نشر بتاريخ: 30/01/2012 ( آخر تحديث: 02/02/2012 الساعة: 11:35 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - كنت اعتقد ان نبأ فصل حركة فتح للقيادي سمير المشهراوي " ابو باسل " سيكون الخبر الاكثر تفاعلا في الايام الراهنة ، لكن على شبكة التواصل الاجتماعي ظهر ( خبر اهم ) وهو قرارات مؤتمر دافوس المذكورة في المقالة السابقة تحت عنوان الماسونية ، وبينما قمنا بنشر قرارات مؤتمر دافوس كما وردت حرفيا وخبريا في صحيفة الاهرام الشقيقة ، وقرأنا فيها ما قرأنا ، وحاولنا في زاوية محاولات ان نعرف الى اين ستقود قرارات دافوس العالم ، استظرف بعض الفيسبوكيين امر المقارنة بين الرأي المكتوب وبين القرارات التي نشرت بكل لغات العالم في شتى ارجاء المعمورة وشنّوا حربا تشبه حرب الماسونيين على العبد الفقير - لا تزال المقالة على الصفحة ويمكن قراءتها .
وعود على بدء ، يقول الفتحاويون في المجلس الثوري ان قرار فصل مشهراوي جائز من الناحية الفنية ، لانه وبحسب الفتحاويين لم يحضر اجتماعات المجلس الثوري اكثر من 3 جلسات متعاقبة ، كما انه معيّن في المجلس وليس منتخبا كما ورد في تفسير الامر واستغل منصب عضو المجلس الثوري في كيل التهم للحركة وللقيادة خارج الاطر التنظيمية .... وانا قليل المعرفة بسمير المشهرواي ، التقيته عدة مرات بعد ان سقطت غزة من بين يديه وايادي رفاقه في معسكر النائب محمد دحلان . وكان اخر " لقاء "مع مشهراوي حين اصدر بيانا قبل نحو عام وتهجّم فيه على وكالة معا بشكل حاد واتهمها انها لم تدافع عن دحلان واكتفت برواية الرئاسة .
مشهرواي رفض منصب وزير في حكومة فياض ، واعتذر من الرئيس ، وحين سألناه لماذا رفضت ؟ صدق الرجل مع نفسه ومعنا واجاب اننا تعرضنا لهزيمة في غزة ويجب عدم المكابرة ، وما قيمة ان يكون الانسان وزيرا وهو لا يتمكن من العودة الى منزله ، وما قيمة ان اصبح وزيرا بينما رفاقي يبحثون عن منزل في القاهرة ودبي ورام الله ؟ وكيف يمكن ان ابرر الامر لابناء فتح في غزة الذين يشاهدوننا على شاشات التلفزيون ؟
ويبدو ان فصل مشهراوي لم يقدم ولم يؤخر في مستقبل الرجل ، لانه رفض ان يكون له مستقبل اداري في الحركة او الحكومة ، ولكنه سيؤثر في قراءة المرحلة القادمة بكل تأكيد ، فابناء حركة فتح في قطاع غزة ، المؤيدون لدحلان ولمشهرواي وغيرهم بدأوا بحملة انتقادات شديدة ضد اللجنة المركزية وضد الرئيس عباس ، وفي نفس الوقت بدأوا بكيل المديح الشديد للقائد الاسير مروان البرغوثي في كل كتاباتهم ومقالاتهم باعتبار انه المرشح البديل للرئاسة القادمة ، وكأن المعركة الانتخابية في داخل حركة فتح قد بدأت مبكرا ، وان الاشهر القادمة ستشهد حضورا لافتا للمعسكرات المتنافسة على الحيّز الفتحاوي الواسع .
وبالمقابل فان انتخابات رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس تستحوذ على اهتمام المراقبين ما يدفعنا نحو اجواء برايمرز حاد ستشهدها الساحة الفلسطينية في العام الجاري . والامر منوط بحالة الوعي الجمعي عند الجمهور ، وعلى ارضية الثورات العربية في العواصم المجاورة فان هذه الاجواء سيكون لها تأثير على كل المنطقة لان فلسطين جزء لا يتجزأ من خطاب الاحزاب العربية القومية والاسلامية .
كنت سألت المشهراوي عن موقفه من محمد دحلان فأجاب : انا من الذين يخسرون كل شئ من اجل صداقتي مع محمد دحلان ، وحين كان دحلان يحكم غزة كلها كان الجميع اصدقاؤه ، اما الان فانا لا اريد ان اتخلى عنه حتى لوخسرت كل شئ . وهذا موقف وفاء شخصي من صديق لصديقه لكن الامر الاهم هو القضية ، فالقضية الفلسطينية اكبر من كل الافراد والقادة .
ويمكن ان نتفاعل مع خبر هنا او خبر هناك ، لكن الصحافة الفلسطينية غير مطالبة باعلان موقف مع هذا المسؤول او ذاك ، وانما مهمتها ضمان نشر الرأي والرأي الاخر ، والرد والرد على الرد ، وان تضمن حرية الكلمة وان لا تقع فريسة المؤامرة والتمليك والتشكيك ، ورغم ان الاجواء متوترة ، والكلام غاضب وعنيف احيانا خلال مسيرة الافراد نحو قمة الهرم ،الا ان الحقيقة نسبية ، وكما كان يقول الفيلسوف فولتير : احكم على الشخص من اسئلته وليس من اجويته . ونحن في الاعلام الفلسطيني سنستمر بالكتابة حتى لو كان هناك ماسونية تحكم العالم ، وحتى لو ان الماسونيين يملأون الارض ويملأون العالم الافتراضي ... وقال الامام الشافعي رحمه الله قبل اختراع العالم السايبيري : لولا المحابر . لخطبت الزنادقة على المنابر.