مكان ، وانها هي التي يجب ان تضرب بالنعال على وجهها ، وما حادثة منتظر الزيدي حين لطم بوش بالحذاء على وجهه في بغداد سوى نموذج بسيط عن غضب الشباب العربي ...

مع امريكا الفيتو والطائرات والصواريخ والغواصات النووية .... ومع الشباب العربي الارادة والحرية و النعال .... والايام بينما .