نشر بتاريخ: 02/10/2011 ( آخر تحديث: 02/10/2011 الساعة: 10:48 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - يجلس بعض الصحافيين ويضحكون كثيرا على بعض القادة الذين ثرثروا باسرارنا واسرارهم للمسؤولين الاميريكيين ، وكيف كانوا يبحثون عن مصالحهم ويقولون كلاما مخجلا جدا !!!
ونتساءل : هل قلّ الاهتمام الشعبي الفلسطيني بوثائق ويكليكس ؟ ام ان الصحف اليومية ووكالات الانباء والمواقع الالكترونية لم تعد تنشر الا ما ندر من هذه الوثائق ؟ الى جانب قيام قناة الجزيرة برفع موقع ويكليكس عن صفحتها الرئيسة بعد ان كشف الموقع الكثير من" الاسرار " التي اشارت الى متانة العلاقة بين المخابرات الامريكية وادارة القناة .
فلسطينيا ، لا تزال العديد من الوثائق الجديدة تثير احراج العديد من المسؤولين والقادة، والذين وجدوا " اسرارهم الصغيرة " التي همسوا بها في اذن السفير الامريكي تنشر على الملأ . ومن بينهم خبراء ومدراء منظمات غير حكومية ومسؤولين ووزراء اعتقدوا في تلك اللحظة انهم يثرثرون مع " صديق " امريكي ونسوا انهم يبوحون باسرار ومعتقدات لعدو سياسي او خصم سياسي في اقل تعبير .
المتابعون بدأب على قراءة الوثائق يجدون كل يوم اسرارا في هذه الوثائق ، وان كثرت التفاصيل الا انها تبقى في نفس الاطار ، الذي يقود الى قناعة بان هؤلاء قد عملوا لمصلحتهم الخاصة اكثر مما عملوا لمصلحة فلسطين ، وحافظوا على مواقعهم اكثر مما حافظوا على احلام شعب وضع ثقته فيهم . فهذا المسؤول يقول للسفير الامريكي عيوب ونقاط ضعف زملائهم !! وهذا يقترح على الاميريكيين ان يطلبوا من قيادتنا ان تفعل هكذا وهكذا وهكذا !! وهذا يتساءل امام المسؤولين الاميريكيين لماذا لا يكون هو مسؤول في الفترة القادمة !!
وينقسم المسؤولون الذين يبوحون بأسرارنا للاميريكيين ، وبشكل اوتوماتيكي تصل للاسرائيليين ، ينقسمون الى نوعين:
النوع الاول شخصيات تعمل اصلا لصالح الولايات المتحدة وتقترح عليها افكارا واسرارا تسئ لفلسطين وتاريخها وقضيتها .
النوع الثاني شخصيات غير واعية سياسيا وجاهلة ثقافيا وتثرثر عن غير قصد امام الاجانب وتكشف اسرار وافكار البيت الفلسطيني .
ومن بين الوثائق الاخيرة التي نشرت أبدت الخارجية الأميركية كذلك اهتمامها بالحصول على معلومات عن موقف القيادة الفلسطينية من واشنطن، ووضع رئيس السلطة ورئيس وزرائه الحالي، ومعلومات عن صحة عباس وفياض ، وتحديد هوية خلفائهما المحتملين، إضافة إلى معلومات عن مواقف القادة الفلسطينيين من خارج الحكومة من الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني، وعلاقة الخلفاء المحتملين لمسؤولي السلطة بالفصائل الفلسطينية وبإسرائيل.
وطالبت الخارجية الأميركية بمعلومات حول العلاقة بين فتح وحماس، وموقف حماس من المصالحة الفلسطينية، وردود فعل الحركة على استمرار مفاوضات السلام، وخطط كل من قادة حماس وفتح لإعادة ربط غزة بالضفة أو استمرار الفصل بينهما، وجهود مسؤولي السلطة لإدراج قادة حماس المنتخبين ضمن إستراتيجيات التفاوض الخاصة بعملية السلام.
وطالبت كذلك بمعلومات تفصيلية عن خطط السفر والمركبات التي يستخدمها كل من قادة السلطة الفلسطينية وحماس، ومعلومات شخصية ومالية عن أبرز قادة السلطة وحماس في غزة والضفة والخارج.
وأبدت الولايات المتحدة كذلك اهتماما بحجم البطالة في الأراضي الفلسطينية وخطط السلطة للتصدي لها، وكيفية صناعة القرار الاقتصادي في السلطة الفلسطينية، وخططها وخطواتها لتطبيق الإصلاح الاقتصادي وموازنتها.
وفي موضوع أجهزة الأمن الفلسطينية طلبت الخارجية الأميركية معلومات عن الخصومات بين قادتها، ومعلومات عن أجهزة الأمن في غزة وقياداتها واتصالاتها والبنية التحية لاستخباراتها، ومؤشرات عملها على مكافحة التجسس التي تقوم بها أجهزة أجنبية في أراضي السلطة الفلسطينية.
واهتمت كذلك بالحصول على تفصيلات عن حجم اختراق ما أسمتها الجماعات الرافضة لبنية الأجهزة الأمنية، وبينها الاختراق الإلكتروني وقدراتها التقنية وأهدافها.
وطالبت الخارجية الأميركية دبلوماسييها بالحصول على معلومات عما سمته "مستوى الفساد لدى قادة فتح وحماس"، و"الأنشطة غير الشرعية" لقادة الحركتين في مجال تهريب الأسلحة والبشر وغسل الأموال، ونقل الأسلحة بصورة غير شرعية مع أفراد إسرائيليين.
ونظرة واحدة على ماذكر انفا ، يشير الى اهمية ان يغلق كل مسؤول فمه وان لا يثرثر مع الاجانب حول اية قضية مهما كانت صغيرة ، وفي حال انه ليست جهة تخصص عليه ان يمتنع عن التباهي والاقتراح والتفكير بصوت عالي امام السفراء الاجانب ... لان هذه المعلومات تذهب مباشرة الى غرف العمليات لتستخدم ضدنا وضد فصائلنا وقياداتنا .