نشر بتاريخ: 15/01/2012 ( آخر تحديث: 19/01/2012 الساعة: 20:20 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - تواظب جهات امنية اسرائيلية على تكرار مصطلح " سيناء اخطر مكان في العالم " وتعيد وسائل الاعلام الاسرائيلية والغربية هذه المقولة من بعدها بشكل تلقائي ، حتى ان بعض وسائل الاعلام العربية باتت تستخدم هذا المصطلح من دون العودة الى اي مرجع امني عربي او مصري لتأكيد او نفي هذه المعلومة .
وكانت وسائل الاعلام الامريكية روّجت في العقد الماضي مصطلح " طورا بورا اخطر مكان في العالم " وذلك لتبرير عمليات القصف والعدوان العسكري على افغانستان وحتى مناطق حدودية في الباكستان ، واستنادا الى ان وسائل الاعلام العالمية اشترت هذه البضاعة واقنعت نفسها ان طورا بورا اخطر مكان في العالم وان الشيخ اسامة بن لادن يخبئ فيها ، وبالتالي صار من المتوقع ان يقبل العالم اقدام امريكا وقوات التحالف على اية عمليات قصف وبجميع انواع الاسلحة حتى المحرمة منها ضد جبال طورا بورا وسكانها الذين يعيشون في قبائل على ارضها ... والمفارقة هنا ان اسامة بن لادن لم يكن في طورا بورا رغم قصفها واستهدافها لمدة عشر سنوات ، كما ان مشاهد جنود المارينز الامريكي وهم يبولون على جثث مقاتلي القبائل في افغانستان تثبت الى اي مدى وصلت اخلاق الجنود الامريكيين في التعامل مع السكان هناك ومدى خرقهم لحقوق الانسان ... وفي الوقت الذي تظهر فيه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تنتقد دكتاتوريات العرب على اهمالهم حقوق الانسان ، تراها على شاشة السي ان ان تعتبر ان ما جرى على " يد " جنود المارينز مجرد حالة استثنائية !!!
رئيس وزراء اسرائيل ، قائد اركان جيش الاحتلال ، ووزير الحربية ، ومراسلو الاخبار الامنية والخبراء العسكريون في اسرائيل تراهم منذ نحو عام يروّجون لفكرة ان سيناء اخطر مكان في العالم ، وقد صار الغرب يردّد العبارة من بعدهم ، دون ان نعرف ما هو الخطر ؟ وعلى من هذا الخطر ؟ وفي اي اطار يجري الترويج للامر ؟ وهل هي مقدمة للتعامل مع سيناء مثلما جرى التعامل مع طورا بورا؟
في الاستراتيجيات الاعلامية يعتبر هذا الامر خطير جدا ، وبما ان اية جهة امنية مصرية او فلسطينية او سعودية ( الدول المحاددة لسيناء ) لم تعقّب على الامر ، فاننا نطرح الامر بصيغة الاستفسار ونؤجل الاستنكار ... كما نلفت الانتباه اننا نشاهد منذ بداية 2011 تدريبات اسرائيلية مكثّفة لقوات الكوماندوز وحرس الحدود على حدود سيناء لا سيما عقب عملية ايلات ، وانها اشادت جدرانا واسلاكا شائكة على حدود مصر الى جانب وحدات الكوماندوز والمركبات الالية وطائرات الاستطلاع والزوراق والغواصات واجهزة استشعار متطورة و....الخ .
وبالعودة الى ارشيف السنوات الماضية سنجد في اخبار سيناء : سياحة مزدهرة من جميع ارجاء العالم لا سيما في منتجعات شرم الشيخ وهو ما يقلق الاسرائيليين وينافس ايلات ، ومن جهة ثانية نجد تجارة الاعضاء البشرية حيث عثر على العديد من البشر في سيناء وقد اقتلعت اعضاءهم لاغراض الزراعة وهي امور لا يقدر عليها سوى جهات متطورة طبيا وتشير كل الدلائل ان عصابات اسرائيلية متورطة في كل العالم بمثل هذه التجارة - تجارة الرقيق وتهريب العاهرات وهي من تخصص عصابات اسرائيلية وملفات الامم المتحدة في جنيف مليئة باسماء الاسرائيليين الذين يقومون بمثل هذه الاعمال الوضيعة وقبل ايام داهمت وحدات "FBI" الامريكية يوم الخميس الماضي منزل شخص اسرائيلي يدعى مردخي اورين 45 عاما في ولاية كليفورنيا الامريكية، ويقدر عدد العمال الذين تاجر بهم بـ 4000 عامل من تايلند، كان الاسرائيلي يصادر جوازات السفر الخاصة بهم، ويدفعهم للعمل في شروط وظروف قاسية جدا، بالاضافة الى رميهم تقريبا في الشوارع بعد ان وعدهم بسكن مريح.و تشير التقديرات ان الاسرائيلي سيواجه حكما قد يصل لـ 70 عاما في السجن حال ادانته بالتهم التي وجهت له.
عناوين اخرى تخص سيناء مثل المخدرات وتعرف حكومة اسرائيل ان المافيا الاسرائيلية ضالعة بالتهريب من والى سيناء برا وبحرا بل ان ضباط وجنود اسرائيليون هم الذين يسهلون هذه الصفقات على مدار الساعة ، في حين يتم العثور على جثث مهاجرين سودانيين قضوا عطشا في الصحراء دون ان يرمش للاسرائيليين جفنا على ذلك بل يدرس الكنيست الاسرائيلي قرار بحبس كل مهاجر يأتي للبحث عن عمل اسرائيل لمدة 3 سنوات سجن دون محاكمة وهو امر لم ولن يحدث في اي دولة في العالم !!!
عنوان اخر هو الغاز المصري الذي يجري تصديره لاسرائيل - اما موضوع خلايا الجهاد العالمي والمقاومة في غزة ، فان الامن الاسرائيلي يعرف ان في داخل المدن العبرية والاراضي الفلسطينية المحتلة مئات اضعاف عدد خلايا المقاومة ضد الاحتلال ، ولكنها تريد ان تعيد لفت الانظار الى سيناء للي ذراع الثورة المصرية وابتزاز الاخوان الملسمون في حكمهم العتيد بمصر وان يقبلوا بشروط امنية وسياسية .