نشر بتاريخ: 12/11/2011 ( آخر تحديث: 12/11/2011 الساعة: 12:28 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - ما حدث في الامم المتحدة بخصوص عضوية فلسطين كان اسوأ من فيتو امريكي معلن ،لانه ببساطة كان فيتو متعدد الاوجه ، وبشكل يجعل الصحافيين والمثقفين في العالم يدرسون من جديد اّهلية امريكا في قيادة العالم ، فهي غير مؤهلة اخلاقيا واداريا وعلميا لقيادة الامم ، تستخدم التجويع والترهيب والتخويف ضد الدول من اجل التأثير على قراراتها واللعب بنتائج التصويت ، ولم يعد مطلوبا من اي فلسطيني او عربي اثبات ذلك ، لان ما حدث في اليونسكو يفوق كل خيال ، ويدلل بالملوس على انحطاط مستوى الاخلاق الامريكي لدرجة مقرفة .
ورغم ان وسائل الاعلام الاسرائيلية ، وفضائية عربية واحدة فقط ، سارعت فورا لاعلان الامر تحت عنوان ( فشل فلسطين في نيل العضوية ) فان العنوان الحقيقي يجب ان يكون ( فشل امريكا في قيادة العالم بشكل اخلاقي ) ,بل ان على الامريكيين واليهود في كل العالم ان يعودوا لقراءة التاريخ ، وكيف تنهار الامم القوية حين تسقط اخلاقها ....
ولا يعتقد احد اننا لا نرى ماذا يحدث في امريكا وكيف تنهار داخليا وتعلن بلدياتها الافلاس الواحدة تلو الاخرى !! وكيف وصلت ديونها الى 15 تريليون دولار ! وكيف تحاول الان لعب دور البلطجية والشبيحة في العالم بقوة الاساطيل والصواريخ ، لكنها تنسى ان العالم لا يقوم على القوة فقط ، ولو ان الساسة الامريكيين يعودون لقراءة كتاب مقدمة بن خلدون لتحسّنت احوالهم وصلح حالهم ، لكنهم لا يقرأون ولا يستمعون سوى لنجوم البلاستيك في هوليوود والمستشارين الارستقراطيين الجهلة في وزارة الخارجية والذين اقنعوا اوباما ان العالم لا يفهم سوى لغة القوة فقط ...
لقد انتصرت فلسطين في الامم المتحدة كما انتصرت في اليونسكو ،لان 6 مليار ونصف المليار نسمة يؤيدون فلسطين من اصل 7 مليار نسمة على وجه البسيطة . ورغم ضغط هيلاري كلينتون ومن معها على الدول من اجل منعها بالقوة من التصويت لفلسطين ، فقد انتصرت القضية الفلسطينية و اعلنت البرازيل والصين والهند ولبنان وروسيا وجنوب افريقيا ونيجيريا والغابون تأييدها للطلب الفلسطيني . امّا المانيا و البرتغال وفرنسا والبوسنة وكولومبيا فقد امتنعت في حين صوّتت بنما وامريكا ضد فلسطين .
سياسيا ودبلوماسيا واخلاقيا وحضاريا وثقافيا انتصرت فلسطين ، فيما انكسرت هيبة امريكا في كل المجالات المذكورة ، ونستطيع ان نقول ان يوم 11.11.11 وهو يوم ذكرى تسميم ياسر عرفات ، يتحوّل الى يوم سقوط الاخلاق الامريكية في مستنقع الاجرام السياسي . ومن الان فصاعدا على الرئيس اوباما وزبانيته في الخارجية الامريكية ومن وقف معهم من وسائل اعلام ان يطأطؤوا رؤوسهم حين يتحدث اي صحافي في العالم عن الحرية والاخلاق ... ولولا ان تمثال الحرية ( تمثال صنعته فرنسا لتهديه الى مصر وان يجري نصبه في الاسكندرية لكن وبطريقة غير مفهومة حتى الان ذهب الى نيويورك )، لولا انه من الجماد لقلنا ان على تمثال الحرية ان يطأطئ رأسه في الارض ، او ان تبيعه امريكا الى اية دولة افريقية او لاتينية لانها احق من نيويورك بهذا الشرف الذي لا تستحقه .