نشر بتاريخ: 02/01/2012 ( آخر تحديث: 05/01/2012 الساعة: 12:36 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - من المشاهد التي تستفز الغيورين على هذا الوطن ان نشاهد . منذ اكثر من عشر سنوات المواطنين والمواطنات ، المسؤولين والمسؤولات ، الخفير والوزير ، العامل ورجل الاعمال ، الفقير والغني يحملون علب السجائر ويحاولون المرور بها من الجانب الاردني الى الجانب الفلسطيني . وهو مشهد لا يليق بكرامتنا كشعب مناضل ولا يجوز ان نلجأ الى مثل هذه الحيل من اجل توفير بعض الدولارات في كل سفرية .تمام مثلما كان العمال المصريون يعودون من العراق والخليج وهم يحملون مروحة بيدهم بعد سنوات عمل هناك .
اننا شعب مناضل قدّم التضحيات الجسام ،ولذلك انا لا أرى ان المواطن يخطئ حين يشتري صندوق السجائر من السوق الحرة في الاردن ( 10 علبة بخمسين شيكل ) لان سعرها هنا في اراضي الفلسطينية اربعة اضعاف ( 10 علبة بين 150 -200 شيكل ) وهو امر معيب على الحكومة الفلسطينية وليس على المسافر . ولو ان الحكومة الفلسطينية تقوم بمعادلة الاسعار مع السوق الاردني والاسواق القريبة لما شاهدنا هذه الظاهرة تصبح جزء من اولويات السفر ، حتى ان قيادات في منظمة التحرير ووزراء ومسؤولين كبار تراهم يحملون مع عشرات الاف المسافرين صندوق السجائر ويمشون به بين الجسرين !! وما يزيد الاستفزاز ان يقوم ضابط الجمارك الاسرائيلي بايقاف هؤلاء المسافرين ومنعهم من ادخال اكثر من صندوق ( 10 علب اذا كان المسافر غاب اقل من 72 ساعة و20 علبة اذا غاب اكثر من 72 ساعة ) .
وما يزيد الطين بلّة هو " ازمة المعسّل " الجديدة ، حيث ارتفعت اسعار المعسّل للارجيلة في الاشهر الاخيرة ، وترى المسافرين الفلسطينيين يحملون في حقائبهم علب المعسّلأ وقد ابتاعوه من الاردن او مصر ... والمفارقة هنا ان الجمارك الاسرائيلية تسمح للمسافر ان يدخل معه 2 كغم معسّلأ ، ولكن الجمارك الفلسطينية لم تسمح سوى بادخال نصف كغم معسل ، فترى جماركنا مؤخرا تصادر نصف كغم معسل من المسافر والمسافرون يصيحون ظلما ويشتمون السلطة ويقولون " الله واكبر اسرائيل تسمح لنا وانتم تمنعون " .
ان قرار مصادرة نصف كغم من المعسل للمسافر امر تافه لا يستحق كل هذه الازمة والاثارة ، والاجدر بالحكومة ان تراعي الظرف الاقتصادي للناس وان لا تتشدّد في مثل هذه الامور ، والا فان المواطن سيحاول كل جهده لتهريب المعسل وهو ما لا يزيد ثمنه عن 4 دولارات ، ويتحوّل الامر الى لعبة القط والفأر . ثم ان السلطة لن تستفيد من الكميات المصادرة لان المعسّل سوف يتعرض للتلف بعد فترة تخزين معينة ويعتقد المواطن ان السلطة تعمل ضد مصلحته وهو امر غير صحيح كما اننا لا نحتاج الى مثل هذه العوامل التشتيتية في هذه المرحلة . فطالما ان اسرائيل سمحت 2 كغم معسل . لتسمح السلطة 3 كغم . وهل تعتقد الجمارك ان الاقتصاد لفلسطيني متوقف على 100 كغم معسل في الشهر ؟؟؟؟
ونقول لدولة رئيس الوزراء د.سلام فياض .... قد يبدو الامر تافها لدى المثقف والوزير ... ولكن وبعيدا عن المنافسة بين السياسيين ومحاولة الاستخفاف بوزارة او بحكومة ، نقول ان هذه الظاهرة المستمرة منذ اكثر من عشر سنوات يجب ان تتوقف ، ويجب ان نقدّم كل الظروف الملائمة لسفر لائق بالمواطن ...سواء على معبر رفح او على معبر الكرامة باريحا .