نشر بتاريخ: 28/11/2011 ( آخر تحديث: 30/11/2011 الساعة: 21:19 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - طغت اسرائيل وبغت في ازدرائها للفلسطينيين ، الى حد وصل الامررعونة منقطعة النظير في التصريحات والتلميحات اخرها ما ورد على لسان احد مساعدي وزير الخارجية ( ان انهيار السلطة ليس نهاية العالم ) . ولم نسمع اي رد رسمي دولي او عربي على هذا الكلام ، في حين كان الرد المناسب ان يقول العرب لاسرائيل فورا ( ان انهيار اسرائيل ليس نهاية العالم ايضا ) .
وبالاضافة الى ما وصل الامر عليه ، تخلو الساحة من التصريحات التي تشعر المواطن بالكرامة ، الكرامة الوطنية وليست الكرامة الشخصية ، ولا يطربنا ان يكون احد المسؤولين يدافع عن كرامته الشخصية وسجلّه الذاتي او تنظيمه وتغلي الدماء في عروقه اذا ما انتقد احد اداءه ، في حين يتعرض شعبه للاهانة والتحقير يوميا ، فما قيمة ان يكون مسؤول فصيل يدافع عن كرامته الشخصية وحضوره الاعلامي ومصلحة تنظيمه بينما يتعرض الناس كل يوم للاهانة والاعتداء على كرامتهم الوطنية ؟
الجدار من ورائنا ، واسرائيل تهدّدنا كل شهر بالراتب واموال ضرائبنا ، وقد ان الاوان ان يكون الفلسطيني ندا لكل ند . وخصما لكل خصم . وصديقا لكل صديق . واخا لكل اخ ، وان يكون عام 2012 هو عام الندّية ، والعين بالعين والسنّ بالسن ، فمن يهين فلسطين سنهين كرامته ، ومن يشتمنا سنلعن رأس ابيه ، ومن يعتدي علينا نعتدي عليه ، ومن يمارس عدوانا لفظيا اعلاميا علينا سنمارس عدوانا لفظيا اعلاميا عليه ، ومن يدّعي انه حريص على فلسطين وان له حصة في المسجد الاقصى سنقول له ان كلامه صحيح ، ولكن لنا ايضا حصة في بيته وفي نفطه وفي غازه وفي كنوز الذهب في قصره . ومن يحترم فلسطين وشعب فلسطين سنحترمه ونضعه على رؤوسنا من فوق .
الشعب الفلسطيني ليس عنيفا ، وانما هو شعب غاضب من جراء الظلم الذي يقع عليه والحصار الذي يلف كلّ جوانب حياته منذ مئة عام ، واذا استمرت اسرائيل وامريكا في ازدراء ارادة الفلسطيني وكرامته الوطنية فانها بذلك تعمل وبجهد من اجل مواجهة جديدة ، مواجهة ستنقل الربيع العربي الى ساحات وميادين المدن الفلسطينية ، حيث لم يعد الامر يقتصر على الصراع السياسي ، وانما تعدّى الامر الى كرامة الوطن والمواطن ، وفي اللحظة التي يسمح بها نتانياهو لنفسه ان يتحالف مع المستوطنين والمتطرفين والمجانين في حكومته فانه اخر من يشترط على الفصائل الفلسطينية كيف تعمل وكيف تتوحد وكيف تشكّل حكومة .
حماس وفتح وباقي الفصائل اتفقت على طي ملف الخلاف ، وعلى اسرائيل ان تعرف ان هذا ملف فلسطيني داخلي لا شأن لها به ، واذا كان هناك من يقول لاسرائيل وامريكا ان الشعب الفلسطيني يمكن ان يغيّر رأيه في حال جرى حجز الاموال عن السلطة فانه واهم . واذا أسقطت اسرائيل السلطة فانها ستندم على ذلك لان سقوطها هي سيكون اسرع واشدّ .
و نحن خلفاء عرفات ، وهو الذي كان يزداد عنادا مع كل حصار ، فلا تحاصروننا نحن احفاد الحضارة الانسانية العربية الاسلامية ، لا تحاصروننا لاننا احفاد الخوارزمي وبن سينا وبن نفيس وصلاح الدين وطارق بن زياد ، وفي حين ترى الاجيال العربية ثائرة في ميادين وساحات الوطن العربي تراكم عبيدا للبنوك والقروض والربا والتزوير . ولا تثيروا في نفوسنا الرغبة في التحدي اكثر مما نحن عليه ، ولا تجبرونا على الاعتراف بالدولة اليهودية فنرد عليكم بصيحة نبي الصحراء " اسلم تسلم " .