السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مخاوف من حدوث مجاعات في مصر في الاسابيع القادمة !!

نشر بتاريخ: 13/12/2011 ( آخر تحديث: 13/12/2011 الساعة: 12:11 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - بعد سقوط مبارك ، استبشر الناس خيرا ، ودار الحديث علنا عن نموذج مصري صاعد ، ينافس النموذج التركي او الكوري او الايراني في الاقتصادي العالمي النامي ، لكن احدا لم يكن يتصور انه وفي اقل من عام على انتصار الثورة ستكتب الصحف العالمية هذا العنوان ( تفاقم الاوضاع الاقتصادية في مصر ومخاوف من حدوث مجاعات ) .

وفي أول تصريحات رسمية علنية تتحدث عن خطورة الوضع الاقتصادي في مصر، حذر مسؤولون رسميون في مصر من المجاعة !!! وبينما كان الجميع منشغلا بالحديث عن الانتخابات البرلمانية وبروز القوى السياسية والإسلامية خرج رئيس الوزراء المصري معلنا أن الاقتصاد المصري يمر بمرحلة خطيرة تفوق كافة التصورات،وهو امر لم يفاجئ خبراء الاقتصاد ، بل فاجأ المتابعين الاغرار فقط .

وبحسب الخبراء ان مديونية مصر تزداد يوما بعد آخر وعجلة الإنتاج باتت تدور بنصف طاقتها فيما تآكلت احتياطيات النقد الأجنبي لتصل إلى عشرين مليار دولار، فلم يبق أمام حكومة الإنقاذ الوطني سوى الإعلان عن ضرورة إتباع سياسية تقشفية تعمل على تقليص النفقات الحكومية.

ومن شاهد رئيس الوزراء المصري د. كمال الجنزوري وهو يكاد يبكي خلال الحديث عن مستقبل مصر سيعرف ان تصريحاته هي الأكثر حدة والاكثر صراحة منذ قيام الثورة . والغريب ان رد الفعل من الشارع المصري كان متوقعا ، فالمواطن المصري مثل اي مواطن عربي لا يثقبحكومته ويعتقد ان السياسة التقشفية سوف تطال رقاب الفقراء ولن تؤثر في الاغنياء ، ما زاد الطين بلة وزاد القلق على مصير مصر ، ولا يوجد اي عاقل لا يرى خطوة في تصريحات رئيس وزراء مصر حين يقول ( خطر المجاعة ) .

ولو قال رئيس الوزراء المصري" انهيار الاقتصاد المصري " لفهمنا ان اقتصاد مصر سيصبح مثل السلطة يعيش على المعونات الخارجية وبالتالي ارتباط اي قرار سياسي قادم بالمعونات ، بينما يبقى الناس يأكلون مما لا يزرعون ويلبسون مما لا يصنعون مثلنا .... لكن الجنزوري قال ( مجاعة ) وهو امر نفهم منه ان مصر ستصبح مثل الصومال لا سمح الله من الناحية الاقتصادية !


نقطة اخيرة للتفكير ، تركيا وخلال زيارة اردوغان لمصر قبل ثلاثة اشهر اقترحت شراكة اقتصادية مع مصر فما هو مصير هذه الافكار ام انها انتهت بمجرد دعوة اردوغان الى دولة علمانية ؟ كما ان ايران تقترح على مصر ديون 10 مليار دولار ام ان مصر سترفضها لان الشيعة صلوا في مسجد الحسين ؟ وامريكا تشترط مساعدة اقتصاد مصر بتوقيع الاخوان المسلمين على مصالحة مع اسرائيل وتغيير الاخوان لمبادئهم السياسية والايديولوجية والا فان مصر ستصبح مثل غزة تنتظر المعونات الانسانية ؟

الفيسبوك يمكن ان يصنع وعيا جماعيا ، والتويتر يمكن ان يساهم في التواصل الاجتماعي ، واليوتيوب يمكن ان ينقل البث بسرعة ، لكن الدول والحضارات لا تقوم الا على التخطيط العلمي والابداع والحرية .... وعلى مصر ان تقرر وبسرعة كيف ستنقذ اقتصادها لان الخبراء يتحدثون عن اسبوعين الى اربعة اسابيع قبل انفجار الازمة الاقتصادية ، والتظاهرات وسيلة وليست غاية ولا اعتقد ان احدا من قادة الثورة المصرية يعتبر المكوث في ميدان التحرير غاية ومنتهى .