السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلام في الممنوع- "أبو مازن" والبرلمان والجّرافة والمال السياسي

نشر بتاريخ: 20/02/2012 ( آخر تحديث: 25/02/2012 الساعة: 10:56 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام- أثار اتفاق الدوحة بين الرئيس عباس وأخوه مشعل موجة قلق في أوساط اليمين واليسار، فقد غضب اليمين لأن اتفاق الدوحة أنهى حالة الالتهاب التي عملوا عليها طوال 6 سنوات وغضب اليسار لأن قطر صارت لاعبا إقليميا مهما ينهي الملفات التي تستعصي على الدول الكبرى وانها تنجح في الملفات التي فشلت فيها مصر والسعودية وسوريا... وبدلا من ان يرتاح بالنا ازداد القلق، وكثرت الاسئلة، ورغم التفاؤل الاستراتيجي بالخطوة الا ان كل الاتفاق في مهب الريح، وفي حال لم يعلن المتفقون عن حكومة وفاق في الايام القادمة في القاهرة فان على الاعلام الفلسطيني ان يبدأ بحياكة "كفن" مناسب للاتفاق الذي سيدخل في "موت سريري" نهاية هذا الشهر... ولم يعد هناك هوامش كثيرة فإما حكومة وانتخابات وإما الانقسام المستمر، بل والانتقال إلى مرحلة التشظّي.

ولا يزال يشغل بالنا اذا كانت اسرائيل ستوافق على اجراء الانتخابات؟ وما هو دور قطر في تلك المرحلة؟ وهل وافق الاخوان المسلمون على ان تتنازل حماس بشأن الملف السياسي مقابل تسلم الأخوان الهادئ للسلطة في الدول العربية. حيث يبدو خالد مشعل ديناميكيا طامحا بكسب منظمة التحرير وهو يدرك ان حماس لا يمكن ان تفعل ذلك الا اذا فعلت مثل الاخوان المسلمين وحظيت بتأييد أوروبي على الاقل!!!.

من جانبه "أبو مازن" لا يستطيع ان يجري في الاتفاق مع مشعل عن طريق البرلمان، فهو لا يثق بحماس ومعه حق، وحماس لا تثق بفتح ومعها حق، واتفاق الدوحة لم يكن ولن يكون اتفاق النوايا الحسنة، بل اتفاق التحدي واشتداد المنافسة والمبارزة على خشبة الانتخابات القادمة. وحماس اذ تدعو الى تمرير الحكومة عن طريق البرلمان تقصد اللعب من جديد على وتر الشرعية والحكومة المقالة والرئيس المنتهية صلاحيته، وفتح اذ ترفض لعبة البرلمان المنتهية صلاحيته تقصد التوكيد على أن هذا الاتفاق سياسي ولا داعي للحديث عن وجه آخر له.

من جهة اخرى وبينما تتواصل اللعبة بين رام الله وغزة، تواصل اسرائيل ابتلاع القدس، وباستثناء الجهد الاعلامي من الصحافيين لا يوجد هناك من يواجه المخططات الاسرائيلية في القدس، وفي آخر صيحة أن الاحتلال يهدم بيوت العرب فيها ويرسل فواتير بقيمة 15 الف دولار لكل بيت يجري هدمه، أو فواتير الأرنونا الضريبية للاحتلال، ويحمل اصحاب المنازل المهدمة فواتير الجرافات التي تهدم بيوتنا ويذهبون الى رام الله فتقوم حكومة سلام فياض بدفع هذه الفواتير، أو يذهبون الى الحركات الاسلامية فيفعلون مثلها، ما يعني استراتيجيا اننا ندفع فواتير أجرة الجرافات التي تقوم بهدم منازلنا تماما مثلما ندفع منذ عشر سنوات أجرة السجانين الاسرائيليين الذين يحبسون اولادنا، وهي ظاهرة غريبة، فهل يعقل أن شعبا تحت الاحتلال يدفع للاحتلال ثمن احتلاله!!!وبالمقابل وفي حال لم تدفع السلطة هذه الفواتير سيقال إن السلطة تتخلى عن شعبها وتتركه تحت انياب الاحتلال!!!.

وفي الكلام الممنوع، الاموال التي تأتي لفلسطين، على شكل دعم أو مساعدات، هل هي ملك الشعب أم ملك الفصيل؟ وهل ما يحضره اسماعيل هنية لغزة ملك لحماس ومؤسسات حماس الصحية والتعليمية أم انها ملك لكل سكان غزة؟ وبالمقابل الاموال التي تحصل عليها السلطة في الضفة هل هي أموال لكل سكان الضفة أم لمدراء المنظمات غير الحكومية من أصدقاء الحكومة وأبطال العالم الافتراضي الجديد؟؟؟.

في حال نجح التوافق في القاهرة خلال الأيام القادمة يمكن الاجابة على كل الاسئلة، وفي حال لم يحدث فإن ادارة امور الناس في القدس، وفي غزة، وفي الضفة. ستصبح هموم الناس اهم من المستقبل السياسي الاستراتيجي وهي الحلقة الابرز في الفعل السياسي القادم، والاجابات ليست حكرا على فتح وحماس، فهناك فصائل اخرى يجب ان نفسح لها المجال والمقام للقول والفعل من خلال الحضور السياسي والتنظيمي لسد أي فراغ قادم.